طبيب في الهلال الأحمر من منظمة اطباء بلا حدود عن فاجعة منى 2015: لم تسمح لنا قوات الأمن السعودية باسعاف الجرحى.
حادثة منى نقلا عن طبيب في الهلال الأحمر ( منظمة اطباء بلا حدود ):
نحن كنا حاضرين وقت وقوع الحادثة ضمن الكادر الطبي في مستشفى الهلال الاحمر الموجود في منى وفريق آخر من الاطباء جاؤوا لآداء مناسك الحج كانو ايضا برفقة الحجاج و من خلال التواصل مع بعض الزملاء تمكنا من الاطلاع على مجريات الحادثة.
في مدة اقل من عشر دقائق توجه الى مكان وقوع الحادثة فريق النجدة بالأشارة إلى أن عدد كبير من الأشخاص كانو قد تساقطوا بين الأقدام وعدد المصابين كان كبيرا جدا.
مباشرة وبرفقة سبع فرق طبية و إسعافية متشكلة من 42 شخص توجهنا إلى منى ، اعداد الأفراد الذين سقطوا فوق بعضهم كان من الصعب انقاذهم وحتى امكانية مساعدة المجروحين كانت ضعيفة وفي ذلك الموقف ايضا لم تسمح لنا قوات الأمن السعودية بإسعاف الجرحى.
انا شخصيا حضرت في مستشفى الهلال الاحمر ربما لم يكن هذا العدد الكبير من الأشخاص ان يتوفى لكن درجة الحرارة كانت تتجاوز الأربعين درجة مما جعل الزوار يعطشون وهذا العطش في هذا الحر الشديد ادى الى فقدانهم للوعي و ازدياد حالات الإغماء بين الزائرين زاد عدد الضحايا .
للأسف بسبب منعنا من الوصول الى المصابين من قبل السلطات السعودية فإن آخر الجثث تم جمعها في الثالثة صباحا بعد الحادثة . القوى الامنية السعودية لم تتلقى التعليمات والتدريبات الكافية واللازمة لمواجهة مثل هذه الحوادث و القوات التي كانت حاضرة حينها كانت من اجل ضبط الامن.
ومن أجل التعرف على جثث الضحايا قامت عناصر فرقنا بتصوير الجثث اما عناصر الأمن السعودية فصادرت تلك الكاميرات .
ارسل المركز الطبي لمناسك الحج التابع للهلال الاحمر بعد توجه الفرق الطبية والإسعافية سيارات الإسعاف من اجل نقل الجرحى ولكن للأسف الطريق كان مغلقا امامهم.
مشافي منى لم يكن لها القدرة الكافية لإستيعاب هذا الكم من الجرحى و الفرق الطبية في منى لم تكن جاهزة لمثل هذه الأزمات ولم يكن هناك امكانية تقديم الخدمات اللازمة للمصابين في منى .
و في مشفى منى وبسبب العدد الكبير من المصابين وعدم وجود القدرة الكافية لإستيعاب هذا العدد من الأشخاص تم رمي عدد كبير منهم في أرضية المشفى ، ولقد رأينا بأعيننا أن الجرحى و الاموات جمعوا فوق بعضهم البعض في المستشفى.
ان ابقاء الجرحى تحت اشعة الشمس لفترات طويلة و مع شدة ارتفاع الحرارة التي تجاوزت الأربعين والعطش الشديد الذي اصاب الكثير منهم وضعف امكانيات الأسعاف ادى الى فقدان وعيهم وأخذت اعدادهم تزداد مع مرور الوقت .
ويضيف الطبيب أن العناصر السعوديين الذين كانو منشغلين في جمع ونقل الجثث كانوا يرمون بإي شخص لاتظهر عليه علائم الحياة الى حاويات كانوا قد كدسوا فيها جثث الموتى وايضا كان البراد المركزي في مكة يتسع ل 900 جثة فقط لذلك فإن إمكانية تبريد جثث الموتى وحفظها كانت سيئة جدا ، وماتبقى من الأجساد وضعت في حاويات كبيرة مكدسة فوق بعضها البعض في الجو الحار.
وبعد عدة ايام من وقوع الحادثة لم تسمح لنا السلطات السعودية بالتعرف على جثث الضحايا، و لو انه سمح لنا بالتعرف على هذه الجثث لكنا انجزنا مهمتنا بشكل اسرع وافضل لإنه بعد مرور فترة زمنية تتغير ملامح الجثة و تصعب طرق التعرف عليها .