الدكتور عبد الحي عن “الوهابية الجديدة” في السعودية: “دهاء موهوم” ومحمد بن سلمان على طريق نماذج أخفقت مثل شاه إيران والسادات
وصراع بين قصف اطفال اليمن وصورة “البطل الذي يواجه إيران” وبين “عولمة” اقتصادية بدون السماح بأي تنظيم مدني
رأي اليوم- عمان- خاص
تحدث باحث المستقبليات الاردني البارز الدكتور وليد عبد الحي عن صعوبة الاعتقاد بنجاح أي خطة سعودية لها علاقة بإقتصاد منخرط في آليات العولمة عبر التخطيط المركزي للإقطاع السياسي.
وخصص الدكتور عبد الحي العالم المتخصص بقراءة المستقبليات مداخلته الاخيرة العلنية للتحدث عن ما يجري في السعودية.
وقال بأن هناك محاولة للانتقال بالمجتمع طبقا لخطة “أحادية” وفردية تماما محصورة في البعد الاقتصادي ومن زاوية ضيقة، فكيف يمكن بناء اقتصاد منخرط في آليات العولمة بقيادة “إقطاع سياسي” تحكمه قيم قبلية وبنية اجتماعية تقوم ثقافتها على مستحاثات دينية تشكل الوهابية قاعدتها المركزية.
لكن هذه القاعدة تقوم على رجل واحدة فهناك وهابية ثقافية دون وجود وهابية سياسية او وهابية اقتصادية تحدد مسار الخطة.
من زاوية اخرى وفقا للدكتور عبد الحي فإن كل حركة تنويرية اصلاحية تقوم على “البطولة الفردية” هي حركة قصيرة العمر، فسرعة القافلة تقاس بسرعة آخر ناقة فيها، وهو ما يعني ضرورة وجود قوى سياسية منظمة تدرك تعقيدات العصر وملابساته لتتمكن من التغلغل في كل أوصال الدولة والمجتمع ، لكن السعودية تمنع نشوء أي تنظيم سياسي او أي شكل من أشكال المجتمع المدني ليكون رافعة انجاز المشروع، رغم ان ذلك يمثل نقطة اجماع بين كل علماء السياسة والاجتماع.
كذلك، من الضروري التنبه إلى أن نظرية التبعية تنطوي على ابعاد لا يجوز انكارها، فالفكاك من علاقة المحيط وشبه المحيط عن المركز الرأسمالي أمر ليس بالبساطة التي تتوهمها الوهابية الجديدة او افرازاتها، إن الاعتماد على الحماية الرأسمالية عسكريا، وعلى الزامك بأن يكون القسم الرئيسي من ودائعك في بنوك المركز، واجبارك على ضرورة فتح نوافذ مجتمعك لتدخل الريح منها، يجعل أي تخطيط منفصل عن سياسات المركز مخاطرة كبيرة للغاية، ولنا في نموذج شاه ايران وثورته البيضاء وأنور السادات ومشروع المنابر الذي طرحه بل وغورباتشوف وبيروسترويكاه نماذج على النتائج في هذه الحالات.
وقدر عبد الحي أن عملية التنمية والتحديث لا تتم في بيئة اقليمية تعمل الوهابية بطبعتها الجديدة على اشعالها واستمرار الحريق فيها من منطلق تحقيق نموذج الدولة المركز ، فالبيئة الاقليمية المحاذية للسعودية (اليمن ودول مجلس التعاون الخليجي والعراق والأردن)مشحونة بالتوجس من مشروع لا تبدو ملامحه واضحة، وعمليات ” الاستضافة الإجبارية” في فندق فاره لقيادات سياسية او اقتصادية سعودية وعربية لا تدل على نسق فكري متزن بل على نزق أخلاقي تخيط نسيجه غرائزية مفرطة ودهاء موهوم يوحي لاي مستثمر بالتاني قبل الذهاب الى مشروع “نيوم” الموعود.
واستعرض العالم الاردني ما وصفه بملامح الإضطراب المتوقع في السعودية حيث صراع بين عولمة كاسحة في مواجهة ثقافة تنتمي للقرون الوسطى وصراع أجيال محتمل وبين متطلبات إقتصادية وإستعصاء السلطة في المتطلبات السياسية.
كذلك صراع بين رجال حركة دينية( الوهابية القديمة باشكالها المختلفة) معتقلون حاليا بعد أن تربى المجتمع على صدارتهم للمشهد الديني وبين ” فرد” يستثمر خواء سلطوي بعد لملمة كل الخصوم من “البيت” بدءا من بن نايف وصولا لمتعب”.
وصراع بين صورة دولية أكثر تشوها بفعل التقارير الدولية حول الاوضاع الانسانية في اليمن وتحميل ذلك للسعودية وبين اصرار على مواصلة رسم صورة “البطل الصامد” في مواجهة ايران.
كما تحدث عبد الحي عن صراع بين اسرة اعتادت على تقاليد معينة لاختيار الحاكم من بين صفوفها وبين “فرد” يريد تغيير قواعد الاصطفاف دون الالتفات لأي من أفراد الاسرة الآخرين وصراع بين دولة تقدم نفسها على أنها ” مركز العالم الاسلامي” وبين سلوك تبدى هشا مترددا بل ومتواريا عند تعرض أحد اهم المعالم الاسلامية(الاقصى) بدءا من انتهاك فنائه وصولا لضمه لاسرائيل.