فتوى شيوخ “الدولة الإسلامية” بقتل علماء مسلمين بارزين مثل مفتي السعودية والقرضاوي والطيب والعريفي والقرني والجفري تطور خطير

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 4599
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يعكس انتقالها الى مرحلة العمل السري والاغتيالات ونقل الفوضى الى دول عربية وإسلامية.. اليكم قراءة تحليلية للشريط الأخير وأهدافه وإزالته عن “اليوتيوب”
من شاهد شريط الفيديو الذي أصدرته احد الاذرع الإعلامية لـ”الدولة الإسلامية”، وجرى بثه على “اليوتيوب”، وتضمن تحريضا قويا لقتل عدد كبير من الدعاة المسلمين المشهورين، يخرج بإنطباع مؤكد ان هذا التنظيم الإرهابي، بدأ يغير سياساته، وينتقل من مرحلة “التمكن” الى مرحلة الهجوم، و”التمدد” العقائدي والإعلامي، بدلا عن التمدد الجغرافي.
صحيح ان المشرفين على منظومة “يوتيوب” بادرت الى حذف هذا الشريط بسرعة، وبعد 24 ساعة من نشره، الا انه انتشر مثل النار في الهشيم، وحظي بمشاهدة عالية جدا من قبل انصار التنظيم، خاصة الشباب منهم.
بعد الاطلاع المتعمق على مضمون هذا الشريط الذي زادت مدته عن 25 دقيقة، واتسم بجودة فنية عالية، وتحدث فيه العديد من المتحدثين باسم “الدولة”، ابرزهم ابو عمر اللبناني، يمكن الخروج بالعديد من الانطباعات نرصدها في النقاط التالية:
الأولى: ان التحريض على قتل الدعاة والعلماء السعوديين من أمثال الشيخ عبد العزيز آل شيخ مفتي المملكة، ومحمد العريفي، سلمان العودة، عائض القرني، وعبد العزيز الفوزان، وهم ابرز نجوم الفضائيات وموقع “التويتر”، احتل نصيب الأسد، حيث جرى التركيز عليهم بالدرجة الأولى، والاستعانة ببعض اقوالهم المتناقضة وفتاواهم الداعمة للحكومة السعودية، ولقاءاتهم مع مسؤولين كبار فيها، وخاصة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عده الأمير محمد بن نايف، ونجله ولي ولي العهد محمد بن سلمان، ووصفهم بـ”المنافقين”.
الثانية: كان التركيز على علماء مسلمين آخرين مثل الشيخ يوسف القرضاوي، والدكتور علي جمعة مفتي مصر السابق، والدكتور احمد الطيب شيخ الازهر، والعراقي احمد الكبيسي، ومفتي سورية احمد حسون عرضيا، حتى ان الشيخ القرضاوي لم يظهر الا لثوان معدودة في صورة ثابتة مع الشيخ تميم بن حمد، امير قطر.
الثالثة: اللهجة التحريضية التي وردت في هذا الشريط الذي حمل عنوان “عملاء لا علماء”، كانت “قاسية” وغير مسبوقة، وموثقة بشكل دقيق لمواقفهم واكاذيب بعضهم بالصوت والصورة والمقابلات المنشورة، سواء ضد تنظيم “الدولة”، او تأييدا للحكام “الطغاة”، وجرى وصفهم بـ”علماء السوء”، و”حمير العلم”، والتأكيد على ان فتاواهم كانت السبب في الحرب الحالية ضد التنظيم.
الرابعة: توجيه دعوة صريحة للخلايا الحية، و”الذئاب المنفردة” لقتل هؤلاء العلماء، وسفك دمائهم، ووصف هذه الدعوة بأنها “خير كثير.. ونفع عظيم”، وهذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها “فتوى” على هذه الدرجة من الصراحة والوضوح بالاغتيال والقتل من قبل التنظيم لهؤلاء.
الخامسة: ركز الشريط على زعيم تنظيم “القاعدة” الراحل الشيخ أسامة بن لادن، وكذلك ممثل التنظيم في العراق الراحل ابو مصعب الزرقاوي، باعتبارهما مجاهدين حقيقيين، وكذلك على العلامة الشيخ احمد بن تيمية الذي قاتل مجاهدا في صفوف المسلمين، وتقدم الصفوف في نقد مباشر لهؤلاء العلماء المهدرة دماؤهم، الذين يركبون السيارات الفارهة، ويتناولون اطيب الطعام، ويقيمون واسرهم في قصور، وارفق ذلك بالصور.
السادسة: لوحظ ان الشريط لم يتطرق الى الحرب في اليمن الا بشكل غير مباشر، كما انه لم يتناول حركة “انصار الله” الحوثية، بشكل صريح، واهدر دماء الداعية علي الجفري الذي اعترف في الشريط بحبه لليهود، كما لم يشر الى جبهة “احرار الشام”، او جبهة “فتح الشام” وعلمائها، وزعيمها ابو محمد الجولاني، وان كان تضمن لقطة سريعة للشيخ عدنان العرعور.
هذا الشريط على درجة كبيرة من الخطورة في رأينا، ودعوة لشن عمليات إرهابية، وتخويف العلماء البارزين، وبث الذعر والرعب في قلوبهم، وضرب الجبهة الداخلية في عدة بلدان، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص.
التنظيم الذي يخسر أراضي في العراق وسورية، الى جانب خسارته اعداد كبيرة من قواته، وبخوض حربا وجودية للدفاع عن عاصمته العراقية “الموصل” حاليا، ويستعد للدفاع عن عاصمته السورية “الرقة” في مواجهة هجوم وشيك، بات يتجه الى العمل تحت الأرض، ويتبنى نهج تنظيم “القاعدة” في صورته الأولى، أي شن عمليات إرهابية ضد خصومه، سواء كانوا دولا او افرادا.
ما يلفت النظر أيضا ان انتاج الشريط، وما تضمنه من وثائق، وابحاث إعلامية، ورصد ارشيفي دقيق يوحي بأن آلته الإعلامية ما زالت قوية، ومن غير المستبعد ان تكون استعانت بخبرات إعلامية ميدانية، خاصة في السعودية لجمع المعلومات، والوثائق، و”الكليبات” المصورة، وما يرجح الوجود القوي لهؤلاء اقدام قوات الامن السعودية على تنفيذ عمليتين في مدينة جدة غرب المملكة يوم الجمعة الماضي، استخدمت فيها الطائرات، واعداد كبيرة من قوات الامن للقضاء على عناصر إرهابية كانت مسلحة، وجرى تبادل اطلاق النار معها، كما ذكرت صحيفة “الرياض” ان قوات الامن طوقت موقعا تابعا للعناصر الارهابية في حي الربوة في المدينة المنورة.
قلنا في هذا المكان اكثر من مرة ان نزول مقاتلي “الدولة الإسلامية” وانصارها الى تحت الأرض، وتخلصها من أعباء إدارة المدن مستقبلا، قد يجعلها اكثر خطورة، وما زلنا عند رأينا هذا، والإجراءات والتهديدات العنصرية الطابع التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وادارته ضد المسلمين، ووصفها البعض بأنها حملة “صليبية” جديدة، واصطفاف بعض الحكومات الخليجية معه، ودفاعها عن هذه السياسات والإجراءات العنصرية، تصب في مصلحة “الدولة الإسلامية” وخطابها الارهابي التحريضي، وتسهل عمليات تجنيدها لمئات، وربما آلاف، الشباب في صفوفها تعويضا لما خسرته في حربها في العراق وسورية.
“راي اليوم”