الخفض الجديد لإنتاج النفط.. هل يعيد إشعال خلافات الرياض وواشنطن؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 680
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

اعتبرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن التخفيضات المفاجئة لإنتاج النفط الخام تخاطر بإعادة إشعال الخلافات بين السعودية والولايات المتحدة، التي حاولت العام الماضي دون جدوى دفع المملكة إلى ضخ مزيد من النفط لترويض التضخم الأمريكي المتفشي وسط ارتفاع في تكاليف الطاقة.

والإثنين، قفزت أسعار النفط إثر إعلان مفاجئ من لاعبي "أوبك+" الرئيسيين، وفي مقدمتهم السعودية وروسيا، عن خفض طوعي في إنتاج الخام بأكثر من مليون برميل يوميا، اعتبارا من أول مايو/أيار وحتى نهاية العام الجاري.

وخلال الدقائق الأولى من تعاملات بداية الأسبوع الأول من أبريل/نيسان، قفزت الأسعار بأكثر من 7% قبل أن تقلص مكاسبها وصولا إلى نحو 5% بحلول الساعة 3:00 صباحا بتوقيت جرينتش، ليتداول خام غرب تكساس الأمريكي عند مستوى 79.8 دولارا للبرميل.

الصحيفة وصفت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، مبادرة خفض الإنتاج التي تقودها السعودية بأنها "غير عادية"، حيث تم الإعلان عنها خارج اجتماع رسمي لتكتل "أوبك +"؛ مما يشير إلى عنصر الاستعجال من جانب الأعضاء المشاركين في التخفيضات.

ويضاف ذلك التخفيض إلى آخر اتُفق عليه في الاجتماع الوزاري الثالث والثلاثين للدول الأعضاء في منظمة "أوبك" والدول المنتجة من خارج المنظمة "أوبك+"، في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2022، والذي جرى خلاله إقرار خفض بواقع مليوني برميل يوميا.

 

خفض استباقي

وبحسب أمريتا سي، مديرة الأبحاث في "إنرجي أسبكتس"، فإن "أوبك+ قامت بخفض استباقي للإنتاج من أجل التغلب على أي ضعف محتمل بالطلب في ظل الأزمة المصرفية".

ويأتي التخفيض الجديد في أعقاب انخفاض حاد بأسعار النفط في مارس/ آذار الماضي، بعد انهيار بنك سيليكون فالي الأمريكي، والذي أثار مخاوف من انتشار عدوى الانهيارات في الأسواق المالية العالمية وانخفاض كبير في الطلب على النفط الخام.

وعندما أعلنت "أوبك+" عن الخفض الأول في الإنتاج، اتهم البيت الأبيض السعودية بالانحياز إلى روسيا عبر خفض الإنتاج، بما يؤدي إلى زيادة عائدات موسكو من النفط، على الرغم من غزوها لأوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وهو ما نفت الرياض صحته.

وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن آنذاك عن إعادة تقييم العلاقات مع السعودية، وخيمت على البلدين أزمة مكتومة.

 

غضب سعودي

ونقلا عن مصادر مطلعة، قالت الصحيفة إن السعودية كانت غاضبة الأسبوع الماضي لأن إدارة بايدن استبعدت علنا مشتريات جديدة من النفط الخام لتجديد مخزونها الاستراتيجي كان قد استُنزف العام الماضي، بينما كان البيت الأبيض يكافح لترويض التضخم.

وأدى تصريح وزيرة الطاقة الأمريكي جينيفر جرانهولم بأن الأمر قد يستغرق "سنوات" لإعادة ملء الاحتياطي إلى انخفاض أسعار النفط لفترة وجيزة.

وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي الأحد: "لا نعتقد أن التخفيضات مستحسنة في هذه اللحظة بالنظر إلى حالة عدم اليقين في السوق، وقد أوضحنا ذلك، (لكن) سنواصل العمل مع جميع المنتجين لضمان دعم أسواق الطاقة للنمو الاقتصادي وخفض الأسعار للمستهلكين الأمريكيين."

واعتبرت هيليما كروفت، رئيسة استراتيجية السلع في "RBC Capital Markets"، أن "السعودية تضع استراتيجية اقتصادية مستقلة عن الولايات المتحدة بعد تدهور العلاقات بين الرياض وواشنطن خلال إدارة بايدن".

وتابعت: "إنها سياسة السعودية أولا"، في إشارة إلى اتفاق المملكة وإيران، بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، على استئناف علاقاتهما الدبلوماسية خلال شهرين؛ ما ينهي 7 سنوات من القطيعة، واعتبر محللون هذا الاتفاق ضربة قوية للنفوذ الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط.

 

المصدر | فايننشال تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد