خسائر فادحة.. تفاصيل تهديد المملكة برفع إنتاجها النفطي
أحمد سامى – التقرير
نشرت صحيفة “عكاظ” السعودية، خبرًا صباح أمس الجمعة، أكدت فيه أنّ المملكة العربية السعودية، هددت برفع إنتاجها النفطي بقوة لخفض الأسعار، إذا رفضت طهران فرض قيود على معروضها، حسبما قالت مصادر بـ”أوبك” لوكالة “رويترز”.
وشهد اجتماع لخبراء “أوبك” الأسبوع الماضي، صدامًا بين السعوديين والإيرانيين، وفقًا لأربعة مصادر في “أوبك” حضروا الاجتماع وتحدثوا لـ”رويترز”، شريطة عدم نشر أسمائهم، وكان الاجتماع مخصصًا للعمل على وضع التفاصيل الخاصة بالتخفيضات التي سيجرى مناقشتها خلال اجتماع وزاري لأوبك في 30 نوفمبر.
وعقد أعضاء الأوبك عدة اجتماعات في الأشهر الأخيرة لمناقشة مسألة خفض إنتاج النفط في ظل الانخفاض الحاد في أسعار النفط في خلال العامين الماضيين، إذ وصل سعر الخام إلى ما بين 40 و50 دولار أمريكي للبرميل الواحد، مقارنة بأكثر من 100 دولار أمريكي في 2014؛ ما تسبب بضغط هائل على ميزانيات حكومات البلدان المصدرة للنفط واقتصاداتها.
المملكة تنفي
قال مصدر خليجي بمنظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك”، إن السعودية “لم تهدد” أحدًا بزيادات في الإنتاج خلال اجتماع لخبراء أوبك الأسبوع الماضي، لكنها حذرت من ارتفاع الإنتاج في أنحاء العالم إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق على كبح الإمدادات.
وأضاف المصدر الخليجي الكبير بأوبك “هذه ليست قضية السعودية”، وقال المصدر – بشرط عدم نشر اسمه – لأنه غير مخول بالحديث علنًا في هذه المسألة: “جميع دول أوبك وغيرها من المنتجين غير راضين عن إيران؛ لعدم رغبتها في المشاركة في التثبيت، وكذلك العراق لعدم قبوله للمنهجية (منهجية التثبيت)”، وفقًا لمصادر أوبك المستقلة.
وتابع: “لم تقل السعودية إن الإنتاج سيرتفع، بل قالت إن الإنتاج قد يرتفع؛ فالسعودية لا تهدد والمملكة لا تنتج أكثر مما يحتاجه العملاء”، وقالت أربعة مصادر في أوبك حضرت اجتماع الخبراء الأسبوع الماضي، إن المملكة أبلغت الاجتماع بأنها قد ترفع إنتاج النفط إلى ما بين 11 مليونًا و12 مليون برميل يوميًا من مستواه الحالي، البالغ 10.5 مليون إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.
إيران لن تتنازل
أكد المدير التنفيذي لشركة النفط الوطنية الإيرانية علي كاردر، أن إيران لن تتنازل عن حصتها في منظمة أوبك، مشيرًا إلى أن إنتاج البلاد من النفط الخام يقترب من أربعة ملايين برميل يوميًا، فيما تبلغ صادراتها مليونين و200 مليون برميل يوميًا.
وفي تصريح له، يوم الاثنين الماضي، قال كاردر إن العمل في المجال النفطي في الوقت الراهن أشبه بخوض الحرب، داعيًا الصناعيين الإيرانيين في مجال النفط إلى تعزيز قدراتهم في مجال الإنتاج والدفاع عن خندق الإنتاج الإيراني.
وتابع: “إن اجتماع منظمة أوبك قريب جدًا، وإيران لن تتنازل عن حصتها في المنظمة”، مشيرًا إلى اهتمام شركة النفط الوطنية بمشاريع التنقيب والإنتاج (E&P) التي يتم إعدادها في هذا المجال”.
خسائر فادحة
تكبدت العقود الآجلة للنفط يوم الجمعة، أكبر خسائرها الأسبوعية بالنسبة المئوية منذ يناير/كانون الثاني، بهبوطها نحو تسعة بالمئة، مع ظهور علامات على توترات بين السعودية وإيران قد تعرقل اتفاقًا مهمًا على خفض الإمدادات، وأشار متعاملون أيضًا إلى تأثر العقود الآجلة للخام أيضًا بزيادة مخزونات الخام الأمريكية الأسبوع الماضي واستمرار ضعف الطلب.
وقالت مصادر بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، إن خلافات قديمة بين السعودية ومنافستها إيران طفت مجددًا على السطح في اجتماع لخبراء أوبك الأسبوع الماضي، فيما تقول الرياض إنها قد ترفع إنتاجها النفطي بقوة لخفض الأسعار إذا رفضت طهران فرض قيود على معروضها.
وخصص الاجتماع لبلورة التفاصيل الخاصة بالتخفيضات قبل اجتماع أوبك القادم في 30 نوفمبر/تشرين الثاني، عقب قرار جرى اتخاذه في الجزائر بخفض الإنتاج إلى ما بين 32.5 مليون و33 مليون برميل يوميًا بهدف دعم الأسعار.
وأغلق الخامان القياسيان عند أدنى مستوياتهما منذ سبتمبر/أيلول؛ إذ انخفض خام القياس العالمي مزيج برنت 77 سنتا أو 1.7 بالمئة، ليبلغ عند التسوية 45.58 دولار للبرميل، بينما نزل الخام الأمريكي 59 سنتا أو 1.3 بالمائة إلى 44.07 دولار للبرميل.
وانخفض الخامان بذلك 15 بالمائة منذ وصولهما إلى المستويات المرتفعة التي سجلاها في أوائل أكتوبر، وتراجع العقدان لليوم السادس على التوالي في أطول موجة من نوعها للخام الأمريكي منذ يوليو/تموز، ولبرنت منذ يونيو/حزيران.
وعلى مدى الأسبوع، خسر الخام الأمريكي نحو تسعة بالمائة، بينما تراجع برنت حوالي ثمانية بالمائة في أكبر خسائرهما الأسبوعية منذ يناير، وقال محللون إن الأسواق تأثرت سلبًا بسحب المتعاملين للسيولة من العقود الآجلة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة يوم الثلاثاء، والتي ينظر إليها باعتبارها تنطوي على مخاطر للأسواق.