هكذا تُعيق أمريكا التسوية في اليمن

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1574
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

صلاح السقلدي

الولايات المتحدة واقعة في وضع “حيص بيص” في اليمن.ما بين رغبتها بالتماشي مع التوجه السعودي لطيّ صفحة الحرب – في بلدٍ مزقته الزوابع وانهكته العواصف والأنواء- إنفاذا لتعهد ادارة الرئيس الامريكي( بايدن ) التي أطلقها منذ اليوم الأول لتوليه الحكم،وما بين مواجهة الهجمات القاسية التي تشنها  قوات حركة أنصار الله اليمنية (الحوثيون)في البحر الأحمر بوجه السفن الإسرائيلية  او تلك التي تخدمها بالخفاء وبوجه السفن الامريكية والبريطانية ضدا على العدوان الاسرائيلي في غزة. (يوم أمس السبت تعرضت إحدى السفن البريطانية لاصابة مباشرة ألحقن فيها خسائر جسيمة،بحسب مصادر ملاحية غربية).

 فالولايات المتحدة منذ بداية هجمات البحر الأحمر وبرغم ما تعلنه عن رغبتها بإيقاف الحرب باليمن( ٢٠١٥م-٢٠٢٤م) والشروع بتسوية سياسية بين الفرقاء إلا أنها قد أعاقت الجهود السعودية والأممية  المتمثلة بخارطة الطريق التي أضحت مكتملة بمعظم ملفاتها الشائكة بين الرياض وصنعاءبوساطة عمانية والتي كادت (الخارطة) أن تصل لمحطتها النهائية (التوقيع) لولا أحداث غزة، للضغط على المملكة بالانخراط معها( أمريكا)في المشاركة بحلفها العسكري البحري بالبحر الأحمر حلف:( حماية الازدهار ) ولكي لا تمنح صنعاء فرصة التفرغ للبحر الأحمر والحرب في غزة في حال أن أتمت السلام مع المملكة .فقبل أسابيع ألمحَ وزيرَي الخارجية والدفاع الامريكييَن الى عزم واشنطن عرقلة اي مساعٍ لإنجاز خارطة الطريق بقولهما أن استمرار الحوثيون بهجماتهم في البحر الأحمر يحُول دون استئناف جهود التسوية السياسية باليمن و يعيق جهود الأمم المتحدة بتحديد موعد للتوقيع النهائي.

من جانبه المبعوث الأمريكي الخاص لليمن، (تيم ليندركينغ) قال السبت: ( أن اليمن كان قريبا من السلام أكثر من أي وقت مضى قبل أن تخرج العملية عن مسارها بسبب الاضطرابات الإقليمية الأخيرة).

 فهذا المبعوث الذي تحاشى الإشارة الى  العدوان الاسرائيلي على غزة واستعاض عوضا عن ذلك بعبارة( الاضطرابات الإقليمية ) نفهم  بالضرورة من كلامه ان الامريكان يربطون صراحة بين توقف الحوثيون عن هجمات البحر الأحمر مقابل سماح واشنطن للسعودية وللأمم المتحدة بإنجاز مسار التسوية باليمن،وفق منطق: (سلّم واستلم) بل وتشترط واشنطن توقف الهجمات بالسماح بانسيابية وصول المساعدات الإنسانية الى ميناء الحُديدة ،ليس هذا فحسب بل ان واشنطن تقولها صراحة انها على  استعداد بشطب الحركة الحوثية من قائمة الارهاب الامريكية بمجرد  ايقافها الهجمات بالبحر الأحمر!

وبذات الوقت ترفض امريكا بكل غطرسة وفجاجة الإقراربحقيقة ومنطقية الربط العضوي بين العدوان الإسرائيلي على غزة وبين هجمات البحر الأحمر وغيرها من الهجمات التي تطاولها من العراق وسورية وبالذات منذ بداية العدوان على غزة . فقبل هذا العدوان لم تكن هناك بالأصل هجمات في البحر الأحمر،أي أن  تلك الهجمات هي من تداعيات العدوان على غزة ، وبالتالي فتوقف العدوان سيعني توقف الهجمات تلقائيا،واستمرارها سيعني استمرارها ١+١=٢، فالصراع بالبحر الأحمر هو نتيجة وليس سبب للاضطراب. فانتهاء السبب تزول معه النتائج.فالأعراض وليدة الأمراض وليس العكس.