لهذه الأسباب لن تنجح دعوات السعودية لوقف الحرب باليمن
صلاح السقلدي
يقوم هذه الأيام ولي العهد السعودي الأمير /محمد بن سلمان بجولة خليجية، شملت وتشمل كل الدول الخليجية ابتدأها بدولة قطر وينهيها بدولة الكويت، وعند ختام كل زيارة يصدر عن الجانبين بيانا سياسيا يكرر فيه ذات المفردات ويؤكد على نفس التأكيدات، بما يتعلق بالشأن اليمني من تكرار لعبارات مملة وممجوجة اكل عليها دهر السبع السنوات.حرب وشرب، ولن تجد طريقها للتنفيذ مطلقا، فبرغم تأكيد التحالف(السعودية والإمارات والحكومة اليمنية له ) عن دعوته لليلام ورغبته بوقف الحرب باليمن والشروع بتسوية سياسية إلّا انه ما ينفك ان ينسف هذه الدعوة نسفا حين يصر على وضع شروط مسبقة يعرف استحتلة تنفيذها وان لم يعرف فالمصيبة اعظمُ كتلط الشروط التي دأب التحالف وبعض حلفاؤه بالداخل اليمني على التمسك بها ومنها المسماة بالمرجعيات الثلاث المتمثلة بــ
المبادرة الخليجية لعام 2011م التي اضحت هشيما ذروته رياح( العاصفة الحزمية)، تلك المبادرة التي وضعتها السعودية لإنقاذ نظام الرئيس الراحل صالح ولرأب الصدع بين قوى الصراع على الحكم في صنعاء التي عصفت بها ثورات الربيع العربي وقضت ( المبادرة) إعادت تقاسم جتاحي الصراع المؤتمر الشعبي الحاكم حينها حزب الرئيس صالح وحزب الإصلاح لمقاليد السلطة من جديد، اما الجنوب فقد اهملته المبادرة تماما كون جوهرها اتى لحل اشكالية محددة ولزمن محدد، لا علاقة لها بما يجري اليوم علاقة مباشرة.
مخرجات حوار فندق موفنبيك في صنعاء عام 2013م والتي اُقصي منها وعارض شقها السياسي كل الجنوبيون ومعظم القوى الشمالية بمن فيها المؤتمر الشعبي وحركة الحوثيين، لما فيها من اجحاف واحتيال سياسي بحق القضية الجنوبية، وما تمثله من مخطط تآمري خطير على اليمن ووحدته وسيادته وثرواته كونها مخرجات صيغت بقلم سعودي بريطاتي امريكي توسعي بحسب تفسير القوى الشمالي جميعها باستثناء حزب الاصلاح.
قرار مجلس الامن رقم 2216 الصادر بعد انطلاق الحرب باسابيع والذي يلزم الحوثيين بالاستسلام والخروج من المدن وتسليم سلاحهم للحكومة المعترف بها ،وهذا القرار لم يعد اليوم من المعقول تطبيقه بتأكيد غربي وأممي بعد ان فشلت فكرة الحسم العسكري وبعد ان بات الحوثيون اكثر قوة واكثر انتشارا على الارض،وبات العالم ومنه بريطانيا وأمريكا يدعو لقرارات اممية جديدة تتسق مع واقع اليوم.
وبالتالي فتمسك السعودية وحزب الإصلاح والفئة الجنوبية النفعية المحيطة بالرئيس هادي منصور بهكذا مرجعيات وشروط قديمة اثبتت فشلها قولا وفعلا – وتجاوزتها الوقائع والواقع، فضلاً عن رفضها من قبل معظم اطراف الصراع بمن فيها الطرف القوي بالمعادلة العسكرية اليوم على الارض (الحوثيين)،وفي ذات الوقت استمرار السعودية واعوانها بالداخل بالدعوات لوقف الحرب واحلال السلام لا يمكن فهمه إلا انه استغفال لعقول الناس وقلوبهم وللابقاء على الحرب بذريغة رفض الطرف الآخر لوقفها وبحُجة رفص المبادرة السعودية،او انه سذاجة سياسية وغباء يتملك اصحابه. فالدعوة السعودية للسلام مصحوبة بشروط مسبقة لا يمكن ان يفهمها الحوثيون- الذين رفضوها بالأمس وهم في ضعفهم- آلا انها دعوة للاستسلام لا للسلام وهم في اوج، قوتهم اليوم…. شروط لم تعد مقبولة ليس فقط من جانبهم، بل من عدة جهات مناوئة لهم وموالية للتحالف،ففي الجنوب كالمجلس الانتقالي الجنوبي وباقي قوى الحراك الجنوبي، وفي الشمال معظم قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي وقوى وطنية مستقلة.
صحافي من اليمن- عدن