“مجموعة بن لادن” في جيب ابن سلمان: سطو باسم الدولة
تحدثت وكالة “رويترز” في تقرير مطول عن خطوات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اتجاه “مجموعة بن لادن”العملاقة، وكيف اعتقل أصحابها وأجبرهم على التخلي عن حصصهم لمصلحة السلطة بزعم محاربة الفساد.
تقرير: سناء ابراهيم
تحدثت وكالة “رويترز” عن الطريق التي سلكها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان للاستيلاء على “مجموعة بن لادن”، التي تبدل مستقبلها بعد تاريخ 4 نوفمبر / تشرين الثاني 2017، إذ كانت واحدة من ضحايا ما تسمى الحرب على الفساد، المزعومة من ولي العهد.
تقول الوكالة إنها تحدثت إلى أكثر من 20 من العاملين في المجموعة وأصدقاء العائلة والمسؤولين الحكوميين والمصرفيين ورجال الأعمال لإعداد التقرير حول أفول نجم عائلة بن لادن مقابل صعود ابن سلمان، الذي تولى ولاية العهد في منتصف عام 2017، موضحة أنه “لم يشأ سوى عدد قليل من هؤلاء أن يذكر اسمه استناداً إلى ميل عائلة بن لادن منذ زمن بعيد للحفاظ على السرية والقيود المفروضة على توجيه انتقادات علنية للحكومة السعودية”.
تنقل الوكالة عن خبراء اقتصاديين قولهم إن استيلاء ابن سلمان على المجموعة “يكشف عن التناقضات في “رؤية 2030” المزعومة لبناء اقتصاد حديث، يقلُّ فيه الاعتماد على النفط، فقد احتضن فكرة الخصخصة أمل أن يعمل ذلك على تنشيط الاقتصاد، غير أن الدولة تدخلت في شركات مثل “مجموعة بن لادن” السعودية”. وبرغم أنه اتجه لمعالجة الفساد، لم تكن هناك شفافية تذكر في تلك العملية.
وكانت قد بدأت، في عام 2015، أولى المحاولات الجادة من قبل نجل الملك سلمان لإخضاع إمبراطورية عائلة بن لادن التي انطلقت في عام 1931. فحينها، طُلب من رئيس مجلس إدارة المجموعة بكر بن لادن أن يصبح شريكاً فيها، ولكن برغم أن عائلة بن لادن كانت معتادة على تنفيذ طلبات الأسرة الحاكمة، فإن بكر تردد في مواجهة عرض الأمير، ورد بأنه يحتاج بعض الوقت للتشاور مع بقية المساهمين من أفراد العائلة.
ووفق مصادر الوكالة، فإن التحول الذي شهدته العائلة بدأ بالحوار الذي دار بين بكر بن لادن ومحمد بن سلمان وانتهى بتولي الدولة إدارة المجموعة، حيث تدهورت أحوال عائلة بن لادن، بعد اعتقال ابن سلمان لهم ضمن حملته في نوفمبر / تشرين الثاني 2017. وفي نهاية المطاف، تنازل بكر وشقيقاه صالح وسعد عن حصصهم التي تمثل 36.2 في المئة من شركة العائلة لمصلحة الدولة في أبريل / نيسان 2018. كما أن بكر، وهو في أواخر الستينات من عمره، لا يزال محتجزاً بأمر من ابن سلمان برغم أنه لم تعلن على الملأ أي اتهامات موجهة إليه.