«كيري» يبحث مع «محمد بن سلمان» في جدة أزمتي اليمن وسوريا
أجرى وزير الخارجية الأمريكي «جون كيري» محادثات مع ولي ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» استمرت حتى الساعات الأولى من صباح الخميس تناولت سبل إنهاء الصراع في اليمن واستئناف محادثات السلام بين الجانبين المتحاربين.
وقال مسؤول أمريكي كبير قبل بدء المحادثات إن «كيري» وصل إلى جدة قادما من نيجيريا لإجراء مباحثات مع الزعماء السعوديين ودول الخليج الأخرى وإنه سوف يطلعهم على الاجتماعات التي عقدتها الولايات المتحدة مع روسيا بشأن التعاون العسكري في سوريا، بحسب رويترز.
وقال مسؤولون أمريكيون إن المحادثات التي أجراها «كيري» مع الأمير «محمد بن سلمان» والتي بدأت في وقت متأخر واستمرت ثلاث ساعات انتهت عند الساعة 12:59 صباحا بالتوقيت المحلي.
ويعتبر دعم دول الخليج مهم لخطة السلام السورية لما تتمتع به من تأثير على جماعات المعارضة السورية، فيما تدعم روسيا وإيران رئيس النظام السوري بشار الأسد».
وتأتي المحادثات في الوقت الذي دخلت فيه قوات من المعارضة السورية تدعمها دبابات ومقاتلات وقوات تركية خاصة واحدا من آخر معاقل تنظيم الدولة الإسلامية على الحدود التركية السورية في أول توغل تركي كبير مدعوم من الولايات المتحدة لأراضي جارتها الجنوبية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قالت في وقت سابق إن «كيري» سيجتمع مع نظيره الروسي «سيرغي لافروف» في جنيف يوم الجمعة في محاولة لإبرام اتفاق بشأن إمكانية التعاون العسكري وتبادل المعلومات المخابراتية في سوريا.
وقد يقضي الاتفاق بعدم تحليق الطائرات الحربية التابعة للحكومة السورية في حين سيقوم الجيشان الروسي والأمريكي بتنسيق الضربات ضد تنظيم «الدولة الإسلامية».
وسيجتمع «كيري» مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» في وقت لاحق الخميس ثم ينضم إلى وزراء خارجية السعودية والإمارات ووزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية «توبياس الوود» لبحث سبل إنهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا في اليمن والذي أودى بحياة 6500 شخص نصفهم من المدنيين.
وتخضع عمليات التحالف العربي الذي تقوده السعودية في اليمن دعما لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي» ضد المتمردين الحوثيين لتدقيق متزايد لتسببها في سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين.
ورفض مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية الإسهاب بشأن مقترحات «كيري».
وأضاف المسؤول أن الاجتماع متعدد الأطراف بشأن اليمن يهدف إلى تبادل الأفكار والمبادرات لعودة المناقشات السياسية إلى مسارها ومحاولة التوصل إلى حل سياسي. وسيبحث الاجتماع أيضا مسألة إدخال المساعدات الإنسانية.
وينسق الجيش الأمريكي مع الحملة الجوية بقيادة السعودية في اليمن مما يساعد في ضمان حصول السعودية على الذخائر الموجهة بدقة.
وأرسلت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أيضا محامين عسكريين أمريكيين للمساعدة في تدريب نظرائهم السعوديين على ضمان شرعية ضربات التحالف.
لكن هناك قلقا متزايدا في واشنطن من أن الحملة التي تقودها السعودية ربما استهدفت منشآت مدنية منها مستشفيات.
وتقول منظمات لحقوق الإنسان إن القوات الأمريكية ربما تكون مسؤولة أيضا بموجب قوانين الحرب عن الخسائر في صفوف المدنيين بسبب دعمها للحملة التي تقودها السعودية.
وقال المسؤول الأمريكي إن «كيري» سيثير مخاوفنا بشأن الخسائر في صفوف المدنيين والأضرار التي تلحق بأهداف مدنية داخل اليمن، مضيفا أنه سيحث السعوديين على ضمان أن تتسم الضربات الجوية بالدقة.
وجاء في تقرير سنوي للأمم المتحدة عن الأطفال والصراعات المسلحة أن الحملة التي تقودها السعودية مسؤولة عن 60% من حالات القتل والإصابات في صفوف الأطفال في اليمن العام الماضي، فيما تقول السعودية إن التقرير يستند إلى معلومات خاطئة.
وتأتي محطة «كيري» السعودية ضمن جولة تركز على مكافحة الإرهاب، زار خلالها كينيا ونيجيريا.
المصدر | الخليج الجديد + رويترز