ترامب ينضم إلى المعسكر السعودي ضد إيران

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 1858
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

الديلي بيست – التقرير
ردًا على اتهامات الكثيرين لدونالد ترامب بمعاداته للدين الإسلامي، يتجه الرئيس الأمريكي إلى ترتيب أول رحله له للمملكة العربية السعودية، لمقابلة الزعماء العرب ومناقشة سبل محاربة ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
علق وزير خارجية السعودية عادل الجبير، لأحد الصحفيين يوم الخميس الماضي على هذه الزيارة قائلا: “توقف هذه الزيارة أي فكر يدور حول معاداة أمريكا للعالم الإسلامي، وتعمل على تغيير طابع العلاقة الأمريكية بالعالم الإسلامي أيضًا”.
ووفقًا لما صرح به مسؤولو إدارة ترامب، سيتجه الرئيس الأمريكي بعد زيارته للرياض إلى إسرائيل ثم لزيارة الفاتيكان، في جولة تسعى إلى توحيد صف أبرز الديانات في العالم ضد التطرف، وإعادة إحياء محادثات السلام بين فلسطين وإسرائيل.
تعبر هذه الزيارة عن محاولات ترامب لإعادة تأسيس التحالفات ما بين البيت الأبيض والسعودية وإسرائيل كجبهة واحدة ضد إيران، على الرغم من محاولات إدارة أوباما السابقة في البقاء على الحياد من أجل الوصول إلى اتفاقية إيران النووية والحفاظ عليها، إلى جانب إشارة هذه الزيارة إلى عودة العلاقات المشتركة ما بين أمريكا وأهل السنة العرب، مثلما حدث في عهد جورج بوش، بهدف تهدئة أوضاع الشرق الأوسط المتأججة.
فها قد عملت السعودية على دعوة الزعماء المشاركين لمبادئ وأفكار المماثلة لترامب من أجل مناقشة البحث عن سبل محاربة داعش، وابتداع خطة حرب للتخلص من التطرف، والأهم من ذلك كله، هو وضع خطة لإحباط تشعب سيطرة إيران في المنطقة.
وفي المقابل، تعمدت السعودية استخدام سلطاتها لجذب الزعماء معتدلي الفكر، في جميع أنحاء الخليج العربي والشرق الأوسط، للمشاركة أكثر وأكثر في الصراع القائم ضد داعش وتنظيم القاعدة والعمل على القضاء على أوجه التطرف في الشرق الأوسط.
ومن المفترض أن يجتمع ترامب أثناء زيارته مع العديد من أعضاء مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب أعضاء منظمة التعاون الإسلامية، عدا إيران وسوريا.
بينما تستهدف زيارة ترامب لإسرائيل إعادة كلا الطرفين (الفلسطيني والإسرائيلي) للتباحث والتفاوض مرة أخرى بعد توقفها منذ عام 2017 تحت مظلة إدارة أوباما، فسيعمل ترامب على تقوية العلاقات، وهو تحديدًا ما نأمل منه بمستقبل مسالم، خاصةً بعد زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي لواشنطن في بداية هذا العام.
فقد شرع ترامب في إرساء بداية هذه المحادثات عندما طالب نتنياهو بوقف زحف بناء المستوطنات الإسرائيلية في فلسطين، بعدما أعلن عن موافقته على حل تأسيس دولة أو دولتين.
وبالطبع، أشار مثل هذا التعليق إلى استعداد أمريكا، لأول مرة، بالتخلي عن آمال الشعب الفلسطيني بتأسيس دولة خاصة بهم، ليصبح بذلك تحذيرًا واضحًا لعباس يجبره على التفاوض مع ترامب كي لا يؤول به الأمر إلى أن يصبح بلا دولة من الأساس.
بينما يرى الجبير أن ما يمتلكه ترامب من أفكار مبدعة وأساليبه غير التقليدية قد ينجح في تحقيق ما لم ينجح به غيره من أجل حل هذا الصراع.
وإذا نتج عن احتضان ترامب للسعودية بعض من رأس المال، فمن الممكن أن يُستثمر في في تشجيع التصعيدات الإقليمية ضد إيران، ولكن لن يحدث هذا إلا إذا أرادت أمريكا الدخول في مواجهة مع إيران أيضًا، وهو ما لا يبدو أنهم في رغبة أن يتجهوا إلى هذا الطريق الوعر، فأي احتضان غير مشروط مع السعودية ضد إيران أو اليمن أو العراق أو غيرة سيتسبب في تصاعدات وتوترات جديدة عوضًا عن تهدئة الأوضاع المؤججة في الشرق الأوسط، مما قد يترتب عليه دخول أمريكا في مواجهات عسكرية مع إيران.
وحتى وإن لم يحدث ذلك، تتجه إيران بنفسها حاليًا إلى الانحياز للمخيم الروسي، ومن المحتمل أن نشهد قريبًا انقسام المنطقة إلى قضبين؛ واحد مكون من حزب الله وروسيا وإيران، والآخر مكون من إسرائيل والسعودية وأمركيا.
وعلى صعيد آخر، تمنت إدارة أوباما السابقة توصل الرياض وطهران إلى حل ما بينما لتقبل وجود قواتهما معًا في المنطقة.
بينما صرح الأمير محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي، بأنه لا يمكن أن يتم حوار مع دولة تخطط لعودة الإمام المهدي؛ لأن هذا يشير إلى إيمان حكومة طهران بحتمية سيطرتها على العالم الإسلامي كله لكي يعود قائدهم المخّلص لهم.
لم يتوانَ ترامب عن محاولة جذب السعوديين منذ أول يوم له في البيت الأبيض وبالطبع يشعر السعوديون بالراحة بعد السماح لهم بمواجهة إيران دون قيود؛ فتترقب السعودية بدأ الحرب ضد إيران بدعم من الحوثيين في اليمن بمساعدة صغيرة من واشنطن، ولكن طموحات السعودية كبيرة ولديها العديد من المخاوف من قدرة الرئيس الأمريكي من توفير ما يحتاجونه؛ خاصةً بعد بدايته كرئيس غير موفقة، إلى جانب سياساته الخارجية غير الواضحة وغير المحددة على الرغم من تحديد هدف ما في نهاية طريقها عوضًا عن الاندماج في أيديولوجيتها.
وبالطبع قد يكون ذلك سببًا في تحول رحلة ترامب إلى جولة استماعية، عوضًا عن كونها محاضرة أو أن تكون مجرد أسلوب من قبل ترامب للمساومة، فمن يريد الدخول في التحالف سيحاول اجتذاب أمريكا عن طريق تمويل مجهوداتها التعليمية أو المشاركة في محاربة المبادئ المتطرفة.