بصفقة الجولف الضخمة.. هل وجَّه بن سلمان ضربة لإدارة بايدن؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 700
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

اعتبر محللون أن صفقة الاندماج الضخمة في رياضة الجولف، التي انخرطت فيها السعودية، تظهر أن المملكة تمارس القوة الناعمة على الولايات المتحدة وليس العكس، وربما تمثل ضربة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن ردا على سياساته تجاه الدولة الخليجية الغنية بالنفط، بحسب تحليل لنك وادهامس بوكالة "بلومبرج" الأمريكية (Bloomberg).

والثلاثاء، أعلن كل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي ورابطة لاعبي الجولف المحترفين (PGA Tour) وجولة موانئ دبي العالمية (DP World Tour)، عن اتفاق تاريخي لدمج عملياتهم لخلق أكبر كيان في لعبة الجولف على مستوى العالم وسيترأسه محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي ياسر الرميان.

وقال وادهامس، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، إن "بايدن، حين كان مرشحا للرئاسة، وعد بأن تدفع السعودية الثمن لسجلها السيئ في مجال حقوق الإنسان (..)، لكن اتفاق الثلاثاء أظهر أن المملكة وولي عهدها الأمير محمد بن سلمان اكتسبا مجددا اليد العليا في الشد والجذب بين قوة عظمى عالمية ودولة غنية بالنفط كان يُنظر إليها على أنها الشريك الأصغر".

وعندما طُلب من البيت الأبيض التعقيب على صفقة الاندماج، اكتفى بالقول إنه سيتعين الخضوع لتدقيق في مكافحة الاحتكار.

و"في الوافع، هي أكثر من مجرد صفقة أخرى، إذ ترمز إلى كيف اضطر بايدن للتخلي عن تعهده بجعل السعودية تواجه عواقب انتهاكاتها الحقوقية، والتي يُرمز إليها بمقتل الكاتب الصحفي (السعودي) المنشق جمال خاشقجي (في قنصلية بلاده بإسطنبول عام 2018)، وقد أظهرت الصفقة مرة أخرى كيف أن القوى الأجنبية، كما فعلت الصين عبر تطبيق  TikTok  لمشاركة الفيديو، تمارس القوة الناعمة على الولايات المتحدة، وليس العكس"، وفقا لوادهامس.

وقال كوري شاك، مدير شركة دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد أمريكان إنتربرايز والذي عمل سابقا في وزارتي الخارجية والدفاع (البنتاجون)، إن "الزعيم السعودي سعيد بإذلال إدارة بايدن".

 

هجمات 11 سبتمبر

وعندما سُئل بايدن، الذي يمارس الجولف في بعض عطلات نهاية الأسبوع، عن الصفقة خلال مؤتمر صحفي الثلاثاء تهرب بمزحة مقترحا أن ينضم إلى رابطة لاعبي الجولف المحترفين (PGA Tour).

واعتبر وادهامس أن "رد بايدن سلط الضوء على التوازن الصعب الذي يجب أن يحافظ عليه الرئيس بين عدم الرغبة في إثارة غضب السعوديين وعدم الرغبة في الإساءة إلى جمهور سياسي في الداخل، لاسيما أسر ضحايا هجمات 11 سبتمبر (2001 على نيويورك وواشنطن) والكونجرس".

وتتهم أسر ضحايا 11 سبتمبر "رابطة لاعبي الجولف المحترفين بالحصول على مليارات الدولارات لتطهير سمعة السعودية حتى ينسى الأمريكيون والعالم كيف أنفقت المملكة مليارات الدولارات قبل 11 سبتمبر لتمويل تنظيم القاعدة وقتل أحبائنا".

ومرارا، نفت السعودية أي مسؤولية لها عن الهجمات، التي أودت بحياة نحو 3 آلاف شخص ونفذها 19 شخصا بينهم 15 سعوديا.

ووفقا لوادهامس فإن "الانزعاج من الصفقة كان واضحا للعيان في مبنى الكونجرس، حيث كان موقف الديمقراطيين في السنوات الأخيرة هو تأييد نظرة بايدن للسعودية باعتبارها دولة منبوذة والسعي إلى فرض قيود على مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة".

ووصف السيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي ريتشارد بلومنتال صفقة الاندماج بأنها "مقيتة للغاية"، فيما استذكر السيناتور ديك دوربين رفض المسؤولين السعوديين الامتثال للتحقيقات في أعقاب 11 سبتمبر.

 

التوقيت وزيارة بلينكن

وبالنسبة لتوقيت إعلان صفقفة الاندماج، قال وادهامس إن "الإعلان جاء بينما كان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين في السعودية لحضور اجتماع لدول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة، وكان النص الضمني الجوهري لتلك الزيارة هو القلق بشأن سجل حقوق الإنسان في المملكة".

واعتبر محللون أن "الصفقة ربما كانت ضربة انتقامية متعمدة لإدارة بايدن، لاسيما وأن بلينكن، مثل بايدن، هدد السعودية بعواقب على قرارها المفاجئ بخفض إنتاج النفط العام الماضي"، فرفع أسعار النفط يُضر بجهود واشنطن لكبح التضخم.

وقال بلينكن، خلال إفادة صحفية في الرياض، إن "حقوق الإنسان دائما على جدول أعمال الولايات المتحدة، وبالفعل ناقشتها في اجتماعاتنا مع نظرائنا السعوديين وأوضحت أن التقدم في مجال حقوق الإنسان يعزز علاقتنا".

 

المصدر | نك وادهامس | بلومبرج - ترجمة وتحرير الخليج