السعودية لا تشعر بالتفاؤل تجاه أي من «كلينتون» و«ترامب»
محمد خالد
مع تدهور الوضع الأمني الإقليمي من حولهم، لا يبدو السعوديون متفائلين بوصول أي من من المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة، سواء «هيلاري كلينتون»، التي يتوقعون أن تسير على نفس السياسات الحالية، أو «دونالد ترامب» الذي يحمل أجندة مخيفة.
يقول «بروس ريدل»، مدير مشروع الاستخبارات في معهد «بروكينغز»، في تقرير نشره بموقع «المونيتور»، أنه من الواضح أن السعودية لا تتوقع الكثير من أي رئيس أمريكي جديد قادم، وليس لديها أي أمل يرجي من وراء فوز أي من المرشحين، برغم قلقها من التدهور المستمر في المنطقة حولها، بعد نشر الروس طائرات مقاتلة في إيران لقصف حلفاء السعودية في سوريا.
وينقل الكاتب عن أحد المعلقين السعوديين، الذي له وصلات وثيقة مع العائلة المالكة، أنهم يصفون نشر الروس طائرات في إيران بأنه «صدمة استراتيجية» توضح مدى الضرر الذي حدث نتيجة تقليل الولايات المتحدة من مخاطر النوايا الإيرانية والروسية العدوانية.
ويقول إن الرياض تري أن العلاقات الأوثق من أي وقت مضى بين إيران وروسيا وسوريا وحزب الله والعراقيين الشيعة تعد «بمثابة تحول جذري في البيئة الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط».
ويقول التقرير إن السعودية كانت تخشي دائما أن يؤدي الاتفاق النووي الإيراني لإنهاء حصار طهران وإعطائها المزيد من الخيارات الاستراتيجية، وأن الجهود السعودية لتغيير الموقف الروسي عبر حزم مكافئات قد فشلت. مشيرا إلى أن رفع العقوبات عن طهران جعلها هي الشريك الاستراتيجي الأكثر جاذبية من المملكة في المنطقة. كما أن نشر القاذفات الروسية كأول وجود عسكري أجنبي في إيران منذ سقوط الشاه يمثل «كابوسا لأفراد العائلة المالكة».
وزاد تقارب تركيا مع روسيا من المخاوف السعودية، فأنقرة تعد خصما قويا للرئيس «بشار الأسد»، وتري أن التخلص من «نظام الأسد» أهم من مكافحة الدولة الإسلامية.
وأحبطت إدارة الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» خططا سعودية كانت معدة من سنوات للقضاء على «الأسد»، ولكن الآن يبدو الرئيس السوري أكثر أمانا من أي وقت مضي، وهو ما يعتبره السعوديون خيانة من جانب الولايات المتحدة والعالم للأغلبية السنية في سوريا، وتتحمل بموجبه واشنطن مسؤولية الإبادة الجماعية التي يقوم بها المحور الشيعي لهم.
الأولوية السعودية لليمن
وأشار التقرير إلى أن الأولوية القصوى للمملكة العربية السعودية تكمن في اليمن، حيث تتصاعد الحرب مرة أخرى، في حين أن الحوثيين الشيعة يواصلون الضغط على المدن الحدودية السعودية، حتى إنه يتم إجلاء بعض سكانها بالقوة من قبل الجيش السعودي.
ويصف الناطق باسم الحوثيين، المناطق الحدودية السعودية بأنها «أرض محتلة»، في إشارة إلى المناطق التي كان يقطنها الشيعة وفقدوها في حرب الثلاثينيات.
وتلقي الرياض باللوم على إيران في تسليح الحوثيين، على الرغم من الحصار السعودي لليمن. وأيضا على موسكو لعرقلتها قرارات الحرب في اليمن.
ويقول التقرير إن الملك «سلمان عبد العزيز آل سعود» وحكومته لا يزالون يعولون على «أوباما» حتى الآن، رغم إنهم يعلمون أنه «بطة عرجاء». ولكن هذا يرجع لأنهم يدركون أن المتنافسين على الرئاسة بدلا منه قد يزيدون هموم الرياض ولا يحلون مشاكلها.
فالمرشح الجهوري «ترامب» يبدو كخيار مجهول ومخيف بالنسبة للسعوديين، خاصة لهجته اللاذعة المعادية للمسلمين وحديثه المتشدد عن الدول التي يصفها بأنها تشكل تهديدا إسلاميا راديكاليا.
وفي خطابه الأخير حول السياسة الخارجية الأمريكية الأسبوع الماضي، لم تكن المملكة العربية السعودية مدرجة في قائمة الأصدقاء الأمريكيين، بينما اختار «ترامب» كل من (إسرائيل) ومصر والأردن، دون ذكر أي من دول الخليج كأصدقاء له.
ومع أن المرشحة «هيلاري كلينتون»، شخصية معروفة في الرياض، كما أن السعوديين أكثر راحة معها، إلا أنهم يشعرون بخيبة أمل للغاية لأنها لم تضغط على (إسرائيل) في عام 2000 لحل الصراع العربي الإسرائيلي واكتفت بإلقاء اللوم على الفلسطينيين.
كما ساندت «كلينتون» ما دعته «الإصلاح السياسي في البحرين» خلال الربيع العربي، الأمر الذي دفع الرياض للتدخل في البحرين. كما أنها كانت جزءا من فريق «أوباما» الذي دعم سياسته ضد الرئيس المصري «حسني مبارك» حليف السعودية، كما دعمت صفقة إيران النووية.
وفي حال فازت «كلينتون» فلن تتوقع الرياض من البيت الأبيض شيئا سوي الاستمرار في نفس سياسة «أوباما»، التي أدت إلى توتر العلاقات مع السعودية، وبالتالي فإن توليها الحكم لا يمثل قمة آمال السعوديين.
المصدر | الخليج الجديد