مقتل اربعة من رجال الامن السعودي واصابة خمسة اخرين في ثلاثة تفجيرات انتحارية في السعودية توزعت بين جدة والقطيف والمدينة المنورة
الرياض ـ ا ف ب ـ د ب ا: أعلن المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي مقتل أربعة من رجال الأمن نتيجة قيام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه بالقرب من المسجد النبوي في المدينة المنورة ، غرب المملكة، كما اعن اللواء التركي العثور على ثلاثة جثث عقب قيام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه في محافظة القطيف، شرق السعودية، والتي يسكنها عدد كبير من الشيعة .
وقال اللواء التركي في بيان له، نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) مساء الاثنين ان “رجال الأمن اشتبهوا مع حلول صلاة مغرب اليوم الاثنين بالمدينة المنورة ، في أحد الأشخاص أثناء توجهه إلى المسجد النبوي الشّريف عبر أرض فضاء تستخدم كمواقف لسيارات الزوار”، مشيرا الى ان عند اعتراض رجال الامن للرجل “قام بتفجير نفسه بحزام ناسف مما نتج عنه مقتله، واستشهاد (4) من رجال الأمن، وإصابة (5) آخرين من رجال الأمن”.
واعلن اللواء التركي ان” انتحاريا اخر قام بتفجير نفسه عند مغرب اليوم بالقرب من أحد المساجد المجاورة لسوق مياس في محافظة القطيف ، مشيرا الى انه تم العثور على أشلاء بشرية لثلاثة أشخاص يجري التحقق منها .
واكتفى اللواء التركي بالقول ان “الجهات الأمنية لا تزال تباشر مهامها في ضبط الجريمتين والتحقيق فيهما ، وسيصدر بيان إلحاقي بالمستجدات”.
وقال اللواء التركي ان وزارة الداخلية إذ تعلن ذلك لتؤكد أن هذه الأعمال الدنيئة التي لم تراع حرمة المكان والزمان وحرمة الدماء المعصومة لتبين بشكل جلي مدى الضلال الذي بلغته هذه العناصر الضالة وما يدفعهم إليه فكرهم الظلامي.
وتأتى هذه الأعمال الانتحارية اليوم الاثنين بعد قيام أحد الانتحاريين بتفجير نفسه فجر اليوم في موقف للسيارات بالقرب من القنصلية الأمريكية في جدة على ساحل البحر الأحمر ليلة امس ما نتج عنه مقتل الانتحاري واصابة رجلي أمن .
بينما قال سكان القطيف ان منفذ التفجير الانتحاري قتل وتناثرت اشلاؤه قرب مسجد يؤمه الشيعة، ولم يصب احد بجروح.
وذكرت قناة العربية ان تفجير المدينة المنورة وقع خلال صلاة المغرب بعد الافطار خلال شهر رمضان الذي ينتهي الثلاثاء.
وعرض التلفزيون صورا لنيران تشتعل في موقف للسيارات تابع لقوات الامن اضافة الى جثة قرب الموقف.
ويكتظ المسجد النبوي بالمصلين خلال شهر رمضان الذي شهد عددا من الهجمات المريعة في انحاء المنطقة.
فقد قتل اكثر من 200 شخص في تفجير في منطقة الكرادة وسط بغداد الاحد اعلن تنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عنه، كما وقعت هجمات اخرى في مدينتي دكا واسطنبول.
وفي نفس وقت وقوع تفجير المدينة تقريبا، هز انفجار مدينة القطيف.
وقال شاهد على الهجوم “التفجير نفذه انتحاري بكل تاكيد. استطيع رؤية جثته” التي تمزقت الى اشلاء.
وذكرت شاهدة اخرى هي نسيمة السعدا لفرانس برس ان “انتحاريا فجر نفسه قرب المسجد” في القطيف الذي يؤمه الشيعة في وسط مدينة القطيف على ساحل الخليج.
الا انها اكدت انه لم يصب اي شخص باذى.
وذكر شاهد اخر قال ان اسمه ايمن، لفرانس برس ان انفجارين وقعا قرب المسجد.
واوضح “كان احد الانفجارين في سيارة كانت متوقفة امام المسجد، وكان داخلها رجل لم يتوجه الى الصلاة في امر غير عادي”.
واظهرت صور يعتقد انها من موقع التفجير انتشرت بين السكان حريق صغير في الشارع واشلاء وراس مقطوع.
– تفجيرات واطلاق نار –
منذ اواخر 2014، استهدفت سلسلة من التفجيرات واطلاق النار تبناها تنظيم الدولة الاسلامية افراد قوات الامن السعودية والاقلية الشيعية في المملكة.
ووقعت معظم الهجمات في المنطقة الشرقية التي تسكنها غالبية من الشيعة في المملكة السنية المحافظة.
وصرح اللواء منصور التركي المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية لتلفزيون العربية ان التفجير الذي وقع بالقرب من القنصلية الاميركية نفذه “مقيم اجنبي”.
ويعمل في السعودية ملايين الاجانب معظمهم من الدول ذات الغالبية المسلمة في الشرق الاوسط واسيا.
وقال التركي لقناة الاخبارية الرسمية ان المشتبه به وهو في الثلاثينات من العمر كان اقرب الى مسجد في المنطقة منه الى القنصلية الاميركية.
واكد ان التحقيقات تتواصل لمعرفة اهداف ودوافع منفذ الهجوم. ونقل موقع تويتر التابع لقناة الاخبارية عن اللواء التركي قوله انه تم “العثور على عبوات ناسفة لم تنفجر في محيط الموقع″.
وذكرت السفارة الاميركية في الرياض انه لم تقع اصابات بين موظفي القنصلية الاميركية.
وذكرت وزارة الداخلية في بيانها الذي بثته وكالة الانباء السعودية ان “رجال الامن اشتبهوا في احد الاشخاص وفي تحركاته المريبة”.
واضافت “عندما بادر رجال الامن باعتراضه والتحقق منه والتعامل معه بما يقتضيه الموقف بادر الى تفجير نفسه بحزام ناسف كان يرتديه داخل مواقف المستشفى”.
واوضحت الداخلية ان ذلك ادى الى “مقتله واصابة رجلي امن باصابات طفيفة نقلا على إثرها إلى المستشفى”.
ونشرت صحيفة “سبق” الالكترونية والمقربة من السلطات صورة لجزء من جثة شخص ملقاة على الارض بين سيارة اجرة وباب سيارة اخرى مفتوح اخترقته العيارات النارية.
وتزامن الانفجار مع يوم الاستقلال في الولايات المتحدة في الرابع من تموز/يوليو.
وفي واشنطن قال ناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم كشف اسمه “نحن على علم بالتقارير عن انفجار في جدة ونعمل مع السلطات السعودية لجمع مزيد من المعلومات”.
واضاف انه تم التاكد من سلامة كل افراد طاقم البعثة الدبلوماسية الاميركية.
وكان زعيم تنظيم الدولة الاسلامية ابو بكر البغدادي دعا الى شن هجمات في السعودية التي تشارك في التحالف الذي يقصف التنظيم في العراق وسوريا بقيادة الولايات المتحدة.