ليلة الشَّائِعات في العاصِمة الرِّياض: اغتيال ومُحاولة انقلاب وهُجوم حوثي تحوم حول حادِثة القَصر المَلكيّ والرَّواية الرسميّة تتحدّث عن مُجرَّد طائرة “ترفيهيّة”

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1816
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

تسبّبت بإطلاق “النَّار الكثيف”.. السعوديون يفتدون مليكهم وأميرهم ومن ثم يُغرِّدون الحقيقة ويتّهمون إيران
عمان- “رأي اليوم”- خالد الجيوسي:
بِعَفويّةٍ تامّة، سارع أحد المُواطنين السعوديين إلى توثيق الحدث الذي وقع أمام منزلهم، والواقع في حي الخزامي بالعاصِمة الرياض، الحي المذكور تحوّل إلى أشبه بساحة حرب، لكن غابت وجوه المُشتبكين، ولم يُسمع إلا أصوات إطلاق نار كثيف في المقاطع المُتداولة، وقد خيّم الخوف والرعب على أصوات المُلتقطين أو المُوثِّقين للحدث، فأحدهم يُطالب الآخر بإغلاق الباب، والثانية تبدو خادمة تُعبِّر عن خوفها من سماع صوت إطلاق النار باللُّغة الإنجليزيّة.
حي الخزامي هذا اكتسب أهميّته، وتصدُّره عناوين الأخبار، لتواجد قصر ملكي، تواردت الأنباء عن تواجد الملك سلمان فيه، وحتى وليّ عهده الأمير محمد بن سلمان، والحديث هُنا عن ليلة شائعات بامتياز، رافقها تحليلات عن تعرّض الأمير بن سلمان لمُحاولة اغتيال، أو حتى مُحاولة انقلاب دبّرها ضباط يتبعون للأمير المعزول وليّ العهد السَّابق الأمير محمد بن نايف.
روايةٌ ثالِثة مُتداوَلة، تحدّثت عن وقوع خلاف بين أبناء الملك سلمان، في ذات الليلة التي كانوا قد سهروا في ذات القصر المذكور، وعليه دبَّ الخِلاف بين الأشقاء على أمرٍ ما، وعلى إثره حصل الاشتباك النَّاري، وسُمعت كل تلك الأصوات التي أرعبت السَّاكنين بالقُرب من القصر الملكي.
الرواية الرسميّة، تحدّثت عن رصد قوّات الشرطة، أو نقاط الأمن طائرة ترفيهيّة للهواة “الدرون” والتي يتم التحكُّم بها عن بُعد، مما اضطرها إلى التعامل معها، وإسقاطها، كما نفى مسؤول سعودي تواجد الملك سلمان في حينها بالقصر، لكن تردّدت أنباء عن إخراجه من القصر، وتوجهه نحو قاعدة عسكريّة لحمايته.
الرواية الرسميّة بالطبع، لم تكن مُقنعة للكثيرين من النشطاء والمُعارضين، فطائرة ترفيهيّة لا تحتاج إلى كل ذلك الكم من إطلاق النار، والمقاطع رصدت أصوات إطلاق نار، والرًّد عليها، وهذا ربّما يُشكِّك بصِحَّة رواية “الدرون”، ويضع علامات استفهام حول حقيقة ما جرى، ويُؤكِّد حُصول اشتباكات بين طرفين، كلٌّ لغايةٍ في نفسه، سواء للحماية أو الهُجوم.
بعض التحليلات الأُخرى ذهبت باتجاه القول، أن تلك الواقعة مُجرَّد مسرحيّة، للتحضير لحملة اعتقالات قادِمة، يُحضَّر لها الأمير محمد بن سلمان، أعنف وأشرس من التي سبقتها، وستطال “نجوم” الصف الأوّل من رجالات الدولة السَّابقين، وربّما مُبرِّراً لضُلوعهم في تلك المُحاولة الانقلابيّة، لكن مراقبون يستبعدون هذا التحليل، أوّلاً لأن الرواية الرسميّة حصرتها في طائرة ترفيهيّة أي أنها تُريد التقليل من حجم الحدث، وأصدرت تعليمات بالحُصول على تصريح لاستخدام هذه الطائرات، وثانياً يستبعد مراقبون أن تضع القيادة السعوديّة نفسها في هذا المأزق المَسرحي، والتَّشكيك بقُدرتها على الإمساك بمفاصِل الدولة للداخل والخارج، وثالثاً حملة الاعتقالات الأولى تمّت، دون أي مسرحيّات سابقة تُبررها.
السعوديون تفاعلوا ليلة أمس مع الحدث غير المسبوق، وثار الجدل فيما بينهم لمُحاولة معرفة حقيقة الأمر، وفي ذات السياق دُشٍّن وسم “هاشتاق” يفتدي الملك سلمان ووليّ عهده بالروح والدم، وقد ضُخَّت فيه العديد من التغريدات المادِحة، مع توارد الأنباء في اللحظات الأولى عن مُحاولة اغتيال، أو انقلاب، ولكن مع صُدور الرواية الرسميّة، تحوّلت التغريدات من الفِداء بالدَّم، إلى أخبار عاجلة حول حقيقة ما جرى، ومُحاولات إيران وإعلامها ضخ أنباء كاذِبة، للعَبث بأمن وأمان البِلاد، والنَّيل من حُكَّام الوَطن.
الجَدل الذي ترافق مع الغُموض الذي رافق إطلاق النّار، نسبه بعض الفاعِلين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى هُجوم حوثي بطائرة بدون طيّار، وهو الخيار الأقل حظَّاً أمام الخيارات المَذكورة الأُخرى، حيث ذهبت التَّرجيحات إلى خِلافات سِياسيّة داخليّة ورغبة بالانتقام بين أفراد العائلة الحاكِمة.
وتُوصَف قرارات الأمير بن سلمان بالجَريئة، والتي تُشكِّل خطراً على حُكم العائِلة (آل سعود) على المدى البعيد، وهذه الترجيحات برزت في تغريدات السعوديين كما رصدتها “رأي اليوم” في بداية تداول أنباء حادثة القصر، ونقل وكالة “سبوتنيك” الروسيّة والإعلام العِبري أخبار تواجُد بن سلمان فيه، أي أنّ هُناك رأي عام يشعر بعدم الاتّفاق واستتباب الأُمور داخل العائلة الحاكِمة.
يَجدُر الإشارة إلى أن “رأي اليوم” حاولت التواصل مع عدد من الصحفيين السعوديين في الداخل السعودي، والبعض ممن له صِلة، للتعليق على الحادثة الغامِضة، إلا أن كل من تواصلت معهم، إمّا رفضوا التعليق، أو تبنّوا الرواية الرسميّة.