مجلة أميركية: الجيش السعودي غير مستعد للقتال وأُنشئ فقط لمواجهة الانتفاضات الشعبية الداخلية .. وإيران أقوى بكثير لهذه الأسباب

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1821
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

هافنجتون بوست عربي

 في الوقت الذي يتصاعد فيه الحديث عن اندلاع حرب في منطقة الشرق الأوسط نتيجة تزايد التوتر بين معسكري السنة والشيعة في المنطقة، يرى مختصون في قراءة الواقع أن احتمالية الحرب مستبعدة تماماً.

من بين تلك الآراء ما ذهب إليه أميتاي إتزيوني أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جورج واشنطن الأميركية وأحد المستشارين البارزين للرئيس جيمي كارتر سابقاً في مقاله في مجلة The National Interest الأميركية، والذي خلص  إلى أن ميزان القوى لصالح معسكر الشيعة بقيادة إيران.


ويشير كاتب المقال إلى أن هناك قراءة خاطئة تقدمها بعض وسائل الإعلام في المنطقة، إذ تفترض بأنَّ هناك معسكرين في الشرق الأوسط يتنافسان على السيطرة: المعسكر الشيعي بقيادة إيران، والمعسكر السُنّي بقيادة المملكة العربية السعودية. ومع أنَّه من النادر قول ذلك صراحةً، فإنَّ النتيجة تكون أنَّ هناك معسكرين متساويين تقريباً، وكلاهما قادرٌ على احتواء الآخر على الأقل وربما حتى النجاح في السيطرة على المنطقة، معتبراً تلك القراءة خطأً تماماً.

ويقول كاتب المقال رغم أن السعودية أصبحت في الأسابيع الأخيرة أكثر صرامةً. ففرضت في البداية حصاراً كاملاً على اليمن وتسبَّبت في استقالة رئيس وزراء لبنان، على ما يبدو لأنَّه لم يقف في وجه حزب الله. واتهمت إيران بالقيام بعملٍ من أعمال الحرب لأنَّ الأخيرة أمدَّت الحوثيين بصاروخٍ أطلقوه على الرياض فإن المعسكر السُنّي أضعف كثيراً وفي حالة تراجعٍ بطيء، بالرغم من صرامته مؤخراً، بينما المعسكر الشيعي أقوى كثيراً ويواصل تحقيق مكاسب مهمة، وإن كانت تدريجية.

ويعقد كاتب المقال ان مقارنة المستوى العسكري بين القوتين الإقليميتين في المنطقة (إيران والسعودية) ويشير إلى أنَّ إيران لديها قوة عسكرية تتألَّف تقريباً من 550 ألفاً من الأفراد العاملين، وتفتخر بامتلاكها أكبر ترسانة من الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى وصواريخ كروز في المنطقة وسفن حربية متطورة، وهي قريبة من أن تصبح قادرة على إنتاج أسلحتها النووية.

والأكثر من ذلك هو أنَّ مهندسي الطيران لديها يُطوِّرون مروحياتٍ هجومية متطوِّرة ويُعتبرون من بين الأفضل في العالم في تكنولوجيا الطائرات بدون طيار. ويُعَد أفراد قوات الحرس الثوري الإيراني أيضاً مقاتلين عقائدين متفانين ذوي خبرة كبيرة في ساحات القتال.

أمَّا السعودية، فتمتلك جيشاً أصغر بكثير غير مستعد للقتال، قياساً بتائجه المتواضعة جداً في اليمن، ويُقال إنَّه ملائم بالأساس للأداء في ساحات العروض.

ويستشهد كاتب المقال بما كتبه بوبي غوش في موقع كوارتز الأميركي من أنَّ القوات السعودية والقوات المشتركة الأكبر لمجلس التعاون الخليجي “تشبه أغلب الجيوش العربية، المُنشأة لحماية النظم المستبدة من الانتفاضات المدنية غير المسلحة، وليس لقتال في حروبٍ حقيقية.

ويضيف “إنَّ ضرب النشطاء المناصرين للديمقراطية شيء، ومواجهة جيوش ايران الجراره او الميليشيات المُتمرِّسة المدعومة من إيران شيءٌ آخر”.


ويقول أميتاي إتزيوني “في ما مضى، كان السعوديون يخوضون قتالهم عبر إسنادها للقوات المصرية والباكستانية، ولا توجد حالياً قوات كتلك متاحة للقتال في اليمن، رغم أنَّ القوات الباكستانية مُنتشرة على الحدود الجنوبية السعودية. وبالتالي، قصرت السعودية نفسها أساساً على الضربات الجوية في اليمن، وتعجز حتى الآن عن هزيمة جماعة مُسلَّحة مُؤلَّفة من قواتٍ قبلية بدائية التسليح والتنظيم”.

ويرى أميتاي إتزيوني أنه في حين أنَّ إيران مستقرة سياسياً على نحوٍ مثيرٍ للدهشة، تشرع السعودية في محاولةٍ متعددة الجوانب لإعادة تنظيم المجتمع، والثقافة، والاقتصاد، والنظام السياسي السعودي. وفي تلك العملية، تستعدي المملكة كلاً من النخب التقليدية المحافظة وداعميهم من المتدينين المسلمين؛ ومن يزيد عددهم على الألف من الأمراء وجماعتهم الذين اعتادوا حياة الترف؛ وأولئك الذين اعتادوا على – واستفادوا من – مستوى مرتفع جداً من الفساد.

ويعتقد كاتب المقال أن قادة هذه الحركة التحويلية يعتمدون كثيراً على الثروة السعودية في أن يصبحوا قادرين على إقامة صناعات جديدة، واقتصادٍ جديد لا يعتمد على استخراج النفط. لكن ما ستعرفه منا لأول مرة هو أنَّ عملية التحوُّل الشاملة تلك تثير الكثير من الشكوك.


وينتقل أميتاي إتزيوني في مقاله إلى اللاعب الآخر في التنافس السُنّي – الشيعي وهو حزب الله، القوة القتالية الأفضل تنظيماً واختباراً في ساحات القتال من بين الفاعلين من غير الدول في العالم، ويقول إن عدد أفراده النشطين يصل إلى 20 ألفاً تقريباً، مُسلَّحين بقدرٍ كبير من التكنولوجيا العسكرية التي حصلوا عليها من إيران ومن السوق السوداء، بما في ذلك دبابات، وطائرات بدون طيار، وأكثر من 150 ألف صاروخ بما في ذلك صواريخ كروز بحريه فعالة اغرقت احد اكثر بوارج اسرائيل تطوراٌ.

ويحصل الحزب إلى حدٍ كبير على مصادر تمويله وأوامر تحرُّكه من إيران. ورغم التقارير المتكررة عن وجود معسكرين (أو أكثر) يتنافسان في لبنان، فإنَّ حزب الله هو المسيطر الحقيقي على مجريات الامور في لبنان .

وستثبت التحرُّكات الأخيرة التي قامت بها السعودية سعياً لتغيير هذه الحقيقة عدم جدواها، وذلك بالنظر إلى نفوذها المحدود في لبنان. 

السعودية والحرب

وعن التقارير التي تتحدث عن اعتزام السعودية الدخول في حربٍ مع حزب الله يقول أميتاي إتزيوني إنَّها تأتي من أشخاص يبدون عاجزين عن قراءة الخريطة الجيوسياسية الاخيرة ويتجاهلون نفور عامة السعودين من القتال نظراً للنتائج الكارثية والاقتصاديه لحرب اليمن .

كما يرى كاتب المقال أنه لا يجب على المرء كذلك أن يتوقَّع قيام إسرائيل، برغم تحالفها المتنامي مع السعودية، بتنفيذ رغبات السعودية. فما مِن أدلةٍ جوهرية تدعم ذلك.

ففي سوريا، ينتصر نظام الأسد، الذي كانت السعودية مُتحمِّسة للغاية للإطاحة به، وذلك بمساعدة إيران، وروسيا، والحشد الشعبي إلى حدٍ ما.

وفي العراق، تُشكِّل الميليشيات التي تقودها إيران قوةً رئيسية، بل وتخضع الحكومة العراقية للنفوذ الإيراني بصورةٍ أكبر حتى من الميليشيات. 

السعودية تخسر حلفاءها السنة

وحين يتباهى الإيرانيون بأنَّهم يزيدون نفوذهم في بغداد، ودمشق، وبيروت واليمن، فإنَّهم لا يبالغون في وضعيتهم. ولا تمتلك السعودية مكاسب كتلك تنسبها لنفسها. بل إنَّها في الواقع تخسر نفوذها في مصر، الدولة التي عادةً ما تُدرَج ضمن المعسكر السُنّي (إذ دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى الحذر في التعامل مع التوتُّرات في الخليج وقال إنَّه “ضد الحرب”).

وتجنَّب الأردن، وهو بلدٌ آخر يُدرَج كعضوٍ ضمن المعسكر السُنّي، تاريخياً لفت الأنظار اليه، مُتجنِّباً الصراعات الاقليمية. فالبلد مشغولٌ للغاية بالتعامل مع ملايين اللاجئين السوريين ومراقبة معظم مواطنيه، الذين هم فلسطينيون والوضع الاقتصادي المتأزم والذي قد يودي للانفجار في اي لحظه.

وتمتلك الإمارات الكثير من الأموال، لكن ليس لديها الكثير لتقديمه بخلاف ذلك، وهي مختلفة فيما بينها بشأن أي المسارات يجب اتباعه وبالخصوص فيما يتعلق باسلوب التعامل مع الازمات الاقليمه المتناميه حيث تميل دبي الى النأي بالنفس عن التدخل المباشر والمواقف المتشدده من ايران وقطر.

ويضيف كاتب المقال “حقيقة أنَّ الشيعة في مسار صعودٍ تدريجي وافتقار المعسكر السُنّي إلى قوة الإرادة والوسائل اللازمة لإيقافه – وأنَّ روسيا تدعم المعسكر الشيعي – إلى استنتاجٍ حتميّ مفاده أنَّ المعسكر السُنّي سيواصل الإخفاق إن لم تزد الولايات المتحدة التزاماتها تجاه المنطقة بصورةٍ قوية. وقد تختار الولايات المتحدة الانخراط من أجل زيادة دورها في حروب الوكالة العديدة في المنطقة، لكن سيكون من المنطقي أكثر تحاشي المواجهة العسكرية الدامية مع إيران غير مضمونة العواقب ”.