ن.تايمز: بسبب الحصار والقتل.. أمريكا تواجه مشاكل دائمة مع السعودية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1918
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

ترجمة وتحرير شادي خليفة - الخليج الجديد
 قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، الأحد، إن الولايات المتحدة حاولت، لكنها فشلت في إنهاء الحصار الذي تقوده السعودية على قطر، وهي شريك عسكري مهم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وقال أيضا إن القادة السعوديين بحاجة إلى تحمل المسؤولية الكاملة عن مقتل "جمال خاشقجي"، الصحفي السعودي المعارض الذي عاش في ولاية فرجينيا، والذي تم قتله أثناء زيارته إلى القنصلية السعودية في إسطنبول.
وقد أدلى "بومبيو" بتصريحاته في الدوحة، قبيل توجهه إلى الرياض، عاصمة المملكة العربية السعودية، حيث التقى ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، أقوى شخصية في المملكة، اليوم الإثنين.
وشدد "بومبيو" في تعليقاته على التحديات التي تواجه إدارة "ترامب" في محاولتها الحفاظ على علاقتها مع السعودية وبناء تحالف ضد إيران، وفي الوقت نفسه التخفيف من التداعيات الناجمة عن مجموعة من الإجراءات التي اتخذتها المملكة و"بن سلمان".
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان، الأحد، إن المسؤولين الأمريكيين والقطريين ناقشوا "أزمة الخليج" الناجمة عن الحصار المفروض على قطر، حيث يمتلك الجيش الأمريكي قاعدة مهامة.
وكان الصدع الدبلوماسي بين قطر والدول العربية الأخرى، الذي بدأ عام 2017، يمثل مشكلة بالنسبة لإدارة "ترامب"، خاصة أنها تسعى إلى تشكيل تحالف من الدول العربية لمواجهة إيران.
وتقول الدول العربية التي تحاصر قطر إن الدولة الصغيرة تمول الإرهابيين وتتدخل في شؤونهم الداخلية وتنمي علاقاتها بشكل كبير مع إيران، وهي التهم التي ينكرها القادة القطريون جميعها.
ويقول المسؤولون في قطر والدول المتصارعة معها، إن الحصار قد يستمر لأعوام، ويبدو أن المسؤولين الأمريكيين الآن يتجهون نحو هذا الاستنتاج القاتم.
وقال "بومبيو"، في حديث مع موظفي وزارة الخارجية في سفارة الولايات المتحدة في الدوحة: "لا يعد الصدع أقرب إلى الحل اليوم مما كان عليه يوم أمس".
وقبيل لقاء "بن سلمان"، قال "بومبيو" إنه يعتزم طرح قضية الحصار مع ولي العهد السعودي في اجتماعهما، والذي كان مقررا في الأصل ليكون مساء الأحد، مباشرة بعد وصول "بومبيو" إلى الرياض.
وبدلا من ذلك، تم سحب "بومبيو" فجأة في المطار إلى اجتماع مع "عادل الجبير"، وزير الخارجية السابق وزير الدولة للشؤون الخارجية الحالي، والأمير "خالد بن سلمان"، شقيق ولي العهد الأصغر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، "روبرت بالاديانو"، في وقت متأخر من يوم الأحد، إن من بين القضايا التي ناقشها "بومبيو" مع السعوديين، الحاجة إلى مواجهة إيران وإنهاء الحرب في اليمن، حيث يقوم تحالف بقيادة السعودية بضربات جوية ضد الحوثيين.
وقد قتلت الغارات الجوية آلاف المدنيين، وأسفرت الحرب عن أسوأ أزمة إنسانية في العالم، مع تجويع العديد من اليمنيين.
وفي مؤتمر صحفي تم عقده في وقت سابق في الدوحة، الأحد، قال "بومبيو" إنه سوف يناقش قتل "خاشقجي" مع "بن سلمان" "للتأكد من أن لدينا كل الحقائق اللازمة لمحاسبتهم (الجناة)، ليس فقط من قبل السعوديين، ولكن من قبل الولايات المتحدة أيضا، حيثما كان ذلك مناسبا".
وكان المسؤولون الأتراك قد أكدوا أن "خاشقجي" تم قتله وتقطيع جثته من قبل فريق سعودي أثناء زيارته للقنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، وقد أقرت وكالة الاستخبارات المركزية أن "محمد بن سلمان" هو من أمر بالقتل.
لكن الرئيس "ترامب" لم يؤيد هذه النتيجة، وقال إن الولايات المتحدة ستواصل علاقتها مع السعودية ومع الأمير المقرب من "غاريد كوشنر"، صهر الرئيس ومستشاره الرئيسي للشرق الأوسط.
ودعم "بومبيو" وجهة نظر الرئيس، لكنه تحدث أيضا عن الحاجة إلى المساءلة من قبل السعوديين، واستنتج خبراء الشرق الأوسط العاملون في وزارة الخارجية أن السعوديين لم يحققوا ما يكفي بشأن المساءلة.
وبدأت محكمة سعودية إجراءات محاكمة 11 مشتبها بهم في جريمة "خاشقجي"، ويسعى ممثلو الادعاء إلى فرض عقوبة الإعدام على 5 منهم.
كما أطاحت الحكومة السعودية ببعض كبار المسؤولين عن مناصبهم، بمن فيهم "سعود القحطاني"، وهو شريك مقرب من ولي العهد كان يعد قيصر التواصل الاجتماعي في المملكة.
وقد لعب ولي العهد دورا رائدا في سياسة المملكة فيما يتعلق بكل من حصار قطر والحرب اليمنية.
ونتيجة للوضع المستعصي في أزمة قطر، استقال "أنطوني زيني"، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية، ورئيس سابق للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، من منصبه الأسبوع الماضي كمبعوث لإدارة "ترامب" لحل الحصار.
وكتب "زيني"، الأسبوع الماضي، في رسالة بالبريد الإلكتروني، إلى صحيفة "نيويورك تايمز": "لم نحقق أي شيء فيما يتعلق بقضية قطر".
وأدى الصدع بين الشركاء الرئيسيين في الخليج إلى إحباط مسؤولي البنتاغون، وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع إنه في كل مرة يخطو فيها الأمريكيون خطوة، فإن المسؤولين السعوديين والإماراتيين يجعلون الأمر يتراجع خطوات.
وقد أبلغت الولايات المتحدة دولا خليجية أخرى أنها ستشارك في مجموعة واسعة من التدريبات العسكرية فقط إذا شمل الأمر قطر، وفي جميع التدريبات باستثناء واحد منها، سمحت الحكومات المعادية للجيش القطري بالمشاركة.
وفي مؤتمر صحفي مع "بومبيو" في الدوحة، وصف "محمد بن عبدالرحمن آل ثاني"، وزير الخارجية القطري، علاقات بلاده مع الولايات المتحدة بأنها "شراكة قوية قائمة على نقاط عمل قوية للغاية".
ولا تظهر قطر أية علامات للتخلي عن التزامها مع البنتاغون، ويواصل الجيش الأمريكي تشغيل قاعدته الجوية في العديد، التي تضم نحو 10 آلاف عسكري.
لكن مسؤولي البنتاغون والمخابرات يقولون إنهم يخشون من أن يؤدي الصدع بين الدول العربية إلى إقناع قطر بالتقارب مع إيران.
وقال "حسين إيبش"، الباحث في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "لا يوجد طريق للمضي قدما قد نلتزم به الآن، أعتقد أن شيئا ما يجب أن يتغير لجعل أي من الجانبين أو كليهما يعيد النظر في الأمر".
وهناك ضغوط أخرى على العلاقة بين إدارة "ترامب" والسعودية، وقد صوت مجلس الشيوخ، الذي يقوده الجمهوريون، الشهر الماضي، على إنهاء المساعدة العسكرية الأمريكية للتحالف الذي تقوده السعودية في حرب اليمن.
كما سلطت رحلة لجوء "رهف القنون"، وهي فتاة سعودية تبلغ من العمر 18 عاما فرت من المملكة وأسرتها هذا الشهر، الضوء على حالة حقوق الإنسان المتردية في الدولة المحافظة.
لكن "إيبش" قال إنه لا يتوقع أن تؤثر أي من تلك القضايا على علاقة الولايات المتحدة مع المملكة.
وقال: "هناك بلد واحدة في منطقة الخليج كبيرة الحجم وقوية وتشارك الولايات المتحدة أهدافها طويلة المدى بشأن الاستقرار والأمن، هذه الدولة هي المملكة العربية السعودية، إنها علاقة صفرية لكلا البلدين".

المصدر | إدوارد وونج| نيويورك تايمز