السلطات السعودية تتنفّس الصُّعداء بعد “فشل” دعوة “الإضراب”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1816
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وإعلامها يتحدّث عن “مُؤامرة إيرانية” استهدفت أمن البلاد.. مُغرّدون وثّقوا حضورهم “الدوام” وحوّلوا منصّات التواصل إلى “كشف حضور” وآخرون “مُضربون” على استحياء.. قُدرة السلطات “مُؤقّتة” في مُواجهة التغيير والتأثير وتراجع “القُدرات المالية” تحكي الكثير
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
تتنفّس سُلطات العربية السعودية الصُّعداء، ويُحاول إعلامها إبراز “فشل” دعوة “الإضراب”، والتي كان قد دعا لها نُشطاء على موقع التدوينات القصيرة “تويتر” عبر وسم “هاشتاق”، “إضراب الشعب يوم الأحد”، يتحدّث بعض نُخبها عن لُحمة القيادة بالشعب، تُكرّس الأقلام الصحفية سُطورها للحديث عن مُؤامرة “إيرانية” كانت تستهدف “أمن وأمان” بلاد الحرمين عن طريق دعوة “مشبوهة” حاولت الدخول لبُنيان المجتمع المحلي، الأمور تبدو مُستقرّة، والولاء الشعبي ما يزال جيّداً نوعاً ما، هذا ما تُريده السلطات تحديداً، أو ما تُحاول الترويج له.
الحياة اعتيادية صباح اليوم الأحد في المملكة كما يقول أحد المُواطنين لـ “رأي اليوم”، بعض المُتغيّبين أو “المُضربين”، هنا وهناك على استحياء أو إيثاراً للسلامة، والبقاء على قيد الحياة، البعض القليل وثّق إضرابه بالفيديو على حسابه، ربما هو الهدوء قبل العاصفة، فالأوضاع الاقتصادية “المتدهورة” لا تزال على حالها، وسياسة “التقشّف” أمرٌ حتمي لا بُدّ منه، الحرب “الحازمة” مُستمرّة، المشاريع الاستثمارية مُتوقّفة تماماً، الوضع هنا لم يعد على حاله، والرفاهية حملت حقائبها باكراً، المواطن السعودي يعي ذلك تماماً، لكن لحظة “الحسم” ضد “الحزم” لم تجد فرصتها المُواتية بعد.
نُشطاء مُعارضون، تحدّثوا عن إقدام “المباحث الإلكترونية” السعودية على إنشاء وسم “هاشتاق”، “أنا مداوم الأحد” صباح اليوم، ردّاً على وسم الدعوة للإضراب الذي حقّق تفاعلاً لم يسبق له مثيل بين المُغرّدين السبت، لكن “رأي اليوم” لم يتسنّ لها التأكد من صحّة تبعية مصدر حساب صاحب “الهاشتاق” إن كان بالفعل يتبع للمباحث، حيث تحوّل “وسم الدوام” إلى منصّة “افتراضية” للتباهي بصمود الدولة أمام عواصف دعوات الإضراب، وكشف حضور يُوثّق بالصور، ومقاطع الفيديو من حضر للدوام، في صبيحة الخشية من “بُعبع″ الإضراب.
محمد الجابري عبر وسم “أنا مداوم الأحد”، أكد أنه مداوم عناداً بأعداء الوطن، خلود الهاجري تمنّت لو أن الشعب استجاب للإضراب حتى تتوجّه إلى عملها لوحدها، ومحمد الغامدي شعر أنه يرغب بإنشاد النشيد الوطني، وشجون طالبت أرباب عملها بمكافأة، وذلك لتواجدها في هذا اليوم الإستثنائي.
وبالرغم من تحوّل الوسم إلى منصّة رسمية تعبّر عن تطلّعات النظام والحكومة السعودية، إلا أن أصواتاً مُغايرة رفضت انبطاح الصوت الواحد، حيث قال حساب “صبراً جميل”، “يا سعد أمك، سيخلف لنا آل سعود تركة مُتعبة من الناس الذين لم يتعودوا، إلا أن يكونوا تابعين”، أما “ريوم” فذكّرت “المُطبّلين” بضريبة القيمة المُضافة، وتساءلت حينها كيف سيكون حالهم المادي، والمعنوي، “الليبرالي” سخر من قومه، وعلّق قائلاً “يا زينكم، صرتوا تحبون الدوام الحين”.
ربما نجحت الدولة السعودية اليوم في تفادي أجرأ دعوة إضراب شعبي، وأثبتت يقول مراقبون أنها قادرة على التأثير في عقول مُواطنيها مُؤقّتاً من ناحية التلويح بفقدهم عنصري “الأمن والأمان”، هذا في حال فكّروا في الخروج على وُلاة أمرهم، لكن المراقبين يُشكّكون في قدرة الدولة على مُواصلة تأثيرها هذا في ظل تراجع ثرواتها، وقدرتها المالية على “إسكات” مُواطنيها “المُرفّهين”، الذين كانوا قد “أغرتهم” القيادة الراحلة بالمزيد من العلاوات، والدلال المُفرط مع بدء رياح ثروات الربيع العربي، على عكس القيادة الحالية، التي تصر على جرّهم إلى “التقشّف” الإلزامي، ضمن سياسة داخلية، وخارجية، لا ناقة لهم فيها، ولا جمل.
دعوة “الإضراب” التي تغنّى بفشلها بعض السعوديين اليوم، وبالتالي فشل مطالبها، تركت أثراً بالغاً يقول مختصون في الشأن المحلي، بحيث أنها لم تكن دعوة عابرة، وما إلتفات النخب، النشطاء، والمُغرّدين إليها، والتحذيرات الرسمية المُتوالية من الانسياق خلفها، إلا دلالة على خشية السلطات، من نقمة شعبية مُفاجئة تحرق الأخضر واليابس في بلاد الحرمين، كما أن المُسارعة إلى “توثيق” الالتزام الشعبي في وسائل الإعلام المحلية بالدوام، دليلٌ قاطعٌ على عدم وقوف الدولة على أرضية صلبة، تتمسّك في جذورها عند المحن، يؤكد مختصون.