اليمن.. الدولة الفاشلة أصبحت رهينة!

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2299
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

 لقد مُهدت الطرق لوجستيا وإعلاميا للحوثيين لاحتلال صنعاء في سبتمبر 2014 ساهم في تيسير ذلك الزحف على صنعاء – انطلاقا  من السيطرة على دماج ومنها الى صنعاء – بعض دول مجلس التعاون الخليجي بطرق مباشرة وغير مباشرة.

كما ساهم في ذلك ضعف المبادرة الخليجية في نصوصها ومخرجاتها، وقد استقوى الحوثيون بقوات ومكر الرئيس السابق "علي عبدالله صالح"، وقد تناول الكاتب سلبيات المبادرة الخليجية الكارثية بالنقد والتحليل في اكثر من مقال ولست في حاجة لاستدعاء تلك المبادرة غير الموفقة.

*    *    *

بعد أن تمكن الحوثيون من بسط نفوذهم على أجزاء كبيرة من ارض اليمن، تمددوا الى السواحل البحرية واستطاعوا تركيز قواتهم بموانئ رئيسة على البحر الأحمر وبحر العرب واحتجاز رئيس الجمهورية بالعاصمة صنعاء وقيادات عليا من قبل المليشيات الحوثية.

استطاع الرئيس "عبدربه منصور هادي" الإفلات من الاحتجاز والتوجه الى العاصمة الثانية للدولة اليمنية مدينة عدن. ومن هناك دعا دول مجلس التعاون وخاصة السعودية وجامعة الدول العربية إلى مساعدة الحكومة الشرعية لاستعادة مقارها في العاصمة صنعاء وإخراج الحوثيين منها.

والعودة إلى تحقيق المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات الشرعية الدولية ومنها قرار مجلس الأمن 2216. استجابت السعودية فورا لطلب الرئيس اليمني "عبدربه منصور" وشكلت قوات التحالف العربي والتي لم يبق منها في الميدان سوى السعودية والامارات وبعض وحدات الجيش السوداني.

وأعلنت في الحادي والعشرين من شهر مارس 2015 انطلاق قوات "عاصفة الحزم" الجوية لتدك مواقع الحوثيين والمنشقين عن السلطة الشرعية في العاصمة صنعاء.

وبقيت الحرب دائرة من ذلك التاريخ حتى هذه اللحظة التي تقرأ فيها هذه المقالة، لم تتحقق الأهداف التي جاءت من أجلها "عاصفة الحزم"، بل ذهبت قوى التحالف (السعودي الاماراتي) إلى تحقيق أهداف ذاتية للدولتين كل على حدة.

فهناك سباق توسيع نفوذ القوتين (السعودية ــ والامارات) بالاستيلاء بحجج مختلفة على الأراضي اليمنية المفيدة وترك الحرب الجبلية لجيش السلطة الشرعية الذي لا يملك الأسلحة المتطورة ولا الامدادات والتمويل ولا المال الكافي لتجنيد قوى مقاتلة.

الإمارت تشكل لها قوات أو مليشيات خاصة بها في المناطق التي تسيطر عليها، فهناك قوات الحزام الامني في عدن والنخبة الشبوانية، والنخبة الحضرمية، والنخبة العدنية وتسعى هذه الأيام لتشكيل نخبة "تعزية" بجانب فلول الحراك الجنوبي التابع لحكومة أبوظبي.

وهناك سباق بين القوتين الفاعلتين في حرب اليمن على السيطرة على محافظة المهرة وحضرموت وجزيرة سقطرى والحرب دائرة حول ميناء الحديدة ولا نعلم إلى أي يد ستؤول ملكيتها والهيمنة عليها، هل إلى السعودية أم الإمارات أو أمريكا.

ذلك ما ستبديه الأيام القادمة، لكن المؤكد أنه لن يكون للحكومة الشرعية التي يحاربون باسمها أي نفوذ على الحديدة في الأجل المنظور.

*    *    *

السؤال الذي يطرح نفسه: هل لحكومة "الشرعية" القول الفصل في سير المعارك ومن ثم مستقبل اليمن؟

الرأي عندي أن اليمن لم تعد دولة مستقلة وان الحاكم الفعلي لليمن اليوم هما (الرياض وابوظبي) وأن الحكومة اليمنية الشرعية اصبحت رهينة في الرياض تصدر التعليمات والاوامر العسكرية للقطاعات القتالية واقامة المنشآت باسمها وهي تعلم ولكن ما بيدها حيلة.

قرأت في وسائل الإعلام اليمنية وثيقة موقعة من الرئيس (الرهينة) "عبدربه منصور"  مؤداها تخلي الرئيس "هادي" عن صلاحياته العسكرية لصالح قائد القوات المشتركة الأمير "فهد بن تركي آل سعود" (المصدر اليمن نت) والذي بدوره وجه رسالة رسمية الى رئيس هيئة الاركان العامة اليمنية تفيد بأن تلك الأوامر صادرة من رئيس الجمهورية اليمنية وعلى الجميع تنفيذ محتوى تلك الأوامر الرئاسية.

يا للهول! رئيس دولة المفروض انه صاحب السيادة يتنازل عن قيادة قواته المسلحة لقيادة دولة اخرى، إنه والحق لا يستحق أن يكون رئيسا للدولة اليمنية ولو بالاسم.

*    *    *

يعتصر قلبي حزنا على ما يصيب اليمن اليوم من قتل وحرق ومجاعة وأمراض معدية وتدمير وعبث سياسي بأيد يمنية عميلة لهذا الطرف او ذاك، واخرى يمنية انانية انتهازية همها الثراء غير المشروع على حساب اليمن وشعبه وهدفها الوصول الى هرم السلطة.

يزداد ألمي عندما أعرف خضوع الرئيس "هادي" صاحب "السيادة" لقوة غير يمنية يتلقى اوامر من احدى دول التحالف "الفرعي" بعزل محافظ وتعيين بديل له موال لذلك الطرف كما حصل في المهرة وعدن وتعز وغيرها.

محافظ تعز الموالي لدولة الإمارات أصدر قرارا بحل "اللجنة الرئاسية" وإعفائها من مهامها وذلك مخالفة دستورية لأن الذي امر بتشكيل تلك اللجنة هو رئيس الجمهورية، صاحب "السيادة" وهو الوحيد الذي يأمر بحلها.

إن ما حصل في تعز هو أسلوب قوى الاحتلال وليس القوى التي اتت لاستعادة الشرعية من خاطفيها، ولحسن الحظ فإن رئيس اللجنة المشار اليها رفض أمر حلها وذلك أمر طبيعي، لكني أخشى أن نسمع نعيه قريبا على يدي مليشيات الغدر والخيانة اليمنية.

آخر القول: أدعو الرئيس "عبدربه منصور هادي" لإعلان استقالته والبقاء في أمريكا وأن يترك اليمن لمن يصلحها من أهلها.

- د. محمد صالح المسفر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

المصدر | الشرق القطرية