دُخول الملك سلمان المستشفى يتصدّر المنصّات السعوديّة ودعوات بالشّفاء وتكهّنات حول خُطورة مرضه
لماذا سارعت السعوديّة لتأجيل زيارة رئيس الوزراء العِراقي “المجدولة سابقاً” بالتزامن مع مرض الملك؟ ولماذا لم يستقبله الأمير بن سلمان بالنيابة؟.. وهل لزيارة الوزير ظريف بغداد علاقة وكيف ردّ العِراق على التأجيل السعودي؟
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
أمام مشيئة القدر، قد تتغيّر المناصب، وتتغيّر الأحوال، فدوام الحال من المُحال، هذا ببساطة ما يُمكن أن يصدر عن مُعلّقين، حول نبأ، دخول العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، إلى المستشفى، وذلك لإجراء فحوصات طبيّة، جرّاء وجود التهاب في المرارة.
الملك السعودي الثمانيني، أطال الله في عمره، كما تمنّى له العديد من النشطاء السعوديين، تصدّر اسمه فور إعلان نبأ دخوله المستشفى منصّة “تويتر” بعددٍ من الوسوم “هاشتاقات”، وسارعوا للدعاء له، بدوام الصحّة والعافية.
العُيون، بطبيعة الحال ستكون مُسلّطةً على حالة المليك الصحيّة الأيّام القادمة، وحالة الانتقال السلمي للسلطة التي ستشهدها البلاد، فالعاهل السعودي ليس في مُقتبل العُمر، ووريثه الطموح، هو ولي العهد نجله الأمير محمد بن سلمان، والذي نجح في تسليط الأضواء على بلاده برؤيته الإصلاحيّة إيجاباً بحسب المُتحمّسين لسياساته، وسلباً لخُصومه، وطالما تصدّرت شائعات نيّته، صعود العرش، وعزل والده، ولكن أيّاً من هذه التحليلات لم تصدق، ولا يزال الملك سلمان على رأس عمله، مليكاً للبلاد، ويترأس جلسات مجلس الوزراء السعودي حتى كتابة هذه السطور.
دخول الملك سلمان، وبحسب الأسباب التي أعلنتها وكالة الأنباء السعوديّة “واس”، لإجراء بعض فحوصات، لوجود التهاب في المرارة، قد يكون غير مُفاجئ، لطبيعة الطبيعة البشريّة، والتي تمرض، وتصح، وقد تكون تلك الإجراءات روتينيّةً، بحُكم سن الملك السعودي المُتقدّم، لكن هذا لم يمنع أيضاً تصدّر تكهّنات وشائعات، حول مدى خُطورة وضعه الصحّي، حيث الإعلام الرسمي المحلّي اكتفى بنشر ما صدر رسميّاً حول صحّة الملك، ومرضه.
اللّافت، وعلى هامش مرض العاهل السعودي، الذي لا يبدو وفق الإعلان الرسمي خطيرًا، أو يُشَكِّل خطرًا على حياته، مُسارعة وزير الخارجيّة السعودي فيصل بن فرحان “تأجيل” زيارة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي للرياض وذلك عبر حسابه على “تويتر”، وذلك عقب إعلان دخول الملك سلمان المستشفى.
وبالرّغم أنّ رئيس الوزراء العراقي قد اختار، الرياض، كأوّل دولة ليزورها بعد تولّيه منصبه، إلا أنّ الأخيرة آثرت تأجيلها، إلا أنها نوّهت لأهميتها، ولتوفير كُل سُبل النجاح لها، وتأجيلها حتى خروج الملك سلمان من المستشفى، جاء ذلك على لسان تغريدة وزير الخارجيّة بن فرحان.
تأجيل الزيارة العراقيّة للرياض، في تزامنٍ مع دخول الملك سلمان المستشفى، لعلّه قد يطرح تساؤلات، حول عدم استقبال الأمير محمد بن سلمان لرئيس الوزراء العراقي، بدلاً من تأجيلها، حيث هي زيارة معلومة التوقيت، ومجدولة في موعدٍ مُسبق، كما أنّ وفدًا عراقيّاً، بالفِعل قد وصل الرياض الأحد، للتحضير لتلك الزيارة، وولي العهد الأمير بن سلمان، يستطيع أن ينوب عن والده في هذا الاستقبال، وهو ما قد يطرح تساؤلات أخرى، عن تطوّرات مُتسارعة بصحّة العاهل السعودي، دفعت بالأمير ولي العهد، الانشغال، وربّما الترتيب لوراثة العرش.
هُناك من يذهب إلى القول في تحليل تأجيل الزيارة، بأنّ زيارة وزير الخارجيّة الإيراني جواد ظريف لبغداد، قد لعبت دورها، في هذا التأجيل، وأنّ ثمّة تباين بين سياسات العاهل السعودي، ونجله، والذي قد لا يرغب في استقبال رئيس الوزراء العراقي الذي أعلن رغبته بانفتاح العراق على الجميع، لكن هذا التحليل في المُقابل، قد ينسفه، ما أكّده وزير الدولة للشؤون الخارجيّة عادل الجبير، والذي قال إنّ بلاده تطلّع لزيارة مصطفى الكاظمي، ورغبة البلدين في تعزيز العلاقة الاستراتيجيّة بينهما.
ولم يُعلِّق رئيس الوزراء العراقي بشَكلٍ شخصيٍّ على تأجيل زيارته، فيما أصدر مكتبه، تلقيّه نبأ تعرّض الملك سلمان لوعكة صحيّة مُفاجئة، وقد تلقّاه مصطفى الكاظمي وفق مكتبه “بتضامن، وتفاعل أخوي”، كما أشار البيان الحكومي إلى وجود موعد مُسبق لزيارة الكاظمي، وهو هُنا يُشير إلى جدولة الزيارة المُلغاة، كما أشار المكتب إلى تأجيل الزيارة إلى أقرب موعد يتّفق عليه الجانبان، ولم يجر الإشارة إلى توقيت جديد للزيارة، والتي باتت كرتها في الملعب السعودي لتحديدها مُجدّدًا.
وبحسب البيان الحكومي العراقي، فقد جرى اتصال بين الكاظمي، وولي العهد السعودي الأمير بن سلمان، تمنّى فيه الكاظمي الصحّة والسلامة للملك سلمان، وللشعب السعودي الشقيق دوام الازدهار والسلام، وهو الاتصال الذي لم يجر الإشارة إليه في صحف وإعلام السعوديّة حتى إعداد هذه المادة.