السعودية تقترض 2.7 مليار دولار لتمويل المراحل المبكرة لمشروع نيوم

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 405
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تعتزم شركة "نيوم" السعودية، اقتراض نحو 10 مليارات ريال (2.7 مليار دولار)، تمويل المراحل المبكرة من مشروع المدينة المستقبلية البالغة تكلفتها 500 مليار دولار.

ونقل تقرير لوكالة "بلومبرج"، ترجمه "الخليج الجديد"، عن أشخاص مطّلعين على الأمر، القول إن الشركة، وهي وحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، تجري مباحثات مع مجموعة من المقرضين، وهم بشكل رئيسي من البنوك المحلية، لجمع هذه الأموال.

ولفتت المصادر إلى أن هذا القرض يستهدف تمويل المراحل المبكرة من مشروع المدينة المستقبلية البالغة تكلفتها 500 مليار دولار.

قال هؤلاء إن البنوك تتفاوض مع "نيوم" بشأن الشروط، مضيفين أنه إذا جرى التوصل إلى اتفاق، فيمكن إنجاز القرض في الأشهر القليلة المقبلة.

إضافة إلى ذلك، تخطط "نيوم" أيضاً لجمع ما يصل إلى 3 مليارات ريال (800 ألف دولار) من البنوك المحلية لتمويل مشروع تطوير جزيرة "شوشة"، وهو مشروع سياحي فاخر.

ويهدف مشروع "نيوم" الذي يُعتبر أكبر مشاريع التطوير ضمن خطة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى تنويع اقتصاد البلاد المعتمد على النفط، لتكون المدينة تحفة فنية تغيّر اقتصاد المملكة، وتكون بمثابة اختبار للتقنيات التي يمكن أن تُحدِث ثورة في الحياة اليومية.

وقّعَت الشركة المطوّرة للمشروع صفقات عدة خلال العام الجاري لجذب الاستثمارات إليه، من بينها إبرام "نيوم" الشهر الماضي صفقة تجاوزت قيمتها 21 مليار ريال (5.6 مليارات دولار) مع مجموعة من المستثمرين المحليين، لتطوير مساكن ومرافق مؤقتة لـ95 ألف شخص بموجب اتفاق شراكة بين القطاعين العامّ والخاصّ.

وقبل ذلك وقّعت "نيوم" على قرض بقيمة 3 مليارات ريال (800 ألف دولار) مع "بنك الرياض"، لتمويل تطوير منتجع سياحي على الجزيرة يسمى "سندلة".

وتعد "نيوم" إحدى المشاريع العملاقة ضمن رؤية السعودية 2030 والتي تهدف لفطم اقتصاد المملكة الخليجية عن النفط، وهي منطقة مستقبلية مع صفر انبعاثات كربونية وتعتمد بشكل كبير على التقنيات الجديدة.

وتشمل خطط المدينة مناطق متعددة بها شواطئ متوهجة في الظلام، وقمر مزيف، وسحب اصطناعية، وسيارات أجرة طائرة، ومجمع صناعي عائم، وقطارات مدعومة من الطاقة المتجددة. وسبق أن وصفه مسؤولون سعوديون بأنه "المشروع الأكثر طموحا في العالم".

والمدينة التي لا تزال قيد الإنشاء، ستكون خالية من الشوارع والسيارات، بحيث تختفي وسائل النقل الفائقة السرعة في أنفاق تحت الأرض، ويمكن لأي شخص أن يحصل على ما يحتاجه بالمشي مسافة قصيرة مدة 5 دقائق كحد أقصى.

وكانت تساؤلات قد أثيرت سابقا بشأن إمكانية استمرار السعودية في الإنفاق على المشاريع العملاقة التحولية، مع انخفاض أسعار النفط الذي يؤثر على ميزانيتها.

واسم "نيوم" مشتق من كلمتين، فالأحرف الثلاثة الأولى "NEO" هي من اللغة الإغريقية والتي تعني "جديد".

أما الحرف الأخير"M"، أي (ميم) بالعربية فيرمز إلى كلمتين؛ الأولى "مستقبل"، والثانية الحرف الأول من اسم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود خطط بلاده للتحول الاقتصادي.

ويضم مشروع "نيوم" الذي يقع شمال غرب السعودية، مدينة "ذا لاين" الطولية ومركز للصناعات المتقدمة يعرف بـ "أوكساغون" ووجهة جبلية تسمى "تروجينا"، وهي التي يفترض أن تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029، بالإضافة إلى جزيرة "سندانة".

وأعلنت السعودية عن مشروع نيوم العملاق في 2017، وهو عبارة عن مدينة عالية التقنية في الصحراء بمساحة هائلة.

وبدأ العمل بالفعل في نيوم، والتي من المتوقع أن تكلف 500 مليار دولار وستغطي مساحة تعادل ثلث جزيرة أيرلندا، ويُنظر إليها على أنها محاولة من قبل بن سلمان، الزعيم الفعلي للمملكة، لإظهار نفسه على أنه ليبرالي وينوع الاقتصاد بعيدًا عن اعتماده على النفط.

وقال الأمير محمد بن سلمان في يوليو/تموز من العام الماضي، إن المرحلة الأولى من مشروع نيوم، التي تمتد حتى عام 2030، ستتكلف 1.2 تريليون ريال (319 مليار دولار)، على أن يغطي صندوق الاستثمارات العامة السعودي نصف هذا المبلغ.

كما خصصت المملكة 300 مليار ريال (80 مليار دولار) لصندوق استثماري مرتبط بـ"نيوم" وتخطط لإجراء طرح عام أولي للمشروع بحلول عام 2024.

لكن نيوم لا تخلو من الجدل، فقبل الشروع في البناء، صودرت ممتلكات سكان المنطقة، معظمهم من أبناء قبيلة الحويطات الذين يبلغ عددهم 20 ألف نسمة، وهُجّروا قسريا من بيوتهم بصورة غير قانونية دون أن يحصلوا في كثير من الأحيان على تعويضٍ.

كما يقول منتقدون إن المخطط هو محاولة من بن سلمان لتحسين مكانته الدولية بعد أن خلصت المخابرات الأمريكية إلى أنه أمر بقتل الصحفي جمال خاشقجي في تركيا عام 2018.

 

المصدر | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج الجديد