غضب إلكتروني من زيارة جنرال سعودي سابق لـ(إسرائيل).. و«عشقي»: كانت لفلسطين
إسلام الراجحي
عبر مغردون سعوديون، عن غضبهم جراء الزيارة التي قام بها الجنرال السعودي المتقاعد «أنور عشقي» لـ(إسرائيل) والتي تم الكشف عنها، أمس الجمعة.
وزار وفد سعودي بقيادة «أنور عشقي»، (إسرائيل)، والتقى بمدير عام وزارة الخارجية «دوري غولد»، ومع مسؤول التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلّة «يوآف مردخاي»، في فندق «الملك داود» في مدينة القدس المحتلّة.
وبحسب صحيفة «هآرتس»، قدم «عشقي» إلى (إسرائيل) مصحوبا ببعثة أكاديميين ورجال أعمال سعوديين، الذين التقوا بمجموعة من أعضاء الكنيست، بهدف «تشجيع الخطاب في (إسرائيل)، حول مبادرة السلام العربية».
ونظّم عضو الكنيست عن حزب «ميرتس»، «عيساوي فريج»، لقاء للوفد السعودي مع أعضاء كنيست من المعارضة، شارك فيه كل من عضوة الكنيست، «كسانيا سفيتلانا» و«عومر بار ليف» (المعسكر الصّهيونيّ)، و«ميخال روزين» عن «ميرتس».
وتحت وسم «أنور عشقي في (إسرائيل) »، استنكر مغردون سعوديون الزيارة، واعتبروها تطبيعا مع دولة الاحتلال، يخالف نهج المملكة العربية السعودية.
استنكار واسع
الأكاديمي الإماراتي «عبد الخالق عبدالله» مستشار ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، كان أحد الأوائل الذين كشفوا عن الزيارة، فكتب عنها في تغريدة له بموقع التواصل الاجتماعي «»تويتر«»: «جنرال سعودي سابق أنور عشقي يزور (إسرائيل) ويلتقي مدير وزارة خارجية العدو.. أدين الزيارة وأتوقع رد سعودي رسمي وشعبي رافض».
ليرد عليه الإعلامي السعودي المعروف، «جمال خاشقجي» الذي قال: «أشارك د. عبدالخالق في إدانة الزيارة، والمملكة في غنى عن فتح هذا الباب، اللهم أسألك حسن الخاتمة».
وتابع: «»لم اسمع من أي مسؤول سعودي تعليقا على زيارة أنور عشقي لـ(إسرائيل) والتقاءه مسؤولين هناك, ولكني واثق أنهم لا يقبلون بذلك ولم يسمحوا بها.
بينما كتب النائب الكويتي السابق «وليد الطبطبائي»: «كمواطن خليجي أرفض ما قام به أنور عشقي من زيارة خبيثة لفلسطين المحتلة والالتقاء بمسؤولين صهاينة هناك».
وتابع الإعلامي «أدهم أبو سليمة»: «المجرم المتصهين أنور عشقي لا يمثل بالتأكيد موقف الشعب السعودي في زيارته للكيان الصهيوني، لكنه يعطي مؤشرات عن ما يكيده هذا الفريق للسعودية».
وتساءل الناشط المصري «باسم خفاجي»: «أين قادة الفكر والعلم والرأي بالسعودية من هذا التطبيع مع صهاينة؟.. لماذا يسكتون؟.. ماذا جرى لكم؟».
وتساءل أيضا الكاتب الفلسطينية «ياسر الزعاترة»: «أليس غريبا أن يلتقي أنور عشقي بدوري غولد، مؤلف الكتاب التحريضي: مملكة الكراهية.. كيف دعمت العربية السعودية الإرهاب العالمي الجديد؟».
فيما قال الإعلامي السعودي «فهد السنيدي»: «لو سافر مواطن للسياحة في تايلند لسحب جوازه وعوقب وهو مسكين يتمشى.. ننتظر ماذا سيفعلون بأنور عشقي الذي زار دولة العدو الصهيوني».
ونشر النشطاء، تغريدة لمعرف «الجوازات السعودية» على «تويتر»، تشير فيها إلى أن «الدول الممنوع السفر إليها هي إيران وسوريا واليمن والعراق والأراضي المحتلة (إسرائيل)، وتايلاند».
فيما كتب «حاتم المطيري» رئيس حزب الأمة الكويتي: «أنور عشقي المستشار العسكري السعودي في زيارة للكيان الصهيوني كخطوة على طريق التطبيع.. واقعية سياسية».
«عشقي» يرد
إلا أن «عشقي»، رد على هذه الزيارة، قائلا في تصريحات لصحيفة «سبق»: إن «هذه الزيارة لم تكن لـ(إسرائيل) كما يُروّج لها، بل إنها جاءت بمبادرة فلسطينية للوقوف على أوضاع المعتقلين الفلسطينيين ومواساة أسر الشهداء».
وقال: «مَن يكتبون بعض الكلام عليهم التأكد، فأنا لم أقم بزيارة إسرائيل، بل ذهبت لرام الله بدعوة من الفلسطينيين، واجتمعنا مع أسر الشهداء وواسيناهم، وحضرنا زفاف ابن مروان البرغوثي؛ أحد المعتقلين ورمز القضية الفلسطينية».
وأضاف «عشقي»: «الإسرائيليون كتبوا أني زرت (إسرائيل)؛ لأنهم يعتبرون القدس إسرائيلية، ونحن نعتبرها فلسطينية، ونعتبرها قضية إسلامية وعربية بناءً على مبادرة السلام التي وضعها الملك عبدالله، رحمه الله».
وبسؤاله عمّا يُثار في «تويتر»، قال: «يجب أن يأخذوا المعلومات من مصدرها، وهل مَن زار الإخوة الفلسطينيين وقال نحن معكم يقولون عنه خائن، وهل يعد مَن زارهم ونشر الفرح بينهم كذلك خائناً».
واستدرك: «المرة الأولى صليت بالمسلمين في بيت المقدس صلاة المغرب، وهذه المرة صليت بهم إماماً في مسجد عمر بن الخطاب، الذي يقع في المهد ببيت لحم، وكل الهدف نصرة القضية الفلسطينية».
وأوضح: «لم نذهب ضمن وفد رسمي؛ بل ذهبنا كزيارة لمركزنا؛ مركز الدراسات والبحوث، ولم يكن الوفد رسمياً؛ بل هي مبادرة ذاتية، ومركزنا مستقل وغير حكومي وأنا متقاعد ومفكّر فقط».
واختتم: «نحن دورنا أن نهتم بقضايانا وقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وإذا جلسنا في مكاتبنا وتحت المكيفات فلن نعرف العالم كيف يتحرّك، ونحن زرنا الفلسطينيين ، ولكن ينقصهم الدعم المعنوي، أما أن نواسيهم بالكلام فهذا غير مقبول».
مغردون يرفضون التبرير
وردا على تصريحات «عشقي»، قال الأكاديمي «صالح العايد»: «وهل تجيز أنظمة المملكة لمن يحمل جواز سفر سعوديّاً زيارة القدس ورام الله؟».
وأضافت الكاتبة «إيمان الحمود»: «زيارة لا تمثل جهة رسمية في المملكة .. لكن من الظلم تبرير زيارته بحجة الحرية ويمنع غيره من زيارة القدس بحجة التطبيع».
ونشر المغردون، صورا لـ«عشقي»، مع نوابا بالكنيست الإسرائيلي، ومسؤولين إسرائيليين، معتبرين إن تصريحات «عشقي» مخالفة للواقع الذي تم.
يشار إلى أن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية، أكّد قبل فترة أن «أنور عشقي»، ليس لهم علاقة بأيّ جهة حكومية، ولا يعكس وجهة نظر حكومة المملكة العربية السعودية، وأن آراءه وتصرفاته تعبّر عن وجهات نظره الشخصية.
وكان «عشقي» قد شغل سابقا عدة مناصب رفيعة في الجيش السعوديّ، وفي وزارة الخارجيّة السعوديّة، ويشغل اليوم منصب رئيس مركز أبحاث في السّعوديّة.
وليست هذه المرّة الأولى التي يلتقي فيها «عشقي» بشخصيات إسرائيلية، حيث التقى، عام 2015، بـ«دوري غولد»، في معهد للأبحاث في واشنطن، في حفل رسمي.
والشهر الماضي، اعتبر «عشقي»، أن هناك فرصة تاريخية لإنجاز السلام مع (إسرائيل) خاصة في عهد الملك «سلمان بن عبد العزيز».
وقال «عشقي» خلال مقابلة له مع صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية «هناك فرصة حقيقية لبلوغ السلام، وأن كافتنا هنا نريد التسوية»، مشيرا إلى أنه لم تكن هناك فرصة لتحقيق سلام شامل وحقيقي من خلال مبادرة السلام العربية بعهد الملك السعودي الراحل (الملك عبدالله بن عبد العزيز) المبادر لها أصلا.
وتابع «أما اليوم وبعهد الملك الحالي سلمان فهذا ممكن نتيجة تغير الظروف والاحتمالات تحسنت كثيرا»، بحسب ما نقلت صحف عربية عن المقابلة.
وردا على سؤال حول التغييرات الإقليمية الكبيرة التي تعصف بالمنطقة منذ طرح مبادرة السلام العربية، قال «عشقي» إن «السعودية أيضا قد تغيرت وإن ملكها الجديد يبعث بإشارات لـ(إسرائيل) حول إصراره لتحقيق السلام».
وكشف أن السعودية أرسلت لحكومة (إسرائيل) قبل عامين طلبا بضرورة الاعتراف بمبادرة السلام العربية، لافتا إلى أنه تلقى جوابا واحدا متكررا مفاده أن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو«» يعد بإعلان تبنيه لها.
وتابع «عشقي» قائلا إن «السعودية بحال أوفى نتنياهو بوعده ستبادر لعملية تشجع دولا عربية للبدء بالتطبيع مع (إسرائيل) مما سينعكس إيجابا على علاقاتها مع مصر والأردن ودول أخرى».
وأضاف «قريبا ستبدأ السعودية ببناء جسر يوصل بين آسيا وأفريقيا، وفي منطقة مضائق تيران سنبني منطقة تجارية حرة، وبحال تبنت (إسرائيل) مبادرة السلام العربية سندعوها لتكون شريكة بالسوق الحرة، وهذه فرصة لها لتحقيق أرباح بالغة.. كما سترون مسؤولين سعوديين وإسرائيليين بلقاءات علنية وستكون الرياض فعالة».
عبر «عشقي» عن ثقته بالإسرائيليين الذين يلتقيهم قائلا إنهم «لا يكذبون رغم الاختلافات بوجهات النظر».
المصدر | الخليج الجديد