لم يبق للسعودية غير إيران لتنقذها!

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 2598
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

د. محجوب احمد قاهري

  الدولة العربية الاغنى، السعودية، عالقة ما بين سنديان اليمن ومطرقة ترامب، والسبب إيران. ونعتقد بانه لم يبقى للسعودية غير إيران لتنقذها، وهي، بعد السقوط الأخلاقي الكبير، بقتل أطفال اليمن واستمرارها في ذلك، مهددة بالإفلاس والتفكك.

السعودية تشن حربا شعواء في اليمن وتدفع أموال شعبها بسخاء لترامب بسبب إيران. الإدارة الامريكية اقنعت السعودية بان إيران هي عدوها الوحيد الذي يحاصرها جنوبا في اليمن، وشمالا عن طريق العراق. وان على السعودية الواقعة في كماشة إيران ان تحمي نفسها.

وزُيّن لسعودية محمد بن سلمان بأن حمايتها لا يكون الا بوسيلتين، الأولى، شن حرب على جماعة صغيرة، في الجنوب، يمكن الانتصار عليها بيسر، وهي الجماعة الحوثية، والثانية، دفع الجزية لترامب، كما يفرضها، لحمايتها شمالا وشرقا.

في اليمن، غرقت السعودية في مستنقع لم تكن تتوقعه ولا تعلم كيف الخروج منه. الحرب أدركت سنتها الرابعة، وخسائر السعودية أكبر بكثير من خسائر الحوثيين، الجماعة. لم تفلح هذه الدولة الرعناء سوى في قتل أطفال المدارس ونساء حفلات الاعراس. افلست قيادتها العسكرية فصبت جام غضبها على الأبرياء. بلغ عدد الغارات التي شنها الطيران السعودي على اليمن أكثر من 92 ألف غارة. وللعلم فان تكلفة ساعة واحدة لطائرة حربية من نوع اف 22 رابتور تبلغ 44 ألف دولار، ولطائرة أف 16 بلوك تبلغ 7000 دولار، وتخيل معي كم عدد الطائرات السعودية التي تشارك في غارة واحدة، وكم ساعة قضت هذه الطائرات ذهابا وإيابا لقتل اليمنيين، هذا دون اعتبار ثمن الصواريخ التي تطلق على رؤوس الأبرياء.

ترامب الذي أوقع السعودية في فخ اليمن، أصبح يطالبها بثمن حمايتها من إيران. بكل وقاحة عرّى ترامب آل سعود وهو يفرض عليهم الجزية علنا، واذلالا، مقابل حمايتهم. وهم يدفعون بسخاء. ولأنهم يخسرون كل شيء، سولت لهم أنفسهم احتلال قطر، وافتكاك ثرواتها، و هاهي بوادر ازمة كبيرة مع الكويت حول حقول نفط مشتركة توقفت عن العمل منذ سنة 2014 بدأت بالظهور، وربما تتجرأ السعودية على الكويت، وتحاول افتكاك هذه الحقول بالقوة العسكرية، فهي تحتاج الى المال، وهي الان في أوج عجزها المالي، لتحمي نفسها من إيران. ولتحمي نفسها من إيران أصبح من المفروض عليها ان تأكل جيرانها العرب.

الخطة الامريكية في الشرق الأوسط تنجح بامتياز في ظل قادة عرب اغبياء، عبر شيطنة إيران. شيطنة إيران يهدف الى اضعاف كل دول المنطقة ما عدا الكيان الصهيوني. سرقة أموال العرب وحصار إيران يضعف كل الدول معا. وولي العهد محمد بن سلمان كان أداة طيعة في يد الأمريكان لتحقيق هذا الهدف مقابل توريثه الحكم بعد والده سلمان، ونسى ولي العهد بان دولته تخسر كل شيء، ولن يبقى منها شيء ان تواصل هذا النزيف، وهذا الوهم الذي اسمه “العدو” ايران.

ونعتقد بانه لم يبقى للسعودية سوى إيران لتنقذها. فماذا لو مدت السعودية يدها لإيران، وربطت معها علاقات طبيعية، ألن يكفها ذلك هذه الحرب التي يقتل فيها اليمنيين ظلما وبهتانا، وتخسر فيها أموال شعبها، ويكفها دفع الجزية لترامب لكي يحميها من إيران؟ مما لا شك فيه بان من مصلحة إيران أيضا ربط علاقات طبيعية مع السعودية، الا ان الارعن “الكاوبوي” ولي العهد محمد بن سلمان، يبدو بانه واقع في مصيبتين، سعيه لتولي العرش وتعبيته العمياء للأمريكان، وسوف لن يرث من ابيه سوى بقايا دولة.

 

كاتب تونسي