هكذا عبر ولي العهد السعودي الأسبق الأمير مقرن بن عبد العزيز عن خوفه من “ابن سلمان”
الأمير مقرن بن عبد العزيز
في إشارة لحالة الرعب التي يعيشها الأمراء في السعودية بعد تمكن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من فرض سطوته، كشف حساب “العهد الجديد” على موقع “تويتر” عن واقعة تؤكد استياء الامراء مما يفعله إلا أن خوفهم من المصير المجهول يدفعهم للسكوت.
وفي هذا الإطار كشف “العهد الجديد” في تدوينة له عبر حسابه بموقع التدوين المصغر “تويتر” عن وجهة نظر ولي العهد السعودي الأسبق الامير مقرن بن عبد العزيز بما يفعله “ابن سلمان” قائلا: “مما حدث في مجلس الأمير مقرن قبل يومين حينما سأله أحد الحاضرين، قائلاً: وش صاير يا طويل العمر، والله حنا ما جالسين نفهم شي؟ فكان ردّ الأمير أن رفع أصبعه تجاه فمه ومن دون أي كلمه قال له صه (ششش)”.مضيفا: “المغزى واضح لا يحتاج إلى تعليق”.
يشار إلى أن التمرد والاحتجاج ليس أمرًا شائعًا في السعودية، خاصة بين أفراد الأسرة الحاكمة الذين يعدون بالآلاف، وبالرغم من وجود حالات تمرد فردية من بعض الأمراء، أو بالأحرى انزعاجًا من بعض سياسات الحكم، غير أنّ فكرة الاحتجاج إجمالًا لم تكن واردة على مدار عقود، إلا خلال فترة الحركة التي عرفت باسم “الأمراء الأحرار” في أواخر الخمسينيات، والتي قادها طلال بن عبد العزيز والد الوليد بن طلال، ومعه عدد من إخوانه، وهي الحركة التي طالبت بتعديلات في هيكل الحكم، وجعل البلاد ملكية دستورية، مع إعطاء المرأة حقوقها، لكنها وُئدت بنفي أمرائها خارج البلاد، وإسقاط لقب أمير عنهم.
وبعد سنوات، تم الصلح بين الأمراء الأحرار وبين العائلة المالكة، وعُفي عنهم وسُمح لهم بالعودة للسعودية، حتى أنّ أحدهم تولى إمارة مكة.
الصمت المستمر والمعتاد منذ عشرات السنوات من قبل أفراد العائلة يعود في الغالب للاستقرار المالي الذي تنعم به الأسرة الحاكمة والامتيازات الوافرة على جميع المستويات، مالية واجتماعية، وإن لم يكن الجميع سواسية، ولكن كان الجميع كان راضيًا بالرغم من اختلاف المخصصات والعوائد والمميزات والنفوذ الذي يظهر بين أفرع عائلة آل سعود، فنسل عبد العزيز الملك المؤسس، ينعم بالسلطة والحكم والنفوذ والمال أيضًا، على العكس من فرع محمد بن عبدالرحمن آل سعود، وكذلك فرع سعود الكبير.
لكن الأوضاع اختلفت مع صعود محمد بن سلمان، فأصبح الجميع في دائرة الاعتقال، بما في ذلك أقوى من كانوا يُعدون من أقوى رجال آل سعود، كتعب بن عبدالله ومحمد بن نايف، أو حتى الوليد بن طلال من جهة ثروته الضخمة.
ومنذ سيطرة ابن سلمان، أو الأمير الطائش كما بات يُعرف، والصراعات الداخلية تكاد تعصف بآل سعود، وبدلًا من محاول احتوائها بالإقناع والتفاوض، ليقبلوا كونه أول ملك مُنتظر من أحفاد عبدالعزيز؛ دخل في المقابل في صراعات مع الجميع، عززتها سياساته المتهوّرة، والتي يبدو أنها تسببت في شعور بالاستياء بين أفراد العائلة المالكة.
ودخل ولي العهد في عداوة جديدة مع آخرين من ذويه، بعد أن قام خلال الأشهر الأخيرة بالعديد من حملات الاعتقال، كان أبرزها في الرابع من تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، عندما اعتقل عشرات من أمراء العائلة المالكة، وكبار رجال الأعمال. وسبق تلك الاعتقالات حملة اُخرى استهدفت من بين من استهدفتهم الأمير عبد العزيز بن فهد، فضلًا عن إطاحته بابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد ووضعه تحت الإقامة الجبرية.
ويُذكر أنّ حركة الاحتجاج التي نظمها 11 أميرًا من آل سعود للمرة الأولى تقريبًا في تاريخ الدولة السعودية الثالثة، سبقتها بشهور محاولة هجوم مُسلح على قصر السلام، مقر ابن سلمان في جدة، وكان من بين السيناريوهات المطروحة تورط أحد أو مجموعة من آل سعود، في هذه العملية.
ومثّل تعامل ابن سلمان مع حادث الاحتجاج الأخير، سياسة التخويف والقمع التي انتهجها حتى مع ذويه، حيث ركزت المواقع والصحف والحسابات واللجان الإلكترونية التابعة لابن سلمان، على تفصيلة “قوة السيف الأجرب” التي قامت باعتقال الأمراء. وهي قوة عسكرية مرتبطة بشكل مباشر بابن سلمان. ويبدو أنها إحدى الكتائب التي استحدثها في سلاح الحرس الملكي الذي استحوذ عليه من ابن عمه متعب بن عبدالله، ويبدو أيضًا أنها القوة الجديدة التي قرر ابن سلمان إبرازها من باب التخويف.