السعودية رشت بن لادن بـ180 مليون دولار للاعتراف بشرعيتها!
كتبت صحيفة "راي اليوم" في افتتاحيتها ان السلطات السعودية تلقت بإرتياح شديد تبرئة الوثائق السرية التي تتضمن نتائج تحقيقات لجنتي المخابرات في مجلس النواب والشيوخ لها، من اي تورط في هجمات الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، خاصة بعد ان اخفت السلطات الاميركية 28 صفحة من تلك الوثائق، وابقتها محظورة عن رجال الصحافة والاعلام.
ويرى الكاتب ان هذه الخطوة الاميركية جاءت بهدف تخفيف حدة التوتر في علاقاتها مع المملكة العربية السعودية، الناجم عن توقيع اميركا الاتفاق النووي مع ايران، منوها في نفس الوقت الى ان رفع السرية تم بعد ايام من الزيارة الماراثونية التي قام بها الى واشنطن الامير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد السعودي، .. والملك المقبل .. كما ترى الصحيفة.
ويضيف الكاتب متسائلا : لا نعرف الاسباب التي ادت الى اضفاء طابع السرية على هذه الصفحات طوال الـ14 عاما الماضية، (التحقيق اكتمل عام 2002)، طالما ان المملكة السعودية بريئة من اي اتهام، وهل كانت عملية التعتيم هذه بهدف “ابتزازها” مثلا؟ وهل توقفت عملية الابتزاز هذه ام ان هناك حلقات اخرى في هذا المسلسل، يتم الكشف عنها كلما احتاجت الادارة الاميركية ممارسة ضغوطها على حليفها التاريخي القديم؟.
وتكشف الافتتاحية عن ان السلطات السعودية كانت قد قدمت رشوة الى زعيم تنظيم القاعدة الارهابي اسامة بن لادن تتمثل بفك التجميد عن ارصدته في البنوك السعودية ( 180 مليون دولار ) بل ومضاعفتها، شريطة ان يعود الى الرياض، ويعلن في المطار فور وصوله، بأن الاسرة السعودية الحاكمة تطبق الشريعة الاسلامية على اكمل وجه، لكن بن لادن رفض هذا العرض.
ويدعي صاحب المقال ان وجود 15 من بين 19 من منفذي هجمات 11 سبتمبر، لا يعني ان حكومتهم متورطة في دعمهم متذرعا بانه اذا كانت الادارة الاميركية واجهزة استخباراتها المتقدمة جدا لم تعلم بهذه الهجمات، او هكذا تفترض، ولم تقم بمنعها بالتالي، فكيف ستعلم بها الحكومة السعودية؟، ويضيف : تبرئة السلطات السعودية من هذا الملف بالذات قد لا يعني توقف عمليات الابتزاز الاميركي، فكما فبركت الادارة الاميركية في وقت سابق اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية، والصقت تهمة اعتداء لوكربي بنظام القذافي...، تستطيع لو ارادت “فبركة” اتهامات اخرى، لينتهي بالقول، ما نريد الوصول اليه هو ان الحليف الاميركي لا يمكن الوثوق به، وصدق نواياه، ويعتبر الحلفاء العرب ادوات يستخدمها بالطريقة التي يريد، او بقرة حلوب يحلب ارصدتها وعوائدها النفطية متى شاء.
وتختم الافتتاحية بالقول: البراءة السعودية هذه قد تكون مؤقتة، او ربما موهونة “بمقابل ما” جرى التوصل اليه في الاسابيع او الاشهر الاخيرة، ومن الطبيعي ان لا نعرف كنهه، ونأمل ان تكون شكوكنا هذه في غير محلها.