ادارة اوباما: الضربات المميتة ضد المدنيين، لن تؤثر على الدعم الأمريكي للحرب السعودية على اليمن
إدارة أوباما تقول إن الضربات الأخيرة في اليمن، مثل سابقاتها التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين منذ مارس الماضي، لن يكون لها أي تأثير على الدعم الأمريكي الحاسم للحرب السعودية، فيما قال المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات الأميركية في الشرق الأوسط بما في ذلك دعم التحالف، إن الولايات المتحدة لن تجري تحقيقاً واحدًا في سقوط الضحايا المدنيين في اليمن.
نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً (الجمعة 19 أغسطس/آب 2016) للصحفي صامويل أوكسفورد، ومراسل شبكة “فايس نيوز” من أروقة الأمم المتحدة، اتهم فيه الولايات المتحدة بغض الطرف عن المجازر السعودية في اليمن.
وقال صامويل، إنه في غضون أربعة أيام في وقت سابق من هذا الشهر، قصف التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن مستشفى تدعمه أطباء بلا حدود، مما أسفر عن مقتل 19 شخصاً. وقصفت مدرسة، وقتل 10 أطفال، عمرهم 8 سنوات، كما دمرت جسراً حيوياً عن طريقه يدخل إلى صنعاء 90% من احتياجاتها الغذائية، في خطوة منها لمعاقبة الملايين من المدنيين.
ويضيف: في الحرب التي شهدت تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان من كل جانب، لكن هذه الهجمات الثلاث ليس كمثلها. ولكن إدارة أوباما تقول إن هذه الضربات، مثل سابقاتها التي أودت بحياة الآلاف من المدنيين منذ مارس الماضي، لن يكون لها أي تأثير على الدعم الأمريكي الحاسم للحرب السعودية في اليمن.
وتابع: في ليلة 11 أغسطس من هذا الشهر، قصفت طائرات التحالف الجسر الرئيس الممتد من الحديدة، وعلى طول ساحل البحر الأحمر إلى صنعاء، وعندما لم ينهر الجسر تماماً، عادوا في اليوم التالي لتدميره كلياً.
إقرأ أيضاً: على أوباما أن يتصرف بمسئولية أمام جرائم السعوديين في اليمن
وقال مسؤول في إدارة أوباما، بشرط عدم الكشف عن هويته، إن الولايات المتحدة أدرجت الجسر على قائمة الممنوعين من ضربة البنية التحتية الحيوية، وأبلغت السعوديين صراحة أن “الاستجابة للأزمة الإنسانية في اليمن حرجة”. ورغم ذلك طمس التحالف الذي تقوده السعودية الجسر، إما أنها تجاهلت الاعتبارات الإنسانية ورغبات الولايات المتحدة عن قصد، أو من عدم الكفاءة المطلقة.
تقرير مصور – أمريكيون أنشأوا “قائمة العار” للمتعاونين في تسليح السعودية لقتل اليمنيين
ويوم 14 أغسطس، ضرب التحالف مدرسة في محافظة صعدة. وقال مسؤولون سعوديون إنهم قصفوا مركزاً تدريبياً لتجنيد الأطفال من قبل الحوثيين. في حين أكدت منظمة رعاية الطفولة التابعة للأمم المتحدة أنها كانت مدرسة دينية.
وبعد يوم، هاجمت الطائرات الحربية مستشفى بدعم من منظمة أطباء بلا حدود، ويعد الهجوم الرابع على منشأة منظمة أطباء بلا حدود منذ أكتوبر تشرين الأول. وقتل 19 شخصاً، على الأقل، بما في ذلك موظف يعمل مع المنظمة.
وكشف الصحفي صامويل، أن المملكة العربية السعودية وحلفاءها منعت الأمم المتحدة من التحقيقات في اليمن، وتذمرت عندما نظر مجلس الأمن إلى القرار بأنه يهدف إلى حماية المدنيين اليمنيين.
مشيراً أن المملكة العربية السعودية أيضاً حذرت، عمال الإغاثة من مغادرة مناطق كثيرة من اليمن، ينذر قرار منظمة أطباء بلا حدود انسحابها من 6 مناطق يمنية، بالشر بسبب “القصف العشوائي” للتحالف. وبدون وجود المنظمة، سيكون من الصعب جداً معرفة عدد الضربات في المستقبل في هذه المناطق.
ولفت صامويل، في مقاله في صحيفة “نيويورك تايمز″، أن كثيرين في واشنطن يرون دعم قوات التحالف التي تقودها السعودية، ضرورية للحفاظ على العلاقات الأمريكية السعودية بعد الاتفاق النووي مع إيران العام الماضي. وتباعاً لذلك استخدمت السعودية هذه الفسحة لتنفيذ حملتها الوحشية في اليمن.
وكشف، أن المتحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية التي تشرف على العمليات الأميركية في الشرق الأوسط بما في ذلك دعم التحالف، أخبره الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة لن تجري تحقيقاً واحدًا في سقوط الضحايا المدنيين في اليمن.
وعلى الرغم من أن إدارة أوباما أصرت، في الأيام الأخيرة، على أنها تريد من كل الأطراف في حرب اليمن على وقف القتال. لكن عندما ننظر الناقلات الأمريكية محملة بالقنابل الأمريكية الصنع متجهة إلى اليمن، فإن البيت الأبيض من الواضح لا يدرك أنه يشن حرباً.
ترجمة فارس سعيد – خبر للأنباء