النظام السعودي يشتري الرضا الأميركي: 600 مليار دولار استثمارات
أعرب النظام السعودي عن رغبته في توسيع استثماراته وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة الأميركية، بـ600 مليار دولار خلال 4 سنوات، مرشّحة للارتفاع في حال أُتيحت فرص إضافية. جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه محمد بن سلمان بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حيث جرى بحث تعزير العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء السعودية “واس”. وأشار ابن سلمان إلى “قدرة إدارة الرئيس ترامب بإصلاحاتها المتوقّعة في الولايات المتحدة، على خلق ازدهار اقتصادي غير مسبوق تسعى المملكة للاستفادة من فرصها المتاحة للشراكة والاستثمار”. من جهته، أكد ترامب “حرصه على العمل مع القيادة السعودية من أجل خدمة المصالح المشتركة بين البلدين”. الأمر الذي دفع أحد النشطاء على منصة “إكس”، سلطان العامر، إلى التعليق “وعدت الحكومة السعودية توسيع استثماراتها في أمريكا بمبلغ ٦٠٠ مليار في الأربع سنوات القادمة. أي ١٥٠ مليار دولار سنويا. ميزانية السعودية لسنة ٢٠٢٥ حجمها ٣٤٢ مليار دولار (منها ٣٧ مليار دين). التفسير الوحيد: إنهم يعطون ترامب على قد عقله.” الجدير بالذكر أنه خلال حفل تنصيب دونالد ترامب لولاية جديدة، في القاعة الرئيسية في مبنى الكابيتول، وُجِّهت لترامب بعض الأسئلة الصحفية حول السياسة الأميركية المُرتقبة تجاه “الشرق الأوسط” للسنوات الست المقبلة، ليبادرها بإجابات غير واضحة في بعضها ولكن حاسمة، سيّما فيما يتعلّق بطبيعة العلاقة “السامّة” مع “السعودية”. إلى جانب تعليقه على أفق عقد صفقة التطبيع بين الكيانين الإسرائيلي والسعودي، وضع دونالد ترامب طبيعة العلاقة بين بلاده و”السعودية” في إطار المال المبذوخ من “أمراء” آل سعود الناشدة إرضاءه، حيث قال: “قمت بزيارتي الافتتاحية إلى السعودية في ولايتي الأولى لأنهم وافقوا على شراء منتجات أمريكية بقيمة 450 مليار دولار.. سأذهب للسعودية مجددًا إذا أرادوا شراء منتجات بنفس القيمة أو مقابل نصف تريليون دولار حيث سنرفع السعر بسبب التضخم”. وكان ترامب قد وقع في مارس من العام 2017 صفقة أسلحة مع “السعودية” بقيمة تزيد عن 300 مليار دولار. ومنذ ذلك الحين، أبرم ترامب وأبناؤه دون جونيور وإيريك وصهره جاريد كوشنر صفقات مع LIV Golf وTrump Towers في دبي وجدة، كما يتم تمويل مجمع ترامب للغولف والشقق الفندقية الفاخرة في عُمان من قبل شركة دار جلوبال السعودية. كما استثمر صندوق الثروة السيادية السعودي، 2 مليار دولار في شركة Affinity Partners التابعة لكوشنر. وعليه، لطالما ارتفعت أصوات من الداخل الأميركي، خلال ولاية ترامب السابقة، تطالب فيها باستيضاح العلاقات بين إدارة ترامب وشركات الاستثمار الأمريكية وصناديق الاستثمار التي تسيطر عليها “السعودية”. واشتدّت أزمة تأثير المال السعودي على أميركا، عندما استضاف ترامب دوري الغولف السعودي “لايف غولف” (LIV Golf)، في ناديه في نيوجرسي، ووُصف الأمر حينها بأنه “مناورة تأتي بعد عقود من الفشل والتخبط في الرياضة من أجل تحسين سمعة الرياض، وهو يحمل أقوى الإيحاءات الجيوسياسية على العلاقة العميقة بين ترامب وولي العهد السعودي محمد بن سلمان”، كما اعتُبرت الخطوة بأنها “تهدف إلى تلميع سجل السعودية في مجال حقوق الإنسان”. كانت الانتقادات مبررة بموجب تعارض الأمر مع قانون أميركي، حيث نُظر لملايين الدولارات التي تدفعها LIV Golf – المملوكة لصندوق الاستثمار العام – لملاعب الغولف الخاصة بترامب على أنها انتهاكًا واضحًا لبند المكافآت في دستور الولايات المتحدة. وينص البند على أنه “لا يمكن لأي شخص يشغل منصبًا يعتمد على الثقة أو الربح في الولايات المتحدة أن يقبل أي هدية أو منصب أو مكافأة من دولة أجنبية”. أما من الجانب السعودي، تم تقديم أوراق اعتماد للرئاسة الأميركية الجديدة، التي لا تفقه أبعد من لغة المال، حيث أكد وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي فيصل الإبراهيم في مقابلة أجراها مع تلفزيون بلومبيرغ، الإثنين 20 يناير 2025، أن بلاده تتطلّع إلى العمل مع إدارة ترامب الجديدة، بما في ذلك معالجة التحديات التي تمرّ فيها وتحديدًا تراجع النمو في البلاد. وفيما يتعلّق برؤية 2030 زعم الإبراهيم أن الاقتصاد السعودي بات يعتمد على السياحة والثقافة والرياضة دون الاعتماد على النفط، في محاولة منه لتلميع صورة الرياض امام الغرب في إطار تعويلها على عودة ترامب إلى سدّة الرئاسة في الولايات المتحدة الأميركية. إلى ذلك، اعتبر مؤسس متحف أصدقاء إسرائيل، مايك إيفانز، المقرب من ترامب، أن الحل في الشرق الأوسط يتطلب تعاونًا واسعًا مع مصر و”السعودية” وإسرائيل، إضافة إلى تقديم تنازلات مع العمل على إنهاء الدعم الدولي لحماس. ويشدد ترامب على دور إسرائيل كوكيل أمريكي لمواجهة إيران، مع تقديم دعم سياسي وعسكري، دون التورط المباشر في الحروب، كما جاء في صحيفة “إسرائيل اليوم”. ونقل على لسان محمد بن سلمان، قوله إن الفلسطينيين “أغبياء” يقاتلون إسرائيل بدلا من أن يصبحوا مثلها. ويركز ترامب أيضًا على تعزيز التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، حيث يرى السلام مع “السعودية” جزءًا من خطة أوسع تشمل إصلاحات إقليمية وحل القضية الفلسطينية. وينقل عن ابن سلمان أنه قال: “الفلسطينيون الأغبياء أضاعوا أمواله وأموال المساعدات، وبدلاً من أن يقلدوا نجاح إسرائيل – حاربوا ضدها”. وأكد أن ابن سلمان “مؤيد كبير لإسرائيل، أكثر من بعض الإسرائيليين، ويميل لنفس المواقف أيضًا الإماراتيون”. ويتابع إيفانز: “ترامب يريد ويخطط لإحضار اتفاق التطبيع السعودي الإسرائيلي هذا العام، كلا الجانبين يريدان ذلك، وترامب، الذي جلب اتفاقات أبراهام، هو الرجل المناسب لإتمام الصفقة”.