قبيل زيارة سلمان.. المالديف تنهي احتجاجات على أراضيها وتنفي بيع جزر للسعودية
خالد جمال – التقرير
تناثرت الشائعات حول نية حكومة المالديف بيع جزر إلى السعودية لإقامة مشاريع كبيرة عليها، خلال الأيام القليلة الماضية حتى قررت حكومة المالديف بتر تلك الشائعات في بيان لمكتب الرئيس المالديفي، عبدالله يمين،ينفى التخلي عن الجزر، ويؤكد أن الصفقة التي يدور الحديث عنها هي جزء من مشروع بقيمة تصل إلى مليارات الدولارات لتطوير البنية التحتية في المنطقة.
وكان رئيس المالديف عبد الله يمين، قد تحدث ،في وقت سابق، عن “مشروع سعودي” في فآفو، دون أن يكشف عن تفاصيل، لكنه شدد على أن الحكومة لن تبيع هذه الأراضي. وربط عدم الكشف عن تفاصيل المشروع باستمرار المفاوضات مع الرياض حوله.
وتجدر الإشارة إلى أن المالديف قد تؤجر الآتول للسعودية وفق قانون تبنته في عام 2014 معني بإقامة مناطق اقتصادية خاصة في البلاد. ويسمح هذا القانون بتأجير الأراضي لشركات أجنبية لفترة 99 عاما أو لفترات مفتوحة في حال كانت الشركة الأجنبية مسجلة في الجمهورية وكانت 51% على الأقل من أسهمها تعود لمواطنين مالديفيين.
وحسب وسائل إعلام مالديفية، ينص المشروع على تطوير جزر فآفو وتحويل الآتول إلى مجمع سكني فاخر مخصص لاستضافة أغنى أثرياء العالم حيث سيكون بإمكانهم الإقامة في المنطقة بشكل دائم أو الاستجمام فيها.
وكانت صحف هندية، قد أثارت موضوع بيع جزر إلى السعودية، وأعربت عن قلق نيودلهي إزاء هذا المشروع، حيث نقلت صحيفة “Times of India”، في مقال نشر 3 مارس الحالي، عن مصادر في المعارضة المالديفية قلقها من أن السيطرة السعودية على آتول فافو المتكون من 18 جزيرة مرجانية يسكن فيها قرابة 6 آلاف شخص، ستؤدي لتنامي النزعات الراديكالية في الآتولات المالديفية الـ26.
وتعتقد “الهند” أن تنامي النفوذ السعودي في هذه المنطقة يهدد أمنها القومي أيضاً، حسب الصحيفة.
الأمر الذي جعل حزب “المالديف الديمقراطية” المعارض يتهم حكومة الرئيس عبد الله يامين بالتنازل عن السيطرة على مجموعة جزر فافو المأهولة بالسكان للسعودية .
ويرى حزب “نشيد” المعارض أن المشروع سيعطي لقوة أجنبية فرصة للسيطرة على أرخبيل “فافو”، وشهدت البلاد قبل أيام، احتجاجات قام بها سكان أرخبيل فافو عامة على المشروع، لكن الشرطة فضت تلك الاحتجاجات واحتجزت بعض المحتجين الذين كانوا يطالبون بمعرفة تفاصيل المشروع، وفقا لصحيفة مالديف إندبندنت.
وقال أعضاء من الحزب الديمقراطي المعارض في المالديف، إن قرار “بيع” جزيرة فافو – واحدة من 26 جزيرة مرجانية – إلى المملكة العربية السعودية سيؤدي إلى بسط النفوذ السعودية في المنطقة، خاصة وأن البلاد تعاني حاليا من كونها ضمن الدول المصدرة لمقاتلي تنظيم الدولة.
وقال وزير الخارجية السابق بجزر المالديف أحمد نسيم، إن الحكومة لم تكلف نفسها عناء أخذ موافقة الشعب قبل بيع الأراضي التي لا تملكها والتي تعد ملكا للمواطنين، علاوة على كونها جزر نادرة مما يستوجب توجيه تهمة الخيانة العظمى للحكومة والتي تصل عقوبتها للإعدام.
ويقول مسؤولون من المعارضة إن سكان فافو تعهدوا بالاحتجاج على زيارة الملك سلمان اعتراضا منهم على أي استحواذ على أراضيهم.
ومن المقرر أن يزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان هذا الشهر المالديف التي يسكنها 340 ألف مسلم، الأسبوع المقبل، في إطار جولة آسيوية تستمر 3 أسابيع.
تعليق الرئاسة المالديفية
وقال بيان الرئاسة المالديفية إن قرار الحكومة التفاوض على إطلاق مشاريع استثمارية كبيرة مع “شركاء أجانب” هو جزء من خطط أوسع لتطوير البنية التحتية في البلاد، مشددا على عدم وجود مشاريع لبيع جزر في منطقة “فافو” لأطراف خارجية.
وذكر البيان أن ما يجري في الجزر هو جزء من “برنامج أكبر ومتعدد المراحل وتبلع الاستثمارات فيه مليارات الدولارات” بهدف بناء مشاريع سكنية وتطويرية على أعلى مستوى، إلى جانب مراكز للاستجمام السياحي ومطار، مع نفي أي خطة لبيع الجزر، وفقا لبيان الرئاسة على موقعها الرسمي.
اتهام سعودي
وفى الشهر الماضي، نقلت وسائل إعلام محلية عن الرئيس يمين، أن حكام السعودية مهتمون بشكل خاص بأرخبيل فافو الذي يقع على بعد يزيد عن 100 كيلومتر جنوب غربي العاصمة مالي، ويتألف من 26 جزيرة في سلسلة طولها حوالي 30 كيلومترا وعرضها 25 كيلومترا.
وكانت صحيفة مالديفية ذكرت في وقت سابق، أن أميرا سعوديا أقام حفلا بتكلفة 8 مليون دولار في إحدي جزر المالديف الخاصة بحضور مشاهير غناء عالميين، غير أنها لم تكشف هويته.
وأضافت الصحيفة “يصل عدد من المشاهير العالميين من بينهم “جنيفر لوبيز” و”شاكيرا” إلى جزيرة “فيلا” الخاصة بجزر المالديف ليس لقضاء عطلة، ولكن للترفيه عن أمير سعودي رفيع المستوى، استأجر الجزيرة لحفلة خاصة، فيما تردد أن الأمير أنفق أكثر من 8 ملايين دولار لحجز الجزيرة بأكملها”.
وبحسب الصحيفة، فقد استأجر الأمير السعودي أكثر من 43 فيلا للمشاهير والضيوف، وموظفي الخدمات، ما يوحي أنها لن تكون كأي حفلة أخرى في التكاليف، وتابعت الصحيفة أنه وصل بالفعل إلى الجزيرة مغني الراب المشهور PSY صاحب أغنية “جنجنام ستايل” الشهيرة، و”بيتول”، فيما ينتظر وصول “شاكيرا” برفقة زوجها وابنها.
كما لفتت إلى أنه “في العام الماضي، قام الأمير السعودي “سعود بن عبد العزيز” بحجز 3 قرى سياحية لقضاء عطلته بجزر المالديف، واصطحب الأمير معه أمنه الخاص ويخته الخاص بالإضافة إلى طاقم طبي متكامل من أفضل أطباء العالم”.
وتعد الجزر الواقعة في المحيط الهندي، هي مقصد رائج للسياح، إلا أن صورتها تشوهت بسبب الاضطرابات السياسية التي شهدتها في السنوات الأخيرة.
والجزر المنخفضة مهددة كذلك بارتفاع مستويات البحر؛ بسبب التغير المناخي؛ إذ تتوقع الأمم المتحدة أن تغمرها المياه بحلول 2100، لذلك يطرح سؤال نفسه بقوة لماذا تهتم المملكة بالاستثمار في جزر قد يكون عمرها أقل من قرن على أقصى تقدير؟!