السعودية تصعد لهجتها تجاه ايران على خلفية الصاروخ اليمني

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2343
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

والجبير يؤكد ان المملكة لن تسمح بأي تعديات تستهدف أمنها وتحتفظ بحق الرد بالشكل والوقت المناسبين على تصرفات النظام الإيراني العدائية
الرياض ـ (أ ف ب) – حذرت السعودية الاثنين ايران من انها “لن تسمح بأي تعديات” على أمنها الوطني، فيما يتزايد التوتر بين البلدين اثر اطلاق الحوثيين في اليمن صاروخا بالستيا باتجاه الرياض السبت.
وكتب وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في تغريدات على تويتر “التدخلات الإيرانية في المنطقة تضر بأمن دول الجوار وتؤثر على الأمن والسلم الدوليين، لن نسمح بأي تعديات على أمننا الوطني”.
وقال الجبير إن “المملكة تحتفظ بحق الرد بالشكل والوقت المناسبين على تصرفات النظام الإيراني العدائية، وتؤكد بأنها لا تتسامح مع الإرهاب ورعاته”.
وتصاعد التوتر بين المملكة السعودية وايران حيال النزاع في اليمن بشكل خطير الاثنين مع تهديد الرياض بتحرك “بالشكل المناسب” ضد طهران على خلفية اتهامها بدعم القدرات الصاروخية للمتمردين الحوثيين.
وجاء هذا التهديد في خضم حملة سياسية واقتصادية واعلامية تشنها المملكة السعودية ضد ايران لمقارعة نفوذها في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، مدفوعة بضوء اخضر من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب.
وتقف القوتان الاقليميتان، السعودية وايران، على النقيض في العديد من ملفات المنطقة. ويقول مراقبون انهما تخوضان حروبا بالوكالة في نزاعات الشرق الاوسط، الا ان التهديد بعمل عسكري مباشر يدفع الخصومة بينهما الى مرحلة أكثر خطورة.
ومساء السبت، أعلنت السعودية ان قواتها اعترضت فوق مطار الرياض صاروخا بالستيا أطلقه المتمردون الحوثيون في اليمن باتجاه العاصمة، ما أدى الى سقوط شظايا منه في حرم المطار.
ورغم ان الصاروخ لم يعطل حركة الملاحة الجوية، الا انه يشكل بالنسبة للسعوديين تهديدا جديا، إذ انه عبر مسافة تقدر بنحو ألف كلم انطلاقا من أقرب نقطة حدودية بين شمال اليمن وجنوب المملكة.
وسارعت الرياض الى تحميل طهران المسؤولية في إطار دعمها للحوثيين الشيعة بالسلاح والمال، وهددت بالرد ليس على المتمردين فقط، وانما على ايران ايضا.
وتقود السعودية منذ آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا في اليمن دعما للحكومة المعترف بها وفي مواجهة المتمردين المتحالفين مع الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
وجاء في بيان للتحالف نشرته وكالة الانباء الرسمية السعودية “ثبت ضلوع النظام الإيراني في إنتاج هذه الصواريخ وتهريبها إلى الميليشيات الحوثية في اليمن، بهدف الاعتداء على المملكة وشعبها ومصالحها الحيوية”.
ورأى التحالف إن “التورط” الإيراني يعتبر “عدواناً عسكرياً سافراً ومباشراً (…) وعملا من أعمال الحرب ضد المملكة”.
وأكدت قيادة التحالف “على احتفاظ المملكة بحقها في الرد على إيران في الوقت والشكل المناسبين الذي يكفله القانون الدولي ويتماشى معه واستناداً إلى حقها الأصيل في الدفاع عن أراضيها وشعبها ومصالحها”.
من جهته، رفض الناطق باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي في بيان اتهامات التحالف الذي تقوده السعودية واصفا اياها بانها “مجحفة وغير مسؤولة ومخربة واستفزازية”.
واعتبر ان اطلاق الصاروخ هو “رد مستقل ويعود سببه الى الاعتداءات السعودية وليس الى اجراءات او تحريك من اي دولة اخرى”.
ودعا الرياض الى “الابتعاد عن الاسقاطات والاتهامات الجوفاء والعمل على وقف الهجمات ضد الشعب اليمني البريء والاعزل في اسرع وقت وتمهيد الطريق للحوار بين اليمنيين بهدف احلال السلام في هذا البلد”.
– اغلاق ومكافآت –
وفي وقت ينشغل السعوديون بالبحث في القدرات التي مكنت الصاروخ اليمني من اجتياز مسافة طويلة، قررت المملكة الاغلاق الموقت لكل المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية.
وجاء في بيان التحالف “من أجل سد الثغرات الموجودة في إجراءات التفتيش الحالية والتي تسببت في استمرار تهريب تلك الصواريخ والعتاد العسكري إلى الميليشيات الحوثية (…)، قررت قيادة قوات التحالف الإغلاق المؤقت لكافة المنافذ اليمنية الجوية والبحرية والبرية”.
لكنه اشار الى مراعاة “استمرار دخول وخروج طواقم الإغاثة والمساعدات الإنسانية وفق إجراءات قيادة قوات التحالف المحدثة”.
ويشهد اليمن منذ 2014 نزاعا داميا بين المتمردين الحوثيين الشيعة والقوات الحكومية. وسقطت العاصمة صنعاء بأيدي المتمردين المتحالفين مع أنصار الرئيس اليمني الاسبق علي عبد الله صالح في أيلول/سبتمبر من العام نفسه. وشهد النزاع تصعيدا مع تدخل السعودية في آذار/مارس 2015.
وخلّف النزاع اكثر من 8650 قتيلا واكثر من 58 الف جريح منذ التدخل السعودي، بحسب ارقام الامم المتحدة، وتسبّب بانهيار النظام الصحي، وتوقف مئات المدارس عن استقبال الطلاب، وانتشار مرض الكوليرا، وأزمة غذائية كبرى.
وتطالب منظمات دولية اطراف النزاع بفتح مطار صنعاء والموانئ اليمنية امام الحركة التجارية من اجل تجنب المجاعة.
وفي موازاة قرار إغلاق المنافذ، أعلنت السعودية عن لائحة تضم أسماء أربعين مسؤولا في صفوف الحوثيين، وقررت صرف مكافآت مالية (تبلغ قيمتها الاجمالية 440 مليون دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال احدهم.
وضمت اللائحة زعيم المتمردين عبد الملك بدر الدين الحوثي ورئيس المكتب السياسي صالح علي الصماد، ولم تشمل علي عبدالله صالح .
وبلغت قيمة المكافأة المالية لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى اعتقال زعيم المتمردين 30 مليون دولار، و20 مليون دولار لمن يساهم في اعتقال الصماد. وتراوحت قيمة المكافآت الاخرى بين 20 وخمسة ملايين دولار.
– سياسة واقتصاد –
وأشارت المحللة رندا سليم من معهد الشرق الأوسط إلى أنه من غير الواضح إن كانت القيادة السعودية “فكرت مليا بأن درجة التصعيد الحالي هي بالضبط ما سعت إليه فعليا”.
وما يزيد من مخاوف حدوث تصعيد برأيها هو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذت موقفا قويا كذلك ضد ايران “وبالتالي قد لا تحاول إرسال إشارات ردع للسعوديين”.
وقبيل حادثة الصاروخ اليمني فوق الرياض، شهد الصراع السعودي الايراني جولة عراك سياسي مهمة تمثلت في اعلان رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من الرياض، استقالته من منصبه، حاملاً على إيران وحزب الله.
ورأى محللون ان اعلان الاستقالة المفاجئ السبت من السعودية يبرز حدة الصراع المتنامي بين طهران والرياض خصوصا في وقت توشك الحرب في سوريا والعراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية على النهاية. وتسعى السعودية الى منع ايران من استثمار نتائج الانتصار على التنظيم في هذين البلدين حيث تملك طهران نفوذا كبيرا.
واعتبر الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، حليف ايران القوي، الاحد ان استقالة الحريري “قرار سعودي أملي” عليه.
وكان الحريري التقى قبيل اعلان استقالته ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الذي ينظر اليه على انه الحاكم الفعلي في السعودية. ويتبنى المسؤول الشاب (32 عاما) سياسة متشددة تجاه طهران مدعوما بضوء أخضر من ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب التي تتبنى سياسة مماثلة.
وفي الاشهر الاخيرة، سعت السعودية الى مواجهة النفوذ الايراني في العراق ايضا من بوابة الاقتصاد، فأسست مجلسا للتعاون الاقتصادي، ووجهت طائراتها المدنية بالهبوط في بغداد، وزار مسؤولون كبار فيها العاصمة العراقية، مشددين على رغبة المملكة في المساهمة في اعادة الاعمار في مرحلة ما بعد تنظيم الدولة الاسلامية.
وكان الامير محمد قال في مقابلة تلفزيونية في أيار/مايو الماضي، في إشارة الى سعي ايران الى تقوية نفوذها في المنطقة، “لن ننتظر حتى تصبح المعركة في السعودية، بل سنعمل لكي تكون المعركة عندهم في إيران”.