مركز أبحاث الأمن القوميّ: مصلحة إسرائيل الأساسيّة الحفاظ على استقرار السعوديّة وزيادة الضغط الخارجيّ على العائلة المالكة سيؤدّي إلى زعزعة ثباتها

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1984
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
 رأى الباحِث يوئيل غوجانكسي في دراسةٍ جديدة نشرها على الموقع الالكترونيّ لمركز أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ، التابِع لجامعة تل أبيب، رأى أنّ القرارات التي اتخذها مجلس الشيوخ الأمريكيّ مؤخرًا، ردًا على اغتيال الصحافي السعوديّ جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، ومستقبل التدّخل الأمريكيّ في الحرب على اليمن، تعكسان الفجوة الكبيرة الحاصلة اليوم بين موقف الرئيس دونالد ترامب وإدارته وبين الكثير من المُشرّعين بما يتعلق بالتعامل مع السعوديين، على حدّ تعبيره.
واعتبر الباحِث الإسرائيليّ أنّ الضغوط التي تُمارَس على إدارة ترامب لا تهدف إلى إنهاء العلاقات التاريخيّة مع السعودية، بل هي رسالة للسعودية، وتحديدًا لوليّ العهد محمد بن سلمان، لافتًا إلى أنّ هناك ثمنًا لأداء سعودي غير مسؤول، وأنّه يجب عليها أنْ تأخذ بالحسبان الاحتياجات والمصالح الأمريكيّة أيضًا، وشدّدّ أيضًا على أنّ العلاقات المُميّزة بين الرياض وواشنطن منذ بدء ولاية إدارة ترامب، قد يكون لها تأثير على الخطوات التي ستتخذها الإدارة الأمريكيّة وبشكلٍ أساسيٍّ على الردّ السعوديّ على هذه الخطوات.
وأضاف غوجانسكي أنّ سلّم الأولويات الذي عرضه رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو بخصوص أسلوب معالجة تداعيات قضية خاشقجي صحيح، ويبدو أنّه يجب على إسرائيل مواصلة السير على خطٍّ رفيعٍ بين إدانة خطوات فيها تعبير واضح عن خرق حقوق الإنسان وبين الإدراك في الدولة العبريّة أن للمملكة دورًا مهمًا في خلق التوازن الإقليميّ وتطوير مصالحها المشتركة مع إسرائيل، على حدّ قوله.
واعتبر الباحِث الإسرائيليّ أنّ قضية اغتيال الصحافيّ السعوديّ خاشقجي والكارثة الإنسانية بسبب الحرب العسكريّة التي تشنّها المملكة العربيّة السعودية على اليمن تسببت بمواجهةٍ داخليّةٍ في الولايات المتحدّة بين إدارة ترامب والكونغرس، ليمتد هذا الخلاف بين مشرعين جمهوريين يعتبرون حلفاء للرئيس، إضافةً إلى تبنّي مجلس الشيوخ بالإجماع، وفي خطوةٍ غيرُ مألوفةٍ، بيانًا يُحمّل ابن سلمان المسؤولية الكاملة عن اغتيال خاشقجي، كما طُرح في مجلس الشيوخ مشروع قانون يقضي بأنْ تُوقِف الولايات المتحدّة دعمها العسكريّ للسعودية في اليمن، كما أكّد.
وأوضح غوجانسكي أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، حرص على التشديد على خطورة مقتل الصحفي جمال خاشقجي، فيما امتنع عن مهاجمة وليّ العهد السعوديّ بشكلٍ مباشرٍ، مشيرًا في الوقت عينه إلى الأهمية التي توليها إسرائيل لاستقرار المملكة كعنصرٍ هامٍّ في الصراع ضدّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران. وقال أيضًا إنّه إضافةً إلى الدولة العبريّة هناك المجتمع الدوليّ عمومًا والولايات المتحدة خصوصًا يولون أهميةً بالغةً للاستقرار الداخليّ في السعودية كعنصرٍ مركزيٍّ لحماية مصالحها الكثيرة الموجودة في المنطقة، كما قال.
بالإضافة إلى ما ذُكر آنفًا، رأى الباحِث غوجانكسي أنّ الخطوات التي اتخذتها السعودية بقيادة محمد بن سلمان، سواءً على المستوى الداخلي (خاصّةً صراعات القوى التي يخوضها ضدّ سلسلةٍ طويلةٍ من الجهات السعودية وفي مقدمتها مقتل خاشقجي)، أوْ في السياقات الإقليميّة (الحرب المستمرّة في اليمن، الصراع ضدّ قطر واختطاف رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، وإرغامه على الاستقالة)، تُسهِم في تقويض الاستقرار الإقليميّ، وبسياستهم المذكورة، شدّدّ الباحث الإسرائيليّ، فإنّ السعوديين يعملون عمليًا لمصلحة الإيرانيين، وفق تعبيره.
وتابع قائلاً في دراسته إنّه لدى إسرائيل مصلحة أساسيّة بالحفاظ على استقرار المملكة، وهي تُدرِك أنّ زيادة الضغط الخارجيّ على العائلة المالكة في هذه الفترة يُمكِن أنْ تؤدي إلى زعزعة الاستقرار، ولكنْ عليها الاحتراس من تطابقٍ زائدٍ مع ولي العهد خشية من المس بصورتها الأخلاقيّة.
وخلُص الباحث غوجانسكي إلى القول إنّه على الرغم من أنّه لا يتوقّع في المستقبل القريب أنْ ترُدّ السعودية على الموقف الإسرائيليّ بتنفيذ خطواتٍ إيجابيّةٍ وحقيقيّةٍ تجاهها، فإنّه في الأمد البعيد سيكون لذلك وزن في القرارات التي ستتخذها القيادة السعودية، على حدّ تعبيره.