“أُطردوا اليمنيين من السعودية”: دعوة “عُنصرية” لطرد أهل اليمن “المُقيمين”
على أراضي المملكة ومُطالبات بتحديد مَوقفهم من “الحوثي”.. مُغرّدون يُحذّرون من “أذناب إيران” ويَدعون إلى الترحيل “لأسباب اقتصادية” وآخرون: “التعميم خطأ”.. “الطائفية” المُحرّك الأساسي لتلك الدعوات و”العُنصرية” ليست وليدة اللحظة
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
لم يَتمالك السعوديون أنفسهم، حينما أُعلن عن إلقاء القبض على ثمانية مُقيمين “عرب”، قالت صحيفة “سبق” المحليّة الإلكترونية أنهم كانوا يَحملون هواتف عليها مقاطع صوتية، ورسائل تتضمن التطاول على العربية السعودية، والنظام، وولاة الأمر، وفي التفاصيل تلقّى مركز العمليات الأمنية المُوحّدة 911 بلاغاً، وأثناء توقيف السيارة، بدا على رُكّابها الارتباك، وأسفر تفتيش السيارة بحسب “سبق” عن العثور على مجموعة من هواتف الجوال، تتضمن ألفاظاً نابية صوتية، وكتابية، ضد المملكة ونظامها.
مواقع وصحف محلية، ذكرت أن المَوقوفين الثمانية، يَحملون الجنسية اليمنية، وعلى إثر ذلك عبّر السعوديون عن غضبهم، وامتعاضهم، من الواقعة، حيث تعالت الأصوات مُطالبة بطرد المُقيمين على أراضي بلاد الحرمين العرب عامّة، واليمنيين بذنب تطاولهم خاصّة.
الدعوة كانت الأكثر تفاعلاً، على موقع التدوينات القصيرة “تويتر”، وحمل الوسم “هاشتاق” الخاص بها اسم “أُطردوا اليمنيين من السعودية”، الوسم كان من أكثر الوسوم إثارة للجدل في الساعات الماضية، وانقسم المُغرّدون فيه بين مؤيدٍ ومُعارض، واجتمع مُعظمهم على طرد اليمنيين المُوالين لجماعة “الحوثي” في اليمن، فالولاء “للحزم” كما قالوا يُحتّم ضرورة تنفيذ السلطات مَطالب طرد كل “يمني حوثي”.
الخنساء علي، نَقلت عن أحد المشائخ قوله أنه يُريد من اليمنيين مَوقفاً ضد الحوثيين، أو عليهم كما قال أن يكفوهم شرّهم، محمد بن حسين تحدّث عن عدم معرفة أذناب إيران عُمق العلاقة بين السعوديين واليمنيين، أما خالد الشهري فقال أنه مع ترحيل اليمنيين، لأسباب اقتصادية، لا عُنصرية، عوّاد أكد أنه يجب طرد اليمنيين جميعهم نهائياً، بدون عودة، وليد بن مبيرك عّبر عن غيظه من أخذ اليمنيين المشاريع الحكومية بالمليارات، وبأسعار مُضاعفة، ويتبجّحون بأنهم ساهموا بالتنمية، شجاع المطرفي بيّن أن وجودهم يُرهق كاهل الدولة.
في المُقابل، حذّر نُشطاء من الفتنة التي قد يُسببها الوسم المذكور، فقال “مليونير” التعميم خطأ، كل جنسية فيها الصالح، والطالح، “مشيمو” أكد أن كل سعودي يمني، وكل يمني سعودي، رغد قالت “لا تزر وازرة وزر أخرى”، أما “ليبونك” فقد قدّم اعتذاره لأهل اليمن عن هذه الدعوة الفتنوية، كما دشّن النّشطاء وسماً “هاشتاق”، وذلك للرد على دعوة الطرد تحت عنوان “اليمن والسعودية شعب واحد”.
“رأي اليوم”، رصدت من خلال الدعوات السعودية لطرد اليمنيين، حجم العداء الهائل الذي يَكنّه السعوديون لليمنيين الذين يُعارضون الحرب “الحازمة” على بلادهم، وكذلك كم الامتعاض والحقد الذي يشعر به السعودي، تُجاه من يُوالي جماعة الحوثي، من اليمنيين المُتواجدين على الأراضي السعودية، الطائفية كما لاحظت “رأي اليوم” كانت المُحرّك الأساسي لتلك الدعوة التي كشفت أيضاً، عن بعض الآراء العُنصرية، حتى ضد أبناء اليمن “السنة” العاملين على أراضي بلاد التمور، والتي وجدت ضالتها ضمن تلك الدعوة، بحُجّة تطاول مُقيمين يحملون جنسية اليمن السعيد على مملكة الحرمين.
مختصون في الشأن المحلي، يجدون أن تلك “العنصرية” السعودية، تجاه المُقيمين “العرب”، ليست وليدة تطاول اليمنيين على المملكة اليوم، وليست ردّة فعل لحظية يذهب مفعولها، مع ذهاب مفعول غضب أبناء أرض الحرمين ضد أي من المُتطاولين على نظامهم وبلادهم، وإنما هي نتاج علني، أو تعبير صريح عن طريقة تعامل المواطنين اليومية، مع المُقيمين، وكأن تلك البلاد، هي ملكية خاصة لكل سعودي، يستطيع بصفته مُواطن، أن يتجرأ على كل مُقيم، وأن يدعو لطرده، وحتى مُعاقبته، ضمن ما يُعرف بنظام “الكفيل”، والذي يضع مصير حياة إنسان بأكملها بيد كفيله، يقول مختصون.
الحرب على اليمن، باتت حرباً تُؤرّق القيادة السعودية، وبرأي مراقبين، تواصل السلطات البحث عن قصص إعلامية مُؤثّرة، تستطيع من خلالها مُواصلة “حشد” العواطف خلف قيادتها التي سقطت في وحل اليمن، اليمنيون يستهدفون “مكة” بالأمس، اليوم يتطاولون علينا، وغداً قد يحتلون مُدننا، علينا إذاً مُواصلة حربنا الحازمة ضدهم، علينا القضاء عليهم نهائياً، هذا ما تبقى لحكومة الحرمين يؤكد مراقبون حتى تُراهن عليه للمُواصلة.