الشيخ أحمد كريمة للوقت: فتوى من الأزهر و مني أنا شخصياً “قتلى ما يسمى بالتحالف العربي في اليمن بغاة و في النار بإخبار من سيدنا محمد (ص) و بإقرار الحديث”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 4321
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نشر في 09/09/2016 يعاد نشره مرة اخرى – الوقت- في ظل تزايد الفجوة و التباعد بين المسلمين بمذاهبهم و استفحال التكفير و التضليل بات أي لقاء أو مؤتمر يدعو للوحدة و التقارب بين أهل الدين الواحد يشكل بصيص أمل للوحدويين و المعتدلين من المسلمين كافة، و كذلك حلّ مؤتمر غروزني لاهل السنة و الجماعة على المسلمين كافة، إلا ان اللافت في هذا المؤتمر كان استبعاد السلفية الوهابية و ترأس الأزهر له، هذه المواضيع و أخرى غيرها كانت محور حديثنا مع الدكتور الشيخ أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر الشريف و رئيس و مؤسس منتدى التآلف للوعي الإسلامي في مصر، و الذي جاء في تفاصيله التالي:
الوقت: ما هي رسالة مؤتمر أهل السنة و الجماعة في غروزني “الشيشان” في هذا التوقيت و هذه الظروف بالذات؟
الشيخ أحمد: “أولاً إن مؤتمر أهل السنة و الجماعة يريد ضبط المصطلح الذي أختطفته السلفية الوهابية حيث زعموا أنهم وحدهم أهل السنة الجماعة، و بالذات في هذه المنطقة في وسط أسيا التي تُدعم و للأسف بفكر متشدد و هي باتت مفرخة لتنظيمات كالقاعدة و بوكو حرام و طالبان و ما يسمى بالدولة الإسلامية أو داعش و ما شاكلها، و المصطلح اختطف من الوهابية فكان لا بد من توعية أهل هذه المنطقة سواء طاجكستان أوزبكستان، الشيشان و غيرها للتصدي لعمليات نمو الإرهاب و تغذيته، و بطبيعة الحال الأزهر الشريف ليس ضد أحد كما يعلم الجميع و مع التنوع العلمي و لا يكفر أحد من أهل القبلة، فنحن نقر بإيمان و إسلام إخوتنا الشيعة الإمامية و الزيدية و الإباضية، فكلهم مسلمون مؤمنون و من أهل القبلة و لهم كل التقدير و الإحترام.”
و تابع قائلاً: “بلا شك إنطلق سم الأفاعي المفترسات لأن الأزهر الشريف لم يذكرهم و له حق في ذلك لأن هؤلاء خوارج و فرقة ضالة فالذين يكفّرون الإمام أبا الحسن الأشعري و الإمام أبو المنصور الماتريدي و يكفّرون الأزهر نفسه هم خوارج من المتسلفة الوهابية الذين يكفّرون الشيعة و الإباضية و الزيدية و ما تركوا أحداً لم يكفّروه، و إذا أراد العالم تجفيف منابع الإراهاب فعليه التصدي بحسم و عزم للوهابية فهم أساس الفتن و القلاقل في عالمنا، بطبيعة الحال بدأوا يشككون في المؤتمر رغم أن المجتمعين لم يكفّروا أحد بل دعوا للحوار و هذا أمر محمود رغم أن المؤتمر تأخر كثيراً برأيي و نسأل الله عزّ و جل أن نرى قريباً مؤتمراً يضم أهل السنة و إخواننا الشعية و الإباضيين، و نحن كمؤسسة مدنية في مصر عقدنا مؤتمر كهذا و بُث و لله الحمد، و عما قريب ستقيم مؤسستي و مؤسسات أخرى أول حوار شيعي سني إباضي في العالم بعد الأعياد إن شاء الله.”
الوقت: برأيكم لماذا لم يتم توجيه دعوة لمرجعية المدينة و التيار الوهابي السعودي إلى هذا المؤتمر؟
الشيخ أحمد: “أولاً الدولة المنظمة هي الشيشان و الأزهر مجرد ضيف على المؤتمر و سواء كان للأزهر دخل في ذلك أو حتى للدولة المضيفة فدعني أكون صريح بذلك، إن دول وسط أسيا تعاني من الفكر الوهابي فما الذي خرّب عقول الشباب فيها؟ وما الذي جعلهم وقوداً لعمليات الإرهاب و الإرعاب غير الفكر الوهابي؟ فكيف يُدعى أصحاب هذا الفكر إلى هذا المؤتمر الوحدوي؟ و كيف يدعى المارقين عن الإسلام؟ و كيف يدعى من بفتاويهم الشاذة دمروا اليمن بحروب طائفية مذهبية و دمروا العراق و يتدخلون في سوريا؟ و كيف يدعى شجرة الإرهاب الإرعاب في عالمنا المعاصر و هم يكفرون الأزهر نفسه؟ و أعني فتاوى إبن باز ووكلائه سواء في جمعية إحياء التراث في الكويت أو المؤسسات السلفية في مصر أو أشياخهم المتسلفة، فهناك أطراف في السعودية شنت هجوماً لا يليق بمصر ووصفوها بأنها أهل البدع و السبب أنهم في مصر يوّقرون سادتنا آل البيت، وكأن توقير و إحترام سادتنا آل البيت جريمة، فمصر كما يعلم الجميع احتضنت آل البيت و لم تسمح في عهد الأمويين قاتلهم الله و العباسيين أخزاهم الله و الأتراك و غيرهم أن يهان واحد من آل البيت لا حياً و ميتاً بفضل الله عز و جل، و لذلك بنظر السعوديين فإن مصر و المصريين أهل بدع، لأنها توقر و تحترم آل البيت، و بالمناسبة فإن الشعب المصري لا يعرف سنة ولا شيعة و يذهب لمراقد الصالحين لأن حب آل البيت فطري فيهم، فنحن نشرف ديارنا و نعطرها برأس الشريف مولاي و سيدي الحسين ابن علي رضي الله عنهم اجمعين و سيدتي زينب بنت الإمام علي رضي الله عنهم و باقي الصالحين فعندنا أكثر من ما يزيد على 1500 من آل البيت الكرام.”
و أكمل قائلاً: “حبنا لآل البيت جعل أشياخ المتسلفة الذين يسبحون بحمد أمريكا ليلاً نهاراً يطعنون في إسلام مصر، ماذا قالوا لحكام قطر و حكام الخليج عند سماحهم للقواعد الأمريكية في حفر الباطن و البحرين و قطر و غيرها، فالنبي (ص) قال أخرجوا اليهود و النصارى من بلاد العرب، فعن أي عروبة و أي إسلام يتحدثون هؤلاء أشياخ الوهابية لم يتكلموا عن البغي على اليمن أيضاً، “فإذا التقى مسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار” قالوا يا رسول الله “فهذا القاتل فما بال المقتول”، قال:”إنه كان حريصاً على قتل صاحبه”. لذا فقتلى السعودية و الإمارات في اليمن ليسوا بالشهداء قولاً واحداً في التشريع الإسلامي لأنهم بغاة أما قتلى اليمن فهم شهداء لأنهم ماتوا حتف أنفهم، ويفرق بين المعتدي و المُعتدى عليه، فالمُعتدى عليه هم الشعب المغلوب على أمره المسكين الذين أعادوه لحقبة ما قبل التاريخ في اليمن و هم الشهداء عند الله بإذن الله، أما البغاة المحاربون من الإمارات و السعودية و ما يسمى بالتحالف قتلاهم بغاة أنا أقولها لكم و سجّلوها فتوى من الأزهر و مني أنا شخصياً: قتلى ما يسمى بالتحالف العربي في اليمن بغاة و في النار بإخبار من سيدنا محمد (ص) و بإقرار الحديث “إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل و المقتول في النار”. لذا و بالعودة إلى مؤتمر الشيشان فإنه فرصة ، و ننحن نحمد الله أنهم شتموا الأزهر و شتموا مؤتمر الشيشان و تطاولوا على مقام شيخ الأزهر حتى تفيق الدولة المصرية من تجليلها لهذا الفكر الوهابي أساس الإرهاب في العالم كما بات يعرف الجميع و أبشركم بأحدث كتبي في هذا الموضوع “السلفية و فتنة التكفير” الذي بات موجوداً في القاهرة يفضحهم بالحقائق و الوثائق.”
الوقت: يسعى البعض لإظهار حالة تنافسية بين المدينة و الأزهر للترديد في مرجعية أهل السنة في عالمنا الإسلامي، فهل إستبعاد السلفية الوهابية و الإحتفاء بالأزهر في هذا المؤتمر ذات الرعاية الدولية يدل على إدراك و مقبولية أكبر للأزهر و إعتداله عند العالم أجمع و الغرب خصوصاً؟
الشيخ أحمد: “الأزهر الشريف كما هو معروف يمارس دوراً علمياً و وطنياً، فنحن لا يعنينا مكان أو حكام مكان استضافة المؤتمرات بل يعنينا و بكل صراحة و أخصكم بهذا الأمر هو منطقة وسط أسيا التي أصبحت مفرخة لفصائل الإرهاب في العالم فـ 70% من الإرهابين من وسط أسيا، من الذي أوصلهم إلى هذا؟ طبعاً الفكر الوهابي، فلا أخفي عليكم هناك مدارس دينية إسلامية كثير في هذه الدول و بإنفاق هائل من المملكة العربية السعودية، أنا رأيتها بنفسي عندما صحبت فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور الطنطاوي رحمه الله و ذهبنا إلى دولة طاجيكستان لمؤتمر الإمام أبي حنيفة رضي الله عنه و أرضاه، وفي جولاتي الميدانية في طاجيكستان رأيت هذه المدارس المدعومة من السعودية كلها تعلّم تكفير الأشاعرة، وتكفير الماتريدية، وتكفير الشيعة والإباضية، وتكفير الصوفية و لم يتركوا أحداً من أهل القبلة إلا و كفروه، هذا الشباب يخرج مشبعاً بالتكفير و الآن بات ينضم لهذه الجماعات التكفيرية الإرهابية، فرب ضارة نافعة، يعني السخط الدفين و الوهابية المتسلفة و المراهقة السياسية عندهم و هجومهم الضاري على الأزهر و المؤتمر أفادنا كثيراً، ثم الأزهر أعلن ترحيبه بأي حوار و عدم تكفيره احد و هذا يصب في مصلحة إخواننا الشيعة فقه آل البيت عليهم رضوان الله و يفتح أبواب جديدة و يفصح عن مرجعية أهل السنة و الجماعة الواقعية الأمر الذي لا ريب فيه.”