زيارة ترامب للسعوديّة إبتزازية ومدفوعة الثمن سلفا

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 3221
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

د. كاظم ناصر
ذكرت صحيفة اليوم السعودية في عددها الصادر يوم السبت 6-5-2017 إن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير قال في لقاء مع الصحفيين في واشنطن ” إن زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية جاءت نتيجة جهد جبار لمحمد بن سلمان ” ولي ولي العهد السعودي . وفال الوزير أيضا ” الزيارة تعكس احترام الولايات المتحدة الأمريكية للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية التي تسعى دائما إلى تعزيز الأمن والإستقرار والسلم في المنطقة والعالم .”
الحقيقة التي لا يمكن لمعالي الوزير إنكارها هي أن ترامب تكلّم عن نواياه لتقوية العلاقات مع السعودية ودول الخليج خلال حملته الإنتخابية . لقد كان الرجل واضحا، وقال علنا، إنه يخطّط لإبتزاز دول مجلس التعاون وإجبارها على .. الدفع .. بسخاء مقابل توفير الحماية الأمريكية لها . ترامب لا يحتاج إلى ” جهد” الأميرمحمد بن سلمان لإقناعه بزيارة السعودية . محمد بن سلمان وقع إتفاقيات ستدفع بلاده بموجبها لإدارة ترامب 200 مليار دولار خلال السنوات الأربع القادمة. لكن ترامب الذي” يعرف من أين تؤكل الكتف” يسعى للحصول على المزيد من المليارات، ويريد ترتيب أوضاع المنطقة بمواصفات أمريكية إسرائيلية دون إعتبار لما تريده دول الخليج والدول العربية والإسلامية .
إدارة ترامب ستقبض مئات مليارات الدولارات من السعودية ودول الخليج الأخرى كثمن لهذه الزيارة … الترامبيّة … الميمونة. فقد ذكرت صحيفة الوطن الكويتية الصادرة يوم السبت 6-5-2017 ” أن واشنطن تعمل لإبرام عقود مبيعات أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات مع المملكة العربية السعودية ” وإن هذه الصفقة تتضمّن صواريخ ” ثاد “، برامج كمبيوتر للقيادة والسيطرة أثناء المعارك، عربات قتالية ومدفعية، أربع سفن حربية قيمتها 11.5 مليار دولار، وذخائر تزيد قيمتها عن المليار دولار .هذا يعني أن ترامب عندما قرر أن تكون السعودية الدولة الأولى التي يزورها فإنه فعل ذلك بعد أن تأكد بأنه سيستغل هذه الزيارة للحصول على مبالغ طائلة تساعده في إنعاش الإقتصاد الأمريكي !
ألسياسة الأمريكية لا تقوم على العلاقات الشخصيّة، والقائمون عليها لا يؤمنون بصداقات شخصية مع الحكام العرب وغيرهم، ولا بقيادات حكيمة وغير حكيمة كما ذكر الوزير السعودي ! إنهم يؤمنون بمصالح بلدهم وبالمكاسب التي يحقّقونها لها . أمريكا تعبد مصالحها، وتتخلّى عن حلفائها عندما ينتهي دورهم، وستفعل ذلك مع حكام الخليج كما فعلته مع غيرهم . أما قول الوزير بان السعودية ” تسعى إلى تعزيز الأمن والإستقرار والسلم في المنطقة والعالم ” فهذا أمر يتناقض مع الأحداث الجارية . السعودية ساهمت في تفجير الأوضاع الأمنية في المنطقة بمشاركتها في الحرب العراقية الإيرانية، وحرب الخليج، والحروب السورية واليمنية والعراقية، وأجّجت الصراعات الطائفية والمذهبية من خلال خطابها الديني الوهّابي التكفيري ودعمها للأحزاب والجماعات الإسلامية المتطرّفة .. وترامب يعرف ذلك…!
زيارة ترامب للسعودية واجتماعاته المقرّرة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي وبعض القادة العرب تشير إلى إصراره على تقوية الشراكة الأمريكية العربية الإسرائيلية وإخراجها إلى العلن لمواجهة محور روسيا وإيران في المنطقة، وابتزاز السعودية ودول الخليج وإلزامها على دفع مئات مليارت الدولارات لإدارته كثمن أسلحة وحماية وكإستثمارات في السوق الأمريكية، وتصفية القضية الفلسطينية، وبسط النفوذ الأمريكي الإسرائيلي على الوطن العربي والتحكّم بمقدّراته .

نحن العرب لن نستفيد شيئا لا من ترامب، ولا من إدارته، ولا من زيارته لأننا نحن سندفع، وأمريكا ستقبض، وإسرائيل ستقوى وتتوسّع، وفلسطين ستضيع، وملايين العرب قد يشرّدون ويقتلون، وحكام الوطن العربي سينتهون كما انتهى ملوك الطوائف في الأندلس، وكل هذا سيكون لصالح العرب والمسلمين كما يقول شيوخ القبائل العربية المتناحرة ومن لفّ لفيفهم من تجار السياسة والدين!

كاتب فلسطيني