اجتياج العوامية مصحوباً بحملة تحريض الكترونية
بالتوازي مع الحملة العسكرية التي تشنها السلطات السعودية على بلدة العوامية، حرّكت السلطات أذرعها الإعلامية، لاسيما جيشها الإلكتروني عبر حسابات وهمية، لتمييع الحقيقة والتحريض على البلدة المحاصرة.
تقرير عباس الزين
بالتزامن مع الترهيب العسكري الذي يمارسه النظام السعودي بحق أهالي العوامية، عمدَ ما يُسمى بالجيش الإلكتروني السعودي، الذي يتبع بشكلٍ مباشر لوزارة الداخلية السعودية، ويعتبر من أحد مكونات ما يُسمى “الأمن الوطني”، إلى شنِّ حربٍ إعلامية ذات أبعادٍ سياسية وطائفية، هدفها الترويج لشائعاتٍ تعزل العوامية عن محيطها وتتهمها بالإرهاب.
وقام الجيش الإلكتروني بانشاءِ صفحاتٍ على موقع التواصل الاجتماعي تزامناً مع الحصار الجائر على العوامية، حيث انتشرت حسابات مشكوك في نزاهتها وتوجهها، بالإضافة الى مجموعاتٍ على “واتس آب” منها: عوام تعاني، أبطال عوام، محبين عوام، العواميه فقط، عوام عين الرب ترعاكي، عوام في خطر، هدفها التحريض ضد قرى القطيف المجاورة للعوامية، ناشرةً أكاذيب عن لسان أهل العوامية، يتهمون القرى بعدم مساندتهم.
وتؤكد براهين كثيرة زيف تلك المجموعات بحسب ما أشارت مصادر أهلية من داخل هذه المجموعات، لا سيما أن الكثير من الأدعية المنشورة عيلها ركيكة، مقارنة بلغة الأدعية في الصحيفة السجادية أو مفاتيح الجنان، التي يواظب أهل العوامية على ترديدها ونشرها.
ما يدعو إلى الريبة أن تلك المجموعات المزورة عرضت بعض المقاطع بأناشيد حماسية مشهورة في صفوف تنظيم “داعش” البعيدة عن ثقافة أهل العوامية، وهي الأناشيد ذاتها التي كان يرددها المتظاهرون في بنغازي ليبيا أثناء احتجاجات عام 2011 كأنشودة “سوف نبقى هنا”.
وادعت الصفحات المزورة على موقع “تويتر” انتماءها إلى أهل العوامية كمتحدثٍ باسمهم، ملفقةً الأكاذيب، عبر زعمها وجود إرهابيين في العوامية يتم ملاحقتهم من قبل النظام السعودي، ومبرئةً النظام من دماء الشهداء، حيث قامت صفحة باسم “موالٍ لأهل البيت” بنشرت تغريداتٍ تدافع فيها عن النظام السعودي، محرضةً إياه على استهداف البلدة، زاعمةً أنه لا وجود للمدنيين في “حي المسوّرة”.
عرضت صفحة أخرى على “تويتر”، باسم جعفر الناصر، مقطعاً مصوراً يظهر إطلاق نار ادعت أن مصدره “مهربي مخدرات” داخل العوامية. تكمن الوقاحة المتبعة في نشر الفيديو بكونه مشغولاً بشكلٍ واضح على برنامج “فوتوشوب” الخاص بالتصميم، حيث تظهر اللقطات إطلاق رصاصٍ من داخل سيارة على حائط، بدا خلاله أنه لم يتأثر بها.
صفحة أخرى باسم “زهراء الجشي”، وهو اسم وهمي، نشرت تغريداتٍ زعمت فيها أن هدم “حي المسوّرة” “مطلب الكثير من أهل القطيف”، وأن جميع سكان الحي “خرجوا بعد أن أستلموا تعويضات من الحكومة”، إلا أن الحقيقة المنافية لتغريدات الصفحة تؤكد أن أهل الحي محاصرين من قبل قوات النظام السعودي.
ودعت مصادر أهلية في العوامية إلى أخذ الحيطة والحذر من أي حساب يسعى إلى تمزيق اللحمة الإجتماعية للقطيف، مضيفة أنه يجب معرفة أجندة كل طرف في هذا النزاع والحفاظ على الأرض من أي دخيل.
الحرب الإعلامية التي يشنها النظام السعودي على أهل العوامية، لا تقل ظلماً عن العدوان العسكري، بما أنها كانت أيضاً مبرراً له. فبحسب مراقبين ونشطاء، يأتي الهجوم الذي تنفذه القوات السعودية على البلدة، كنتيجة لـ”مسوغات استخدام القوة المفرطة التي وفرها بعض الأقلام المهزومة والمشبوهة”، متهمين هذه الأقلام بالضلوع في دماء الأبرياء.