العلاقات العراقية – السعودية التحديات والتناقضات
عبد الخالق الفلاح
تشهد الساحة الإقليمية نشاطاً وتغييرات لافتة، ومن ضمن جملة التغييرات يحدث التقارب السعودي – العراقي مؤخراً وظهور رغبة من البلدين في تعزيز العلاقات.لا نشك من ان العلاقات الدولية ضرورة مهمة بين البلدان ،ولانها الوسيلة للتطوير والمجال للنمو والتقدم و تزويد بالمهارات اللازمة للعمل على نطاق واسع. والزيارات المتبادلة استعراض للبرامج وتحسين العلاقات الطبيعية بين الدول ولاسيما التي بينهما حقوق ومصالح مشتركة في السياسة الدولية. واذا ما كانت تلك العلاقة تنعدم فيها الثقة العميقة تكنه كلتا الدولتين لبعضهما البعض، لذلك الحوار المباشر ضروري للفهم بشكل أفضل والبدء في تقليل الشكوك المتبادلة بينهما .العلاقات الدولية تتمركز حول شكل العلاقات ونمط التفاعل الذي يتم بين مجموعة من الكيانات وتشمل الدول، والحكومات، والمنظمات الإقليمية والدولية، وهؤلاء جميعهم يسمون من الناحية العلمية بأنهم وحدات المجتمع الدولي. بمرور الوقت اهتمت الدول في تطوير قوانين وأنظمة دولية تساعد في الحفاظ على استقرار العالم وضمان أمنه، وبدأت بالتفكير جدياً باستحداث منظمات دولية تعنى بتنظيم التعاون الدولي في مجالات عديدة، ولذلك أسست العديد من المنظمات الإقليمية والدولية التي تعنى بتنظيم مجالات التعاون الدولي المختلفة.وتبقى السمة الأبرز في العلاقات الدولية حالياً هي انعدام خصوصية الدول، وتراجع مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الذي يعد من مبادئ الأمم المتحدة للعلاقات الدولية، مما يعني انتهاء حالة بقاء الدولة معزولة عن بقية الدول، إذ تتأثر بكافة العلاقات سواءً كانت طرفاً فيها أم لم تكن.
ومنها العراق في الوقت الحالي يحتاج لهذه العلاقة أكثر من الجيران بحكم الواقع وبحكم التجربة وبحكم روابط متنوعة هي أقرب إليه من غيره ، وخاصة مع المملكة العربية السعودية على الرغم من زحمة التناقض وحجم التحديات ،و هناك ادلة کبیرة وکثیرة جدا في هذا المجال ولاتحتاج الی عملیة سرد وهي واضحة من خلال الاتصال مع مجامیع في العراق ومن خلال الاعلام المعادي الذي یستهدف العملیة السیاسیة، وتبدأ هذه التدخلات من الفتاوی التي صدرت والدعم المقدم للمجامیع الارهابیة علي الحدود السوریة وعبر ترکیا والیمن وتزوید الارهابیین بالسلاح . هذه کلها مواقف ساعدت علی اضعاف الحکومة العراقیة وعلی تقویة المناوئین لها.ولكن العلاقة اقوى في نظرنا من ارادة السیاسیة في كثير من الاحيان لانها امتدادات سکانیة ومذهبیة ومقدسات ومرجعیة وثقافیة وحدود ومصالح مشترکة هي اقوی من الارادة ، وتقوم هذه الفرصة على تفعيل قواعد العمل الإنساني ولتعزيز التواصل مع الأطراف المؤثرة محلياً، وتنشيط قواعد العمل العربي الدبلوماسي الثنائي والإقليمي عبر دعم موقع العراق في مساحات العمل العربي المشترك كي توازن بغداد بينها والمنطقة العربية، ودعم جهود ومواقف العراق في محاربة الإرهاب على المستوى الدولي وفي الاجتماعات الدولية كتطبيق لمبدأ التضامن العربي.
كما ونتأمل لتكون الأيام المقبلة هي الزمن الذي نختصر فيه أشياء كثيرة إن تركناها و سيكون ضررها اقل ، إن أردنا وحدة العراق بالفعل وأردنا أن يتعايش العراقيين من غير منغصات فلا بد من تطوير علاقاتنا مع الجيران وخاصة السعودية لتأخذ البعد الأستراتيجي ولكن على ان نكون حذرين في تلك العلاقة . العراق منذو سقوط نظام البعث عام 2003كانت العلاقات العراقية مع المملكة العربية السعودية السعودية نموذجا للعلاقات المتقلبة التي انعكست عليها الأوضاع المختلفة للنظامين المختلفين في الايديولوجية . ويمكن للجانبين احتواء الخصومة بينهما من خلال الاتفاق على تقليص تدخلاتهما في الصراعات الداخلية وفتح صفحة جديدة. وكما ذكرنا مرارا وتكرارا على الحاجة إلى أن العراق والسعودية للعمل معا على حل الأزمات السياسية في المنطقة و يشجيع الطرفين لاتخاذ خطوات تسمح بنمو الثقة وتحرك الأطراف نحو المحادثات المباشرة.ويمكن ان تكون الخطوات الأولى للخروج من خصومتهما المكلفة على نحو متزايد. وعلى السعودية ان تفهم بالتعامل مع العراق ولاسيما في مثل هذه المرحلة الحساسة من تأريخ البلاد -الذي تحقق فيه القوات العراقية نجاحاً حقيقياً في حملتها العسكرية ضد داعش، يتيح فرصة حقيقية لإعادة نموبغداد إلى داخل الجناح العربي، ومع ارتفاع أولوية الأهداف لدى العراق داخل جدول الأعمال السياسي والمتمثلة بإعادة إعمار البلاد والوساطة السياسية، و تمنح دول تعاون الخليجي فرصة لاعادة بناء علاقات متينة بين العراق والعالم العربي والاسلامي .
– باحث واعلامي