سلمان الفرج.. شهيد رفْض الظلم في مملكة آل سعود
تقرير محمد البدري
قدرُ المجاهدين الشهادة، وقدرُ الحق أن يعلو على الباطل، مهما طغى وتجبّر. استشهد سلمان الفرج بنيرانِ السلطات السعودية. هي ضريبة من يطالب بأبسط حقوقه في مملكة يحكمها “آل سعود”.
من المظاهرات السلمية المطالبةِ بالحقوق المدنية، في عام 2011، انطلق سلمان الفرج من أهالي بلدة العوامية في المنطقة الشرقية، منظماً للحراكِ الشعبي، ليكون من أوائل الذين قادوا الحراك المطلبي بوجه النظام السعودي، إلى جانب دوره الريادي في المظاهرات المستنكرة للتدخل السعودي ضد الشعب البحريني.
الشهيد الفرج كان من بين الناشطين السلميين الذين أدرجت أسماؤهم في قائمة الـ23 مطلوباً منذ عام 2012 لدورهم في الحراك الشعبي، والذين اتهمت السلطات السعودية أغلبيتهم بـ”الإرهاب”، وبدأت بشنّ حملة اعتقالات واغتيالات واسعة ضدهم.
أدت تلك الحملة إلى استشهاد العديد من النشطاء السلميين البارزين في الحراك مثل الشهيدين خالد اللباد ومرسي الربح، فيما تم اعتقال آخرين بعد إصابتهم بجروحٍ خطرة أبرزهم النشطاء محمد الزنادي وعبدالله سريح وحسين ربيع.
على إثر القمع والترهيب الذي انتهجته عصابات آل سعود بحق النشطاء، لجأ العديد منهم الى “حي المسوَّرة”، ومنهم سلمان الفرج، هرباً من بطشِ النظام الذي تذرّع بوجود ما وصفهم بـ”الإرهابيين” ليشن حملة أمنية أشبه بالغزو ضد سكان الحي. وبعد الحصار المطبق والتدمير الممنهج الذي تعرض له الحي، اضطر الناشطون، الى الدفاع عن أنفسهم وعن أهل الحي.
طاردت القوات السعودية بعد اجتياحها للمسوَّرة النشطاء، وعلى رأسهم المجاهد سلمان الفرج، الذي وضعت كل إمكاناتها الأمنية والاستخباراتية لرصد تحركاته. وفي زيارةٍ لأسرته، في حي الجميمية في العوامية، بعد غيابه عنها لفترةٍ طويلة، وقع المجاهد الفرج في كمينٍ لقوات النظام، التي حاصرت الحي بالمدرعات، واستقدمت تعزيزات عسكرية إلى داخله، قبل أن تبدأ حملة مداهمات لمنازل المواطنين، وتعلن بعدها حسابات على “تويتر” تابعة للداخلية “أنها قتلت سلمان الفرج”.
اقتحمت قوات الأمن السعودي المنزل وانتهكت حرمته، وعاثت خراباً بمحتوياته، ومن ثم أعدمت المجاهد سلمان الفرج، من دون أي مسوغٍ قانوني، أمام زوجته وأولاده الثلاث، كما حصل مع معظم النشطاء، الذين سبقوه إلى الشهادة، في مشهد تتجسد فيه أسمى آيات التضحية والبطولة بوجه آلة الظلم العسكرية والأمنية، التي يحركها آل سعود.