بلومبرج: خلاف إماراتي سعودي يعطل رد أمريكا على الحوثيين
قالت مصادر مطلعة إن الجهود الأمريكية لمواجهة جماعة الحوثي اليمنية في البحر الأحمر "تصطدم بعقبة رئيسية" هي خلاف بين والإمارات والسعودية، حليفتي الولايات المتحدة، بحسب وكالة "بلومبرج" الأمريكية (Bloomberg).
وتضامنا مع سكان قطاع غزة في مواجهة حرب إسرائيلية مستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، شن الحوثيون هجمات على سفن في البحر الأحمر مرتبطة بدولة الاحتلال؛ ما أدى إلى ارتفاع تكاليف تأمين سفن الشحن في البحر الأحمر، ودفع شركات شحن إلى مسار بديل أكثر تكلفة ووقتا.
وقالت الوكالة، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن "اثنتين من أهم الجهات الفاعلة المشاركة في الحرب طويلة الأمد في اليمن، وهما السعودية والإمارات، تدعمان الفصائل المتنافسة ضد الحوثيين وتفضلان طرقا مختلفة للتعامل معهم.. ومواقف البلدين المتباينة تعّقد المحاولة التي تقودها الولايات المتحدة لصياغة رد متماسك على الجماعة".
وأوضحت أن "الإمارات تضغط من أجل القيام بعمل عسكري ضد الحوثيين، بينما تدعم السعودية جارة اليمن نهجا أكثر اعتدالا؛ خوفا من انداع حرب.
ومنذ أشهر، يشهد اليمن تهدئة من حرب اندلعت قبل نحو 9 سنوات بين القوات الموالية للحكومة الشرعية، مدعومة بتحالف عسكري عربي تقوده السعودية، وقوات الحوثيين المدعومين من إيران والمسيطرين على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ عام 2014.
ووفقا لمسؤول سعودي فإن أي عمل عسكري أمريكي "قد يعرض الهدنة بين الحوثيين والسعودية للخطر ويحبط محاولة الرياض التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار مع الجماعة".
تجارة إسرائيل
وكشفت المصادر أن البيت الأبيض يتواصل مع الحوثيين عبر سلطنة عمان ووسطاء آخرين لحثهم على وقف الهجمات في البحر الأحمر ضمن ممرات ملاحية حيوية للغاية بالنسبة للتجارة العالمية.
وأكد متحدث باسم الحوثيين للوكالة هذه الاتصالات، وقال في الوقت نفسه: "سنستمر في هجماتنا حتى توقف إسرائيل القتال في غزة".
والإثنين، قال قائد المنطقة العسكرية الخامسة في حكومة صنعاء (غير المعترف بها دوليا) اللواء يوسف المداني إن "أي تصعيد في غزة هو تصعيد في البحر الأحمر"، مشددا على أن قوات الحوثيين ستواجه "أي دولة أو جهة تحول بيننا وفلسطين".
وفي وقت سابق الإثنين، أعلنت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية أنها تلقت تقريرا عن انفجار محتمل في محيط باب المندب قبالة ميناء المخا اليمني. بينما اتهمت وسائل إعلان إسرائيلية الحوثيين بالمسؤولية عنه.
واعتبر محرر الشؤون الخارجية في القناة "12" الإسرائيلية يارون شنايدر أن "اليمنيين نجحوا في تحقيق الهدف الذي وضعوه لأنفسهم، وهو تعطيل التجارة البحرية إلى إسرائيل".
وأفاد موقع "أكسيوس" الأمريكي، قبل أيام، بأن وصول السفن التجارية إلى ميناء إيلات الإسرائيلي توقف بشكل شبه كامل نتيجة هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن المتوجهة إلى الميناء.
واستهداف الحوثيون سفينة تابعة للنرويج بصاروخ مباشر، بينما كانت متجهة نحو موانئ الاحتلال، واحتجزوا سفينة إسرائيلية، كما استهدفوا مدينة إيلات بصواريخ ومسيّرات، مشددين على أنهم لن يتوقفوا حتى انتهاء العدوان على غزة.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال حربا مدمرة على غزة خلّفت حتى منتصف ديسمبر/ كانون الأول الجاري الجاري 18 ألفا و800 شهيد، معظمهم أطفال ونساء، بجانب 51 ألف جريح، ودمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية.
وفي هذه الحرب، تقدم الولايات المتحدة للاحتلال أكبر دعم عسكري واستخباراتي ودبلوماسي ممكن، ما دفع كثيرين إلى اعتبار واشنطن شريكة في "جرائم الحرب" بغزة.
المصدر | بلومبرج- ترجمة وتحرير الخليج الجديد