خلفيات وأبعاد خُطة كيري لحل الأزمة اليمنية..

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1760
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

وهل حان موعد إزالة الغمامة عن العين السعودية؟ قراءة مختصرة عن المعركة الحقيقية التي تخوضها الرياض حاليا
عبدالكريم المدي
قُلنا قبل عام ونصف العام من اليوم: (إن العدوان السعودي على اليمن وبتلك الطريقة الوحشية،المصحوب بلغة إستعلائية،جنائزية،إستعراضية لن يصنع سلاما أبدا وسيقتل الناس ويمعن فقط، في رفع منسوب الكراهية لدى الكثير من اليمنيين تجاه النظام السعودي/ الخليجي إلى جانب تكريس منطق حالة الأزمات وتحفيز الناس إلى مقاومة ما يجري بحقهم وإعتبار ذلك فرض واجب على كل مقتدر لحمل السلاح ، خاصة وإن حب الشخص في هذه الجفرافيا لبلده يرتقي لمستوى العبادة .
لقدأكدت الأيام وبالبراهين القاطعة أن (عاصفة ) السعودية على اليمن خلت من أي معاني إيجابية،أوحسنة تُذكر عدا حسنة تعرية أصحابها وعوالمهم السفلية وأغوارهم المظلمة هم وحلفاؤهم الغربيين الذين ،ربما فاق بعضهم من غيبوبته مؤخرا وحزم حقائبه ومن ثم طار من واشنطن إلى جدة مقدما خطة للسلام لم يخف فيها وفي مؤتمره الصحفي الصداع الشديد الذي أصابهم جرّاء ما تتعرض له المناطق والمدن الحدودية لحليفه السعودي، ومما اسموه – أيضا- بخطر الصواريخ الإيرانية التي ترسلها للحوثيين، والتي استحقت بالطبع ، إدانة ورفض واشنطن لها والتحرك لوقفها، في الوقت الذي لم تعر فيه أي إنتباه حيال قتل وجرح آلاف اليمنيين وتدمير كل مقدراتهم وبنيتهم التحتية وحتى مقابرهم خلال عام وسبعة أشهر من القصف الجوي على مدن وطرق وجسور ومطارات وبشر هذا البلد .
وللتذكير – أيضا – إننا قلنا مررا: ماذا تتوقعون ردة فعل أناس ابتلعوا بصعوبة، كبرياء واحتقار السعودية وخليجها لهم طوال (5) عقود ومعها اقتطاع أجزاء واسعة من أراضيهم وصولا إلى الإعتداء المباشر والحصار المطبق، ماذا تتوقعون منهم وقد وصل الأمر إلى أن أجساد فلذات أكبادهم وأحبائهم قد مُزّقت وأحرقت،ومن بقي حيا هجّر من بيته وأرضه وأذل على مختلف المستوياتداخل بلاده وخارجها، لدرجة أن هوءلاء وجدوا أنفسهم وقد غادرهم الصبر وافترسهم الإحباط والحرمان واليأس والخوف والجوع ،ماذا تنتظرون منهم غير حمل السلاح والتوجه به صوب مناطق ومواقع المعتدي، مفضلين الموت في أراضيه ومختلف الجبهات ، بدلا عن الموت المهين جوار نسائهم وأطفالهم، وإنتظارأصوات الطائرات وإنفجارات قنابلها وصواريخها فوق رؤسهم ، وهم أعجز من أن يمنحوا أطفالهم الطمأنينة اللازمة وتأمينهم وهم نائمون كي ينالوا بذلك شرف الحماية ؟
لم يعد لدى الكثير هنا أي قيمة ومعنى لحياة من هذاالنوع ، ولا فرق عندهم بين أن يكون تحالف ( صالح – الحوثي ) ، تحالفا زيديا أم شافعيا ، شيعيا أم سُنّيا ، المهم هو إنه تحالف يمنيين ،حتم عليهم العمل جميعا والقتال تحت قيادته ومواجهة دبابات (الإبرامز) وأحدث وأعتى أنواع الأسلحة الأميركية والغربية، برشاشات وقنابل يدوية مصنوعة محليا بارودها الحقيقي هو الإرادة وقوة الإيمان اللتان تتفتت أمامهما جبال نجران وعسير وجيزان وتسقط أضخم الترسانات والمعدات العسكرية .
( لهم حديدٌ ونار ** وهم من القشّ أضعف ) *عبدالله البردّوني .
اليمنيون يصنعون اليوم في جنوب السعودية ملاحم أسطورية، يجترحون بطولات كبرى ، ولمن يُشكك في صحّة ما نقوله ، ننصحه بمتابعة ما تبثّه من تسجيلات لمعارك حية قنوات ( اليمن اليوم – اليمن الفضائية – المسيرة – الساحات).
ولا نضيف جديدا حينما نقول : إن المتأمل في مجريات الأحداث والممارسات السعودية سيدرك أن ما قامت وتقوم به يندرج في إطار المساعي الحثيثة في تحويل اليمن إلى شعب من غير دولة، دافعة الناس بأقصى سرعة نحو إفتراس بعضهم بعضا وتجاوز كل حدود الاختلاف والخطوط الحمراء ولا يعنيها إن هذه السياسة كارثة كبرى على الجميع لن تتوقف في المكان الذي تريده هي، وهكذا تجاهلت كل المحاذير الواقعية واستمرت في الضرب في كل الاتجاهات معتقدة إن القادم أجمل وأنها ستقضي على التمرد الذي تواجهه خلال فترة وجيزة وكلما مر شهراتسعت الدائرة وجن جنونها حتى وصلنا إلى الشهر الـ (17) وما تزال مصرّة على عدم نزع الغمامة عن عينها.
السؤال الذي يفرض نفسه اليوم : يا ترى هل ستضع خطة ( كيري ) نهاية للعدوان على اليمن والصراع بالوكالة في أراضيه ، وهل ستضع الحرب أوزارها ويتنفس اليمنيون الصعداء ويشكلون حكومة وطنية ويستطيعون زيارة المقابر وقراءة الفاتحة على شهدائهم من دون أن تقصف طائررات ( الأشقاء ) كما قصفت مقابر صنعاء وذمار وحجة وصعدة وعمران وووالخ ؟
وهل ستعمل أميركا صادقة – وليس كمسكنات تتعلق بالانتخابات وصفقات بيع الأسلحة ومراضاة بعض أعضاء الكنجرس والمنظمات الحقوقية – على تشجيع كل الفرقاء للملمت جراحاتهم وتجميع قواهم من أجل التشجيع على السلام والتقدم للأمام والتخلص من كل الأوهام والشكوك المبنية عليها ؟
ويا تُرى: هل سيتحلى اليمنيون بالحكمة ويستوعبون مرارة التجارب ويعلمون إنهم المسؤلون بدرجة رئيسة عما يجري، وعن نشر ثقافة الموت التي ترعاها وتتبناها وتمدها بكل ما تحتاجه الشقيقة الكبرى والصغرى والأصغر وغيرها ، هل سيكفرون عن ذلك ويلتقطون الفرص والعودة إلى جذورهم الوطنية والإنسانية، كي يهزموا الحرب وينتصروا للسلام ؟
ثم هل سيضعوا حدا لهذا العبث ويقطعون الطريق أمام التجاذبات والاستقطابات الطائفية الإقليمية والدولية التي أوشكت أن تدمروتقتل الجميع؟
لا تتوفر لدينا إجابات لهذه التساؤلات وغيرها ،ولا شك إن المعنيين والأيام هم من سيتكفل بالإجابة عليها ، أما نحن فلا نملك إلا الإنتظار ، ونتمنى أن لا يكون من قبيل إنتظار من لا يأتي ، أومن يثير التساؤلات ويعجز عن تقديم الإجابات..
كاتب يمني