الملك القادم وولي العهد الذبيح
بقلم مهند بتار- منذ أن اختاره والده الملك سلمان بن عبد العزيز ولياً لولي العهد محمد بن نايف بدى واضحاً أن الأمير الصغير محمد بن سلمان في طريقه لأن يتبوأ عرش المملكة العربية السعودية وأن المسالة باتت تتعلق فقط بالتخريجات الملائمة لهذا المشروع الملوكي . ولم يتطلب الأمر سوى سنتين لكي يصل الأمير الصاعد محمد بن سلمان إلى العتبة العليا من سُـلـّم العرش .
ففي ليلية دراماتيكية ليلاء إستُدعي ولي العهد محمد بن نايف إلى القصر الملكي ولم يخرج من هناك إلا وقد أضحى منزوع المنصب ، وإلى الآن لم تعرف الرّعية السعودية على وجه الدقة ما جرى في تلك الليلة سوى ما رأته على شاشات التلفاز من مشهد مرتبك لإنتقال ولاية العهد إلى الأمير محمد بن سلمان مما أربك هذه الرّعية وأثار عديد أسئلتها دون أن تتلقى الإجابة بـ (نعم) على سؤالها الأهم : هل تنازل الأمير محمد بن نايف حقاً عن ولاية العهد ؟ .
بالطبع لا ، لا لم يتنازل محمد بن نايف عن ولاية العهد ولكن تم إجباره على التنحي بوسائل الترهيب الغاشمة ، وهذا الجواب هو ليس فحسب ما استنتجه المراقبون مبكراً ولكن ما راحت مؤخراً تسربه عمداً تلك الدائرة الضيقة المحيطة بولي العهد الجديد لغايات تبدأ من تحطيم الصورة النمطية لمحمد بن نايف في أذهان الرّعية السعودية قبل غيرها وتنتهي بتأكيد سطوة وجبروت الأمير محمد بن سلمان . فلكي تتجاوز الحملة التشهيرية تبرير عزله إلى تدمير صورته وسمعته هـوّلَ طاقم محمد بن سلمان من حقيقة تعاطي محمد بن نايف بعض المسكنات على إثر إصابته القديمة جراء محاولة اغتياله في عام (2009) وحوّلوها إلى (إدمانه على المخدرات من هيرويين وكوكايين) وسرّبوا ذلك إلى العلن وراحوا يشيعون الأخبار الملفقة بحقه و(اللت والعجن) والطعن في سيرته لكي ينتهي إلى حطام لن تقوم بعده له أو حتى لمريديه من داخل العائلة المالكة قائمة ، فلا يعود هناك من يجرؤ على مجرد التفكير بصوت مسموع بالأسئلة المحرّمة من أي قبيل له علاقة بالصعود الصاروخي للأمير الصغير محمد بن سلمان إلى عرش المملكة .
هكذا راحت كبريات الصحف العالمية ووكالات الأنباء الشهيرة ومختلف الفضائيات تتداول تسريبات القصر الملكي السعودي التي تنال من المغدور محمد بن نايف حد الذبح بلا أي رحمة وبلا أدنى اعتبار لا لصلة الدم والقرابة ولا للكوابح الأخلاقية ، فلو كانت قصة عزله تتعلق فعلاً بإدمانه على المخدرات لما كان الملك سلمان قد إختاره ولياً للعهد (عام 2015 ) ، أي بعد إصابته بستة أعوام ، ولما ظل يتصدى بشكل طبيعي لمهمات عديدة وجسيمة من مواقعه الرسمية المتعددة قبل أن يبدأ محمد بن سلمان بقضمها التدريجي وصولا إلى بيت القصيد كما يملي مخطط (شيطان التوريث) ، هذا الذي راح يتنقل بين رأسي الملك الهرم وولده محمد لتوليف وإنتاج ما تم تسويقها من دراما الإطاحة بولي العهد في تسلسل من الأحداث بدى كأنه يستلهم ثيمته من حلقات المسلسل الأمريكي ( صراع العروش) ولكن بسيناريو ساذج وحبكة مهلهة وتمثيل هابط وإخراج أقل ما يقال عنه أنه رديء ولا يستحق على جدول التقييمات الفنية أكثر من واحد من عشرة ، وهذا الواحد من العشرة هو للجهد الذي بذله الأمير محمد بن سلمان في الإنحناء أمام الأمير الذبيح وتقبيل يديه في مشهد (البيعة) التراجيكوميدي !.
على أن (شيطان التوريث) إياه يقال أنه شـوهد ومحمد بن زايد آل نهيان يتبختران بين أروقة قصر الأخير لمرتين ، الأولى قبل مشهد (البيعة) السعودي والثانية بعده مباشرة ، وتلك قصة لا شك مشوقة ستكشف خوابيها قوادم الأيام ! .
مهند بتار