بعد اخراجه الإيرانيين من ملة الاسلام .. احالة مفتي الوهابية الى التقاعد.
دعا امام وخطيب المسجد الحرام، عبد الرحمن السديس، قادة الامة الاسلامية ان يستشعروا عظمة الامانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم والعمل على معالجة ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بين الدول الاسلامية بالحوار، والانصاف والاهتمام بقضايا الامة الكبرى فلسطين والاقصى.
وبحسب موقع “راي اليوم” فان هذه الخطبة التي يلقيها الشيخ السديس لاول مرة بعد “اعتذار” مفتي البلاط عبد العزيز آل الشيخ، ( اعتذر عن القاء خطبة عرفة لاول مرة منذ 35 عاما بذريعة مشكلة في الاوتار الصوتية)، تثير العديد من علامات الاستفهام حول هذا الاعتذار وتوقيته واسبابه.
وكان آل الشيخ قد “خرج عن النص” حسب العديد من المراقبين عندما اتهم الايرانيين عموما، بأنهم “غير مسلمين” و “مجوس” في دعوة صريحة لتكفيرهم في حديث مع جريدة “مكة” السعودية شبه الرسمية.
وعلمت “راي اليوم” من مصادر سعودية اعلامية عالية المستوى ان تصريحات المفتي اثارت حالة من الاستياء على مستويات رسمية وشعبية عديدة، ويسود اعتقاد بأن اعتذاره عن القاء “خطبة عرفة” للمرة الاولى، ربما يكون بطلب من الملك سلمان بن عبد العزيز لاحتواء الآثار السلبية لتكفيره الايرانيين وتطويعها، وهو التكفير الذي فجر هجمات اعلامية شرسة ضد المملكة والفكر الوهابي الذي تعتنقه.
وما يؤكد احتمال احالة المفتي الى “التقاعد” في الاسابيع او الاشهر المقبلة، الفقرة التي وردت في خطبة السديس، حيث وجه فيها الشكر له على قيامه بالقاء خطبة عرفة طيلة 35 عاما.
وذكرت المصادر الاعلامية نفسها انه جرى توجيه الكثير من اللوم الى صحيفة “مكة” لانها نشرت تصريحات المفتي التي اخرجت الايرانيين من ملة الاسلام، وعززت الفقرة التي وردت في خطاب السديس هذه المسألة عندما خاطب رجال الاعلام قائلا “يا رجال الاعلام وارباب مواقع الاتصال.. الله الله في تسخير الاعلام ووسائله ومواقعه في نصرة الدين والدفاع عن الاسلام، وبيان محاسنة، والامانة ومصداقية الحرف، وامانة الكلمة، والتزام الحقيقة والموضوعية، والبعد عن الإثارة والشائعات، اجعلوها تبني ولا تهدم، وتجمع ولا تفرق، وتقوي ولا تضعف”، وطالب العلماء والدعاة “بإظهار محاسن الدين الاسلامي ان لا يكونوا سببا في تفرقة الامة وضرورة افتاء الناس من غير تساهل ولا تشدد”، موضحا “ان الاسلام هو دين الوسطية” في محاولة للملمة فضيحة مفتى البلاط التي واجهت انتقادات واسعة من قبل شخصيات علمائية سنية وشيعية على حد سواء.
كما دعا السديس قادة الأمة الاسلامية أن يستشعروا عظم الأمانة والمسؤولية الملقاة على عاتقهم، داعيا إياهم لمعالجة كل ما يطرأ من مسببات الفرقة والاختلاف بين الدول الاسلامية بالحوار والانصاف ورفع الظلم عن المظلومين.