هل يخوض التحالف السعودي حربه في اليمن مع مقاتلين ام على المدنيين؟
وما حاجته للطيران فوق المدن اساسا؟ وهل يكون توصيف ما يرتكبه بحق المدنيين بانه “جرائم حرب” توصيفا سليما؟
عبدالوهاب الشرفي
ارتكبت طائرات التحالف السعودي خلال الايام الماضية مجزرتين وحشيتين بحق المدنيين احداهما في نُزل ينام فيه عمال في مزارع قريبة من العاصمة صنعاء والاخرى في حي سكني جنوب العاصمة صنعاء.
المجازر الاخيرة هذه التي ارتكبها التحالف السعودي بحق المدنيين اليمنيين ليست جديدة ولكنها سلوك اصيل لدى التحالف السعودي منذ بداية حربه العدوانية على اليمن ، و تاريخ التحالف السعودي في اليمن تاريخ ( ارهابي ) اسود لايكاد يمر فيه يوم الا وارتكبت فيه فظائع بحق المدنيين في اكثر من مكان داخل اليمن دون وازع من ذمة او ضمير.
ما الذي لا زال يفرق بين ان ياتي ارهابي داعشي ليفجر نفسه وسط المدنيين في الاسواق و الطرق و التجمعات و بين التحالف السعودي الذي يلقي بقذائفه وسط المدن ولداخل بيوت المدنيين واسواقهم وتجمعاتهم؟
جرائم التحالف السعودي تجاوز توصيف جرائم حرب بل هي جرائم ( ارهاب دولة او ارهاب منظم ) لان الغالبية العظمى من المدنيين استهدفتهم في مدنهم وقراهم واحيائهم واسواقهم و مصانعهم و قاعات عزائهم او افراحهم ومدارسهم ومستشفياتهم و غيرها من حرماتهم وليس في جبهات قتال او بالقرب منها ، كي توصف بانها خطاء او الا اذا كان الخطاء هنا بمعنى الاثم وليس بمعنى عدم الدقة.
عندما تقطع طائرات التحالف السعودي مئات الكيلومترات من قواعدها لتصل الى اجواء مدن و قرى و تجمعات سكنية مدنية لاتشهد اي مواجهات او قتال و تلقي بقذائفها فوق روؤس المدنيين ويتكرر ذلك بوتيرة عالية جدا يفوق عددها عدد ايام الحرب العدوانية اي انها بمعدل اكثر من مجزرة في اليوم الواحد فذلك لا يمكن ارجاعه لخطاء او لمعلومات استخباراتيه خاطئة او لاحداثيات غير سليمه او لاي من الحجج ( السخيفة ) التي تلاك لتذويب هذه الجرائم ، وانما هي عمل ممنهج اقل ما فيه انه يتخذ قراراته باطلاق النار بالشبهه واو التوقع واسقاط المدنيين من حسبته تماما وكانهم اقل من نعاج وكذا الانتقام اللاخلاقي المتحول للمدنيين لتعويض خسائره في جبهات القتال.
وصول جرائم التحالف السعودي الاخيرة للرأي العام جاء تبعا للازمة الخليجية التي سمحت بان يتم تناول هذه الجرائم في القنوات التلفزيونية بشكل مركز كنوع من السجال بين الخصوم الخليجيين، لكن التحالف السعودي سجله حافل بمجازر المدنيين على مدى عامين ونصف منع تواطئ الاعلام الاقليمي والدولي وصولها للرأي العام قبل نشوب الازمة الخليجية.
الامم المتحدة وثقت قدر كبير من المجازر والضحايا المدنيين وتقع عليها مسئولية مباشرة قد تعرضها للمطالبة القانونية لعدم اتخاذها لموقف في مستوى وتيرة ووحشية المجازر بحق المدنيين التي يقوم بها التحالف السعودي الذي يقوم بحربه العدوانية بغطاء اممي ولها مبعوث خاص بالملف اليمني وجميعهم لايقوم بواجبه لوقف هذه المجازر الارهابية والادانات القليلة و الخجولة لا تكفي ولا تعفي من المسئولية و التعريض للمسائلة القانونية لان الجرائم بحق المدنيين اليمنيين ليست ناتجة عن (تبادل لاطلاق نار) على روؤس المدنيين وانما هي عمليات قتل مباشرة من طرف واحد هو التحالف السعودي الذي يلقي بقذائفه فوق المدنيين في مدنهم الامنه او هكذا يفترض وهم في حرماتهم المدنية وليسو في جبهات او متارس او معسكرات ومنشأت ومباني عسكرية او حتى منشأت عامة وان كان لايوجد حق في ضربها ابتداء.
سؤال واحد يدين المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها و الدول الدائمة العضوية و الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن وكل المنضمات والمؤسسات ذات العلاقة وهو ما الذي تفعله طائرات التحالف السعودي فوق المدن والقرى والبلدات في حين ان الجبهات كلها تبعد عنها الالاف الامتار ومئات الكيلومترات؟ فوق من تلقي قذائفها تلك في وسط المدن التي لاتشهد اي صراع مسلح؟
كما ان الجريمة بحق اليمنيين لا تقف عند قتل المدنيين الى داخل منازلهم وانما تتواصل لاغتيال التحقيق بشانها و تحميل المسئولية فيها بشكل رسمي ، فلازال التحالف السعودي و بتوطئ هادي وحكومته و المجتمع الدولي والامم المتحدة و المنظمة السامية لحقوق الانسان يمنع تشكيل لجنة تحقيق اممية للجرائم بحق المدنيين في اليمن حتى اليوم مع كل الاجرام الموثق بحق المدنيين ، وامام كل المعنيين دوليا وامميا ومنضماتيا يتم قطع الطريق على تشكيل لجنة اممية محايدة بلجنة تحقيق من دول التحالف السعودي نفسه وهو المتهم الاول بالجرائم بحق المدنيين في اليمن في اوضح مهزلة قانونية وانسانية تتم بتماهي او تبلد العالم اجمع.
عدم وقوف جميع المعنيين يمنيا وعربيا واقليميا ودوليا وامميا تجاه اي مجزرة بحق المدنيين وقفه مسئولة هو الذي جعل التحالف السعودي يوغل في جرائمه بحق المدنيين اكثر واكثر وكأن الدم اليمني ماء يهرقه دون ادنى حساب او قلق او تردد او تحري، ولعل تسليط الضوء مؤخرا على المجازر التي يرتكبها التحالف السعودي نتيجة السجال الخليجي فرض على البعض كالامم المتحدة ان تدين وتطالب بتحري عدم اصابة المدنيين وهذا الامر لايكفي مطلقا لان قتل المدنيين في اليمن لا يمثل ( ضرورة عسكرية ) وانما هو اعتداء مباشر على المدنيين تلقي فيه طائرات التحالف السعودي بقذائفها وسط احياء مدنية لا مقاتلين فيها و لا متارس ولا معسكرات احياء مدنية خالصة وسط مدن لاتشهد اي نوع من القتال ، وامام هكذا حال لا يعفي الجميع وفي المقدمة الامم المتحدة و مجلس الامن الدولي الا اتخاذ قرار يحضر على التحالف السعودي الطيران فوق المدن والقرى اليمنية كأقل تقدير والا فالواجب اتخاذ قرار بوقف الحرب العدوانية فورا لانها تحولت لحرب ضد الانسان اليمني ودون هدف قابل للتحقيق .
رئيس مركز الرصد الديمقراطي ( اليمن )