تهديدات السعودية ضد ايران وما قد يترتب عن ذلك
د. سامي الرباع
أفادت وكالة الانباء العالمية (رويتر) بتاريخ 13.5.2017 بأن السعودية تنوي شراء أسلحة أمريكية بمبلغ يتجاوز ال 100 مليار دولار!
وعلى أثر استلام دونالد ترمب سلطة الرئاسة في أمريكا قام محمد بن سلمان ولي العهد السعودي بزيارة ترمب لتهنئته بالمنصب الجديد ووعده بصرف 200 مليار دولار لترميم البنية التحتية في أمريكا.
و بتاريخ 8.5.2017 أعلنت وكالات الانباء الدولية والصحف الكبرى ومن بينها رأي اليوم مايلي :
” وزير الدفاع الإيراني يهدد بتدمير السعودية بالكامل ردا على تصريحات الأمير بن سلمان حول نقل المعركة الى العمق الإيراني.. هل ايران قادرة على التنفيذ فعلا؟ وما الذي اثار غضب القيادة الإيرانية؟ وكيف سيكون الرد السعودي.“
كل هذا يؤكد دور السعودية في توظيف مواردها البترولية التي تقدر باّلاف البلايين من الدولارات لتحفيز الغرب الانصيياع لرغبات اّل سعود وذلك على رأي الحكمة الشعبية “طعمي الفم تستحي العين!”
في الايام الماضية التقيت بأحد أصدقائي السعوديين هنا في ألمانيا الذي يقوم برحلة صيفية مع عائلته في ربوع أوربا. حين ذكرت لصديقي العقيد عبد الرحمن (طبعا لاأريد ذكر كنيته أي اسمه بالكامل حتى لايتعرص للضرر بعد عودته الى السعودية) الاخبار أعلاه بدأ يضحك وقال ان اّل سعود يشترون كل شيء من ولاء ودعم وتأييد الاخرين والكف عن انتقادهم بمليارات الدولارات التي يسيطرون عليها بدون اي مانع. فهم وكما الكل يعلم “هم الامر الناهي !!!!!!”
وأضاف العقيد المتقاعد عبد الرحمن , ( خذ مثلا اّلاف ملايين الدولارات التي صرفها بندر بن سلطان على العديد من الاعلاميين والسياسييسن في أمريكا والغرب بشكل عام كرشاوي لنهييهم عن توجيه النقد الى السعودية . )
والان لنعود الى موضوع الاسلحة التي اشترتها السعودية ولاتزال تشتريها من أمريكا, وبريطانيا, وفرنسا والمانيا.
قال العقيد عبد الرحمن (صحيح أنه لدينا أكثر من مليون سعودي موظفين في الجيش السعودي الا ان كل هذه الاسلحة الباهظة الثمن والمعقدة تكنولوجيا التي يصعب على عسكري سعودي , نصف امي , أن يتعامل معها ويستخدمها بالشكل المطلوب , تبقى في صناديقها ولا يتم التدرب عل استخدامها !!)
وماذا عن الحرب التي تشنها السعودية على اليمن ؟
أجاب العقيد عبد الرحمن : ( ان معظم الطيارين الذين يقومون بشن هجومات صاروخية على مواقع المقاتلين الحوثيين هم ليسو بسعوديين , بل هم اما من بعض الدول العربية او الصديقة في افريقيا أو اسيا!!)
العقيد عبد الرحمن وافقني الرأي بأن شراء اّل سعود لتلك الاسلحة الباهظة الثمن ما هو الا وسيلة لابتزاز امريكا والضغط عليها وغيرها من دول الغرب للوقوف مع السعودية اذا تعرضت لاي هجوم ايراني . , وهذا هو بيت القصيد !!
فلا السعودية ولاغيرها من دويلات الخليج العربي تستطيع الهجوم على ايران ولا حتى صد أي هجوم ايراني اذا ما اقتضى الامر ذلك .
فلا السعودية ولا قطر ولا البحرين تملك الطاقة البشرية سواء كانت عسكرية أو بنيوية للوقوف أو صد اي هجوم ايراني .
وكل هذه الدول الخليجية تدرك ذلك تماما وستعتمد على حلفائها في الغرب ولاسيما أمريكا التي ستهرع للدفاع عن هذه الدويلات , علما بأنه لدى أمريكا قواعد عسكرية في المياه الاقليمية الخليجية .
رغم أن العديد من السياسيين والمحللين السياسيين في كل أنحاء العالم يؤكدون على أن السعودية وقطر هي من الدول الاكثر دعما للارهاب , سواء كان ذلك في أفغانستان وفي الصومال وفي نايجيريا وسورية والعراق وليبيا وغيرها من دول العالم , الا أن الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا تغض الطرف عن ذلك بسبب مليارات الدولارات التي تحصل عليها من دول الخليج سواء كان ذلك عن طريق بيع الاسلحة لهذه الدول أو المليارات التي تستثمرها هذه الدول في البنوك والشركات التجارية الغربية .
ولكن لماذ تدعم السعودية وقطر الارهاب في العالم بالمال والعتاد؟
الاجابة بسيطة : لشغل العالم عن التفكير ونقد النظام السلطوي غير الانساني الذي تمارسه هذه الدول , دول الخليج , في مجتمعاتها. ففي السعودية وقطر ودول الخليج الاخرى تعامل اليد العاملة غير المحلية وكأنهم عبيد , يعملون ليلا نهارا لقاء أجر بسيط وفي كثير من الاحيان لايحصلون على ذلك الدخل البسيط !!!!
في نفس الوقت تعرض قطر على العالم دور الوسيط بين ارهابيي الطالبان والحكومة الافغانية !!!!
ولكن من يدري ؟ اذ قد يرتكب امراء السعودية أصحاب القرار السياسي حماقة سياسية تستند الى معادلات خيالية لاتعتمد على اي واقع عملي سيدفع بهم الى الدمار على المدى المتوصط والبعيد .
تجارب الجيوش الغربية في افغانستان والعراق أكبر دليل على ذلك . علما بأن محاربة ايران سيكون أصعب بكثير من القتال الذي واجهته ضد هاتين الدولتين .
في الوقت الذي يبلغ عدد سكان كل من أفغانستان والعراق 20 مليون نسمة , يبلغ عدد سكان ايران أكثر من 60 مليون نسمة . هذا بالاضافة الى ان ايران تملك موارد بشرية وطبيعية وبنى تحتيه وفوقية تفوق تلك التي تملكها افغانستان والعراق .
والاهم من كل ذلك هو القوى البشرية المتحمسة والمستعدة للدفاع عن الثورة الايرانية الاسلامية مهما بلغت التضحيات ثمنا . أكبر مثال على ذلك هو حلفاء ايران خارج الحدود الايرانية . والمعني هنا حزب الله .
حزب الله , وليد الثورة الايرانية , استطاع بأبسط المعدات العسكرية دحر الجيش الاسرائيلي وطرده من جنوب لبنان . اذ ان الاهم في القتال والتحرير ليس فقط المعدات العسكرية المتوفرة بل الارادة البشرية وتصميمها على دحر الغزاة والمعتدين . ما لم تستطع الجيوش العربية تحقيقه ضد العدو الصهيوني , استطاعت مليشيات حزب الله تحقيقه وهذا مالاتزال اسرائيل تخشاه .