قتل اليمن مرتين..
تقتل اليمن، شعباً وحضارة وعمراناً، رجالاً ونساء وأطفالاً، والأطفال أساساً، أمام عيون العالم جميعاً، وسط صمت قاتل يفضح التواطؤ بين القيادات جميعاًّ، ملوكاً ورؤساء وأمراء ومشايخ نفط وغاز..
في آخر احصائية لمنظمة الصحة العالمية تأكيد صريح بأن المهددين بالإصابة بمرض الكوليرا قد يتجاوز المليون يمني، نسبة كبرى بينهم من الأطفال ثم النساء والرجال..
الضحايا الذين سقطوا ويسقطون في الحرب الظالمة التي تشنها السعودية ومعها دولة الإمارات، يتزايدون كل يوم وعلى مختلف الجبهات.
كن ضحايا الكوليرا قد تجاوزوا أي احصاء.
مع ذلك فان بعض المسؤولين السعوديين والاماراتيين يتباهون الآن بأنهم باتوا يتحكمون بباب المندب بعد أن “طردوا” القوات اليمنية الشرعية، ومعهم مجاهدو “تنظيم أنصار الله”، من هذا الموقع الاستراتيجي الخطير… وثمة ما يدل على أن التحالف المذهب ينوي تحويل “باب المندب” إلى قاعدة عسكرية، اميركية بطبيعة الحال، وان رفرفت فوقها اعلام “عربية”.
لقد لعب موقع “باب المندب” دوراً خطيرا في حرب 1973، حين اقفل بوجه الملاحة الاسرائيلية، أي بوجه بارجاتها وزوارقها الحربية.
أن جريمة قتل اليمن هي جريمة قتل جماعية: للأرض والسكان، للجبال والبحر، للنساء والاطفال، وباختصار، لكل اسباب الحياة..
..على أن المساعي الدولية مستمرة، والوسيط الدولي بهويته الموريتانية يذهب ويجيء ويتابع نشاطه في احصاء الضحايا مدنا وقرى، نساء واطفالاً وشيوخاً وبعض المقاتلين!
كاتب عربي ورئيس تحرير وناشر صحيفة “السفير”