الحوثيون والغاز المسال.. فرصة لأمريكا والسعودية ومنافسة لقطر

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 488
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

على الرغم الاستقرار النسبي الراهن في سوق الغاز الطبيعي المسال، إلا أن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر من المرجح أن تؤدي إلى تقلبات في العرض والأسعار قد تستفيد منها دول بينها الولايات المتحدة والسعودية بينما ربما تخلق منافسة لقطر.

ذلك ما خلصت إليه واين أكرمان، وهي خبيرة في قطاع الاستكشاف والإنتاج وتطوير المشاريع الرأسمالية الكبرى، بما في ذلك الغاز الطبيعي المسال، عبر تحليل في "معهد الشرق الأوسط بواشنطن" (MEI) ترجمه "الخليج الجديد".

وقالت أكرمان إن "تأثير ضربات الحوثيين في البحر الأحمر على سوق الغاز كان محدودا حتى الآن؛ بسبب أنهم لم يستهدفوا سفنا محملة بالغاز المسال، والإمدادات العالمية الكافية، وشتاء أكثر دفئا من المتوسط في نصف الكرة الشمالي، وارتفاع مستويات التخزين الأوروبية".

واستدركت: "لكن السوق ستشهد بلا شك تقلبات أكبر في العرض والأسعار إذا أصبح طريق البحر الأحمر مغلقا فعليا أمام النقل البحري التجاري أو توسع النشاط العسكري في المنطقة وتصاعده".

وتضامنا مع غزة، التي تتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي لعدوان إسرائيلي بدعم أمريكي، يستهدف الحوثيون بصواريخ ومسيّرات سفن شحن تجارية في البحر الأحمر مرتبطة بإسرائيل، ومنذ يناير/ كانون الثاني الماضي، تشن الولايات المتحدة وبريطانيا هجمات على أهداف للحوثيين في اليمن.

مزيد من التحولات

و"السفن التي تضطر إلى الانحراف حول رأس الرجاء الصالح (لتفادي عبور البحر الأحمر إلى قناة السويس) تتحمل أوقات شحن أطول وتكاليف وقود أكثر. وعلى الرغم من عدم توقع ارتفاع الأسعار في المرحلة الحالية، إلا أن تكاليف السلع الأساسية سترتفع بمرور الوقت"، كما زادت أكرمان.

ورأت أنه "من الممكن توقع المزيد من التحولات في السوق، إذ من المحتمل أن تحاول أوروبا تأمين كميات متزايدة من المنتجين في حوض المحيط الأطلسي، بما في ذلك الولايات المتحدة".

وتابعت: "كما سيبحث الموردون في الشرق الأوسط عن المزيد من المشترين الآسيويين، الذين يمكن الوصول إليهم دون الاضطرار إلى دخول البحر الأحمر والمرور عبر قناة السويس (أو الإبحار حول أفريقيا)، مما يقلل من تعرضهم لمضيق باب المندب".

أكرمان قالت إنه "يبدو حتى الآن أن الحوثيين يركزون على سفن الحاويات الكبيرة وناقلات البضائع، لكن ناقلات الغاز الطبيعي المسال المحملة توفر أهدافا رائعة. وقد تتمتع ناقلات الغاز الطبيعي المسال التي ترفع العلم القطري ببعض الحماية".

ومشيرةً إلى احتمال مهاجمة السفن القطرية، أردفت: "مع ذلك، سيدرك الحوثيون أنه على الرغم من أن السفينة قطرية، إلا أن الشحنة قد تكون متجهة إلى الاتحاد الأوروبي، الذي يعتبر بعض أعضائه من أشد المؤيدين لإسرائيل".

تقسيم جغرافي عالمي

و"طالما ظلت الأصول السعودية والمياه الإقليمية محظورة على الحوثيين، فإن عدم الاستقرار المستمر في مضيق باب المندب يمكن أن يؤثر إيجابا على صناعة النفط والغاز السعودية"، كما أضافت أكرمان.

وأوضحت أنه "مع تزايد الاضطرابات الإقليمية، فإن نقاط التصدير على البحر الأحمر شمال المضيق ستوفر للسعوديين ميزة تنافسية في الأسواق الأوروبية".

وقالت أكرمان إن "عدم الاستقرار الحالي على طول ممرات الشحن في البحر الأحمر سيدفع المشترين إلى دعم المزيد من التوسع في الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة".

وزادت: "كما أن انتشار عدم الاستقرار يمكن أن يجذب السوق الآسيوية لتأمين المزيد من كميات الغاز الطبيعي المسال في أمريكا الشمالية. وسيدعم الوضع ككل تطوير وتوسيع سلاسل توريد الغاز الطبيعي المسال الجديدة التي تقلل من مخاطر الشحن".

وأفادت بأنه "يتم إنتاج نحو 24% من النفط العالمي و24% من إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية في الشرق الأوسط، ويمر حوالي 24% من هذا النفط المنتج إقليميا و20% من الغاز الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز. وقد أوقف موردو الغاز المسال من قطر والولايات المتحدة بالفعل عبور شحناتهم عبر البحر الأحمر".

و"مع ذلك، فإن التأثير طويل المدى لانعدام الأمن في المنطقة قد يؤدي إلى مزيد من التقسيم الجغرافي للغاز الطبيعي المسال، حيث يقوم المنتجون والمشترون في المحيط الأطلسي ببناء خطوط إمداد أقوى فيما بينهم، ويتوافق المشترون الآسيويون بشكل أوثق مع منتجي الشرق الأوسط"، بحسب أكرمان.

ومضت قائلة إن "شركات الطاقة الأمريكية ستستفيد من قوة الجذب في سوق الاتحاد الأوروبي، لكن الغاز الطبيعي المسال في الساحل الغربي لأمريكا الشمالية (كندا والمكسيك والولايات المتحدة) سيصبح أيضا أكثر جاذبية للمشترين الآسيويين أثناء محاولتهم تجنب مشكلات الجفاف في قناة بنما والاضطرابات الجيوسياسية في الشرق الأوسط؛ مما يؤدي إلى مزيد من المنافسة مع الموردين في الشرق الأوسط، مثل قطر".

 

المصدر | واين أكرمان/ معهد الشرق الأوسط بواشنطن- ترجمة وتحرير الخليج الجديد