نجران فقدت 31 مدنيا و19 جنديا على يد الحوثيين منذ بدء عاصفة الحزم
هند القديمي
منذ بدء السعودية قيادة تحالف عربي في اليمن دعما للرئيس «عبد ربه منصور هادي» ضد الحوثيين، تبدل الوضع في المناطق الحدودية السعودية مع استهدافها بشكل دوري من قبل الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، بالصواريخ والقذائف والاشتباكات مع حرس الحدود.
وبحسب الدفاع المدني السعودي، قتل 31 مدنيا في نجران جنوبي المملكة منذ بدء عمليات التحالف العربي في اليمن المعروفة ب«عاصفة الحزم نهاية مارس/آذار 2015.
يضاف إلى هؤلاء، 19 جنديا على الأقل قضوا في منطقة نجران التي تحملت الكلفة الأكبر من هجمات الحوثيين العابرة للحدود، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية ( أ ف ب).
المتحدث باسم الدفاع المدني العقيد «علي الشهراني» قال إن الحوثيين يستهدفون المدنيين، أكثر من يعاني هم المدنيون»، بحسب ما ذكر في تصريحات لصحفيين أجانب زاروا نجران السبت في إطار جولة نظمتها وزارة الإعلام.
ويوضح بأن وتيرة استهداف المناطق السعودية ارتفعت بعد 6 أغسطس/آب، تاريخ تعليق مشاورات السلام التي رعتها الأمم المتحدة بين طرفي النزاع اليمني في الكويت على مدى ثلاثة اشهر.
ويضيف «الآن الأمر متواصل لم نر أنهم استهدفوا مناطق عسكرية لأنهم غير قادرين على القيام بذلك».
والجمعة، أصاب صاروخ أطلق من اليمن محطة للكهرباء في نجران، ما أدى إلى احتراق الجزء الأكبر منها دون وقوع إصابات.
ونتج الحريق عن ثقب أدى إلى تسرب الوقود من خزان في المحطة.
والسبت، كان الوقود لا يزال يتسرب من الخزان أثناء تفقد الأضرار من قبل فرق الأطفاء ومسؤولين في منطقة نجران.
وقبل أقل من أسبوعين، سجلت الحصيلة الأكبر في نجران عندما قتل 4 سعوديين وثلاثة يمنيين في سقوط صاروخ قال مسؤولون إنه كان من طراز غراد، ما أدى كذلك إلى تدمير معرض للسيارات في منطقة صناعية تقع فيها أيضا المحطة الكهربائية التي أصيبت الجمعة.
ولا تزال آثار هذا القصف ماثلة للعيان: الشوارع تفيض بالوقود المتسرب، السيارات المعروضة تحولت الى حديد ملتو لا اكثر، والشظايا تركت آثارها على الجدران المقابلة للمعرض.
ويواصل سكان نجران حياتهم المعتادة قدر الإمكان، إلا أنهم مضطرون للتأقلم مع احتمال سقوط الصواريخ من اليمن بشكل مفاجىء.
ويقول «الشهراني» إن القصف يمكن أن يحصل في أي وقت.
وتنشر السعودية عند حدودها الجنوبية صواريخ باتريوت الأمريكية المضادة للصواريخ، إلا أن هذه المنظومات هي أكثر فعالية مع الصواريخ الباليستية منها مع تلك الأصغر حجما كالكاتيوشا والغراد.
ويعمد الدفاع المدني في نجران إلى تحذير السكان عبر الرسائل القصيرة أو الإعلانات التليفزيونية، حول السبل الممكنة لحماية أنفسهم، إلا أنه ليس في مقدور السكان القيام بالكثير.
ويقول «فهد جريب» (48 عاما) لوكالة الأنباء الفرنسية «ببساطة لا نتجمع في مكان سقوط الصواريخ أو القذائف».
ويضيف أن السكان يتعاملون مع واقعهم بشكل طبيعي من دون بكاء أو صراخ، إلا أنه رغم ذلك الجميع يأملون في أن تتوقف الحرب.
يأتي ذلك في ظل تزايد حدة الانتقادات الدولية للسعودية جراء حصيلة الضحايا المدنيين للغارات التي ينفذها التحالف في اليمن.
ودعت الأمم المتحدة الخميس إلى تشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة في انتهاكات أطراف النزاع لحقوق الإنسان في اليمن، حيث قتل أكثر من 6600 شخص نصفهم تقريبا من المدنيين منذ مارس/آذار 2015.
وعلى الجانب السعودي، تجاوز عدد القتلى المئة بين عسكري ومدني.
10 آلاف قذيفة
وفي وقت سابق، كشفت تقارير إعلامية سعودية أن أكثر من 10 آلاف قذيفة حوثية سقطت على مدينة نجران منذ انطلاق «عاصفة الحزم».
وقال المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بنجران المقدم «علي عمير»، إن الإحصاءات تظهر أن القذائـف منذ بداية عمليات «عاصفة الحزم» وحتى 24 يوليـو/تموز الماضي بلغت 10016 قذيفـة، واستهدفـت المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتسببـت في أضـرار مادية لبعض المباني بالأحياء السكنية، والمرافق العامة.
وبلغ عدد القذائف التي أطلقتها ميليشيات الانقلابيين «الحوثيين» والرئيس اليمني المخلوع «علي عبدالله صالح» على مدينة ظهران الجنوب والمراكز التابعة لها منذ بداية «عاصفة الحزم»، تجاوزت 14 ألف قذيفة.
وأشارت المصادر إلى أن 90% من تلك القذائف سقطت في أماكن غير مأهولة بين الجبال والمزارع.
وأكد مراقبون أن تعمد استهداف المدنيين بهذه الطريقة من قبل الميليشيات «الحوثية» وقوات المخلوع «صالح» هو نتاج الشعور بالفشل في تحقيق أهدافها.
المصدر | الخليج الجديد + أ ف ب