هذه أبرز رهانات الملك “سلمان” الخاسرة خلال عامين من الحكم
قال موقع “المونيتور” الأمريكيّ، إنه قبل عامين جلس الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود على العرش خلفا لشقيقه عبد الله بن عبد العزيز، واعتمد سياسة خارجية أكثر صدامية تجاه إيران أكبر من أسلافه، وسياسته أخرقت المملكة في الحرب باليمن التي لم تكن ناجحة.
وأضاف الموقع في تقرير ترجمته وطن أن سلمان اتخذ عدة قرارات خاطئة على المستوى الداخلي منها تعيين الأمير محمد بن نايف لمنصب نائب ولي العهد بعد فترة وجيزة من كسب التاج وخلع أخيه غير الشقيق الأمير مقرن بعد شهرين، كما وضع ابنه محمد بن سلمان في منصب نائب ولي العهد ووزير الدفاع، وأعلن الأخير أنه يعتمد خطة مبتكرة لتحويل المملكة بحلول عام 2030.
واستطرد “المونيتور” أن سلمان قد وضع سلطات غير مسبوقة في يد ابنه، بما في ذلك قيادة الاقتصاد، حيث أولى ركائز الرؤية السعودية 2030 الاعتراف بأن دولة الرفاه السعودية غير قابلة للاستمرار مع انخفاض أسعار النفط، ولا يزال هناك الكثير من البرامج التي سيتم تنفيذها، ولكن من الأهمية أن المملكة تدرك ضرورة التغيير.
وكانت السياسة الخارجية الخاصة بالملك الراحل عبد الله تعتمد على خطر النفور والحذر خلال الربيع العربي، حيث أصبحت المملكة زعيم الثورة المضادة في البحرين ومصر، وفي اليمن سعت ليحل محل علي عبد الله صالح نظام متوافق يقبل هيمنة السعودية، وفي سوريا لم تنجح المملكة في اغتنام فرصة الاطاحة بأقدم حليف لإيران في العالم العربي.
وذكر “المونيتور” أن سلمان أكثر عدوانية ومواجهة من أخيه، فقد قطع العلاقات مع إيران، ومنع الإيرانيين من الحج، وأنشئ التحالف العسكري الإسلامي وقد تم إطلاق حملة استخبارات عدوانية ضد كلاء إيران مثل حزب الله، وقد تم إرسال الأموال إلى المتمردين الذين يقاتلون الرئيس السوري بشار الأسد.
كما تدهورت العلاقات السعودية مع واشنطن، كما ذهلت الرياض من أن الرئيس باراك أوباما دعا الرئيس المصري حسني مبارك إلى التخلي عن منصبه، كما أن الضغط الأمريكي على النظام الملكي السُني في البحرين لاستيعاب مطالب الأغلبية الشيعية من أجل التغيير دفعت عبد الله لإرسال قوات عبر جسر الملك فهد لدعم أهل السنة وقمع الشيعة، ولكن بعد ما يقرب من ست سنوات فأنهم لا يزالون هناك.
وتشارك سلمان مع سلفه الشكوك حول أوباما، حيث اتخذت المملكة موقفا معاديا للاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات المفروضة على طهران، وبعد شهرين فقط من الصعود إلى العرش، تدخل سلمان في اليمن ردا على الاستيلاء على العاصمة من قبل الموالين لصالح والمتمردين الحوثيين، حيث تخشى الرياض أن الإيرانيين كانوا على وشك خلق دولة تابعة لهم على الحدود في الجنوب.
وبعد ذلك بعامين، الملايين من اليمنيين يعانون من سوء التغذية ويعيشون دون رعاية طبية، ورغم أنه تتحمل كل الأطراف المتحاربة مسؤولية هذه الكارثة الإنسانية، لكن الواقع هو أن أغنى دول العالم العربي تهاجم أفقر دولة في العالم العربي، ولم يبذل المجتمع الدولي شيئا تقريبا لوقف المذبحة، وقد قدمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة الطائرات والذخائر والخدمات اللوجستية والاستخباراتية التي تسهل الحرب، كما أعطيت السعوديين المساعدة الضرورية لشن حرب مع بعض القيود فقط بين الحين والآخر، والتي هي في الغالب نتيجة لضغوط من الكونجرس.
واختتم “المونيتور” بأن سلمان يحتاج إلى إيجاد نهاية مشرفة للحرب في اليمن، والرؤية السعودية 2030 من المرجح أن تكون مجرد سراب إذا تعثرت المملكة في مستنقع اليمن، لذا على الملك زيارة سلطنة عُمان هذا العام، فالسلطان قابوس يمكن أن يكون وسيطا موثوقا بين الأطراف اليمنية المتصارعة.