الرياض “توسِّع” روايتها: فريق قَتَل خاشقجي وكَذَبْ.. وابن سلمان “بريء”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1922
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

نبأ نت (تقرير) – بدت تصريحات النيابة العامة السعودية عن تفاصيل مقتل الكاتب الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، إلى حد كبير، توسعة لرواية الرياض، حول الجريمة، المرفوضة من قبل تركيا، والتي هدفت إلى إبعاد الشبهات عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، عبر الحديث عن “قائد مهمة” لقتل خاشقجي تلقى الأمر من نائب رئيس الاستخبارات العامة السابق أحمد عسيري، والذي تكررت محاولة تبرئته من قبل النيابة العامة.
عدد المتحدث باسم النيابة العامة في الرياض، شلعان الشلعان، في مؤتمر صحافي، يوم الخميس 15 نوفمبر / تشرين الثاني 2081، ما قال إنها نتائج التحقيقات التي أجريت حتى الآن مع 21 موقوفاً في قضية قتل خاشقجي، متحدثاً عن أمر صدر باستعادة خاشقجي بـ “الإقناع وإن لم يقتنع يعاد بالقوة”، قائلاً إن الآمر بذلك هو عسيري، “أصدر أمره إلى قائد المهمة”، الذي لم يذكر الشلعان اسمه، برغم أن صوراً أظهرت بأنه الضابطَ السعوديَّ ماهر المِطرب، وكان موجوداً في محيط القنصلية السعودية عقب اختفاء خاشقجي.
رواية الرياض عن مقتل خاشقجي قدمها مسؤول سعودي لـ “رويترز”، يوم 21 أكتوبر / تشرين الأول 2018، طلب عدم الكشف عن هويته، تحدث فيها عن أن فريقاً من 15 سعودياً أرسلوا للقاء خاشقجي في الثاني من أكتوبر / تشرين الأول 2018، بتخديره وخطفه قبل أن يقتلوه في “شجار” عندما قاوم. ثم ارتدى أحد أفراد الفريق ملابس خاشقجي ليبدو الأمر وكأنه غادر القنصلية.
وتتطابق الرواية إلى حد كبير مع تصريح الشلعان، من نية السعودية “إقناع” خاشقجي بالعودة إلى المملكة، إذ أن المسؤول قال إن عسيري شكل فريقاً من 15 فرداً من الاستخبارات، فيما أضاف الشلعان أن عسيري أصدر الأمر إلى “قائد المهمة”.
وبحسب الشلعان، شكّل قائد المهمة فريقاً من 15 شخصاً لاحتواء واستعادة خاشقجي، واقترح على العسيري أن يتم تكليف زميل سابق له مكلف بالعمل مع “مستشار سابق”، ليقوم بترؤس مجموعة التفاوض لوجود سابق معرفة له معه.
وبرغم أن الشلعان لم يذكر اسم المستشار السابق، كان المسؤول قد ذكر إن عسيري كوّن الفريق واستعان بموظف يعمل مع المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني الذي “كان يعرف جمال جيداً إذ عملا سوياً في سفارة المملكة في لندن”.
يضيف الشلعان أن المستشار المذكور التقى قائد المهمة وفريق التفاوض ليطلعهم على “بعض المعلومات المفيدة للمهمة بحكم تخصصه الإعلامي”، واعتقاده أن المجني عليه “تلقفته منظمات ودول ومعادية للمملكة”، وأن “وجوده في الخارج يشكل خطراً على أمن الوطن وحث الفريق على إقناعه بالرجوع”، وأن ذلك “يمثل نجاحاً كبيراً للمهمة”.
وتطابق أيضاً السياق الذي أدى إلى قتل خاشقجي بين الشلعان والمسؤول، من محاولة “التفاوض” مع خاشجقي الذي “أصيب بالذعر”، بحسب المسؤول، فـ “نتيجة إصرار جمال رفع صوته وإصراره مغادرة المكتب حاولوا تهدئته لكن تحول الأمر إلى عراك بينهم. ما اضطرهم إلى تقييد حركته وكتم نفسه”.
وفي تأكيد للرواية، يقول الشلعان إن “رئيس مجموعة التفاوض تبين له بعد إطلاعه على الوضع داخل القنصلية تعذر نقل المواطن المجني عليه إلى المكان الآمن في حال فشل التفاوض معه، فقرر أنه في حال الفشل في التفاوض أن يتم قتله، وتم الوصول إلى أن الواقعة انتهت بالقتل”، وأضاف “تم الوصول إلى أسلوب الجريمة وهو عراك وشجار وتقييد وحقن المواطن المجني عليه بإبرة مخدرة بجرعة كبيرة أدت إلى وفاته”.
وفي حين يؤكد الشلعان أن قائد المهمة تواصل مع اختصاصي في الأدلة الجنائية بهدف مسح الآثار الحيوية المترتبة من العملية في حال تطلب الأمر إعادته بالقوة وتم ذلك بشكل فردي”، معيداً تكرار ما جاء في رواية الرياض، عن “متعاون محلي” في قتل خاشقجي، ويضيف الشلعان “تم الوصول إلى من قام بتسليم الجثة إلى المتعاون وهو شخص واحد”، لم يذكر اسمه.
ووفقاً الشلعان، “تم الوصول إلى صورة تشبيهية للمتعاون الذي سلمت له الجثة بناء على وصف من قام بالتسليم”. وزيادة على الرواية، أشار الشلعان إلى أنه “تم الوصول إلى من قام بلبس ملابس المجني عليه ورميها بعد خروجه في إحدى الحاويات ومنها ساعته ونظارته وتم التوصل إلى من رافقه وعددهم شخصان”، وهو الحديث نفسه تقريباً للمسؤول، الذي ذكر أن أحد أفراد الفريق ويدعى مصطفى المدني ارتدى ملابس خاشقجي ونظارته وساعته من نوع “آبل” وغادر من الباب الخلفي للقنصلية، في محاولة لإظهار أن خاشقجي خرج من المبنى. وتوجه المدني إلى منطقة السلطان أحمد حيث تخلص من المتعلقات، وفق ما زعم المسؤول ذاته.
وزعم أنه “تم الوصول إلى الآمر والمباشرين للقتل وعددهم 5 أشخاص اعترفوا بذلك وتطابقت أقوالهم”. أما بشأن جثة خاشقجي، فقال الشلعان إنه “تمت تجزئتها من قبل المباشرين للقتل وتم نقلها إلى خارج مبنى القنصلية من قبل 5 أشخاص”، في نقيض لتأكيد الادعاء العام في التركي بان جثة خاشقجي تم إذابتها بحمض كيميائي ورميها في بئر داخل منزل القنصل السعودي في إسطنبول، محمد العتيبي.
وبشأن الدعم اللوجستي لمنفذي الجريمة، لفت الشلعان الانتباه إلى أن عددهم “4 أشخاص”.
ومثل المسؤول، حاول الشلعان تبرئة عسيري من التورط بالأمر بقتل خاشقجي، إذ قال: “إن قائد المهمة قام بالاتفاق مع مجموعة التفاوض ورئيسهم الذين قرروا وباشروا القتل، القيام بتقديم تقرير كاذب لعسيري، يتضمن الإفادة بخروج المواطن المجني عليه من مقر القنصلية بعد فشل عملية التفاوض أو إعادته بالقوة”.
وما لم يذكره الشلعان صرح به المسؤول بأن صلاح الطبيقي، خبير الأدلة الجنائية والطب الشرعي، الذي كان ضمن الفريق السعودية، “حاول إزالة أي أثر للحادث”.
وبعدما ذكرَت صحيفةُ “صباح” التركيةُ أنَّ أمنَ القنصليةِ السعودية في اسطنبول قامَ بشكلٍ سريٍّ بتشفيرِ مشاهدِ الكاميراتِ لجانبِ القنصلية والتي تعودُ الرقابة عليها إلى الشرطةِ التركية، أكد الشلعان الأمر نفسه إلا أنه ذكر أن من قام بذلك هو “شخص واحد”.
ولدى سؤال من صحافية للشلعان عن دور ولي العهد محمد بن سلمان في الجريمة وإلى أي مدى كان على علم بحيثياتها، قال المتحدث باسم النيابة العامة: “لم يكن له أي علم عن المهمة، وقد تم ايصال تقرير خاطئ عما حدث داخل أسوار القنصلية”.
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، يوم الخميس 15 نوفمبر / تشرين الثاني 2018، أن “بعض” ما جاء في تصريحات النيابة العامة السعودية “غير مرض”، وطالب بالكشف عن “الذين أمروا بقتل خاشقجي والمحرضين الحقيقيين وعدم إغلاق القضية بهذه الطريقة”، وفق ما نقلت عنه وكالة “الأناضول” للأنباء.
وبعد إنكار دام لـ 18 يوماً، أقرت الرياض رسمياً، في يوم 20 أكتوبر/تشرين الأول 2018، بمقتل خاشقجي داخل قنصليتها في إسطنبول إثر ما قالت إنه “شجار”، وأعلنت توقيف 18 سعوديا للتحقيق معهم، بينما لم تكشف عن مكان الجثة.
وقوبلت هذه الرواية بتشكيك واسع، بينما أكدت النيابة العامة التركية أن خاشقجي قتل خنقاً فور دخوله مبنى القنصلية لإجراء معاملة زواج، “وفقاً لخطة كانت معدة مسبقاً”، وأكدت أن الجثة “جرى التخلص منها عبر تقطيعها”. وألمح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة إلى مسؤولية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن قتل خاشقجي، بقوله إن الأمر صدر من “جهات عليا” في السعودية.
كما أن تركيا أكدت مراراً أنها تمتلك تسجيلات تثبت مقتل خاشقجي داخل القنصلية، وأنها أطلعت دولاً عدة على مضمونها. وكانت صحيفةُ “نيويورك تايمز” قد كشف مؤخراً أنَّ ماهر المِطرب، الذي يرجح بأنه قاد عملية قتل خاشقجي، اتصلَ هاتفياً من إسطنبول بمساعدِ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان طالباً منه إبلاغَ رئيسِه بأنَّ المهمةَ اُنجِزت، أي أن قتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول، قد تم.