قلق سعودي وأسئلة أمريكية.. لهذا يطلب بن سلمان معاهدة دفاعية

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 428
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

يتمسك ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بتوقيع معاهدة دفاع مع الولايات المتحدة، كجزء من قائمة مطالب مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل، ما يعكس قلقا من إيران دفع الرياض إلى التراجع عن رفض أي علاقة أمنية رسمية مع واشنطن، ويثير أسئلة أمريكية بشأن ما قد يترتب على مثل هذه المعاهدة.

ذلك ما خلص إليه ديفيد أوتاواي، في تحليل بـ"مركز ويلسون للدراسات بواشنطن" (wilsoncenter) ترجمه "الخليج الجديد"، مضيفا أن طلب السعودية "يمثل تغييرا مذهلا في موقفها، إذ سعت منذ فترة طويلة إلى إبقاء اعتماد أمنها على الولايات المتحدة غير ملحوظ وغير رسمي قدر الإمكان".

وتابع: "السؤال الذي يطرح نفسه هو: لماذا تغير الموقف السعودي الآن؟، ويبدو أن الإجابة تكمن جزئيا في عدم قدرتها على تحويل نفسها إلى قوة عسكرية قائمة بذاتها قادرة على التعامل مع إيران".

وعلى الرغم من تحسن العلاقات بين إيران والسعودية، إلا أنه يبدو أن المملكة لا تزال تحمل مخاوف مما تقول إنها أجندة توسعية إيرانية في منطقة الشرق الأوسط، بينما تردد طهران أنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.

وعبر اتفاق بوساطة الصين في 10 مارس/ آذار الماضي، استأنفت الرياض وطهران علاقتهما الدبلوماسية، ما أنهى قطيعة استمرت 7 سنوات بين دولتين يقول مراقبون إن تنافسهما على النفوذ أجج صراعات عديدة في المنطقة.

 

تهديد دائم

"انتهى الغزو السعودي لليمن منذ 2015 لمحاربة سيطرة المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران، بفشل وتهديد دائم من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية المقدمة لحليف طهران الجديد (جماعة الحوثي)"، كما أردف أوتاواي.

وتقود السعودية تحالفا عسكريا عربيا يدعم القوات الموالية للحكومة الشرعية في اليمن (جار المملكة)، في مواجهة قوات الحوثيين المسيطرة على محافظات ومدن بينها العاصمة صنعاء (شمال) منذ 2014.

ولفت أوتاواي إلى أن "الحوثيين أطلقوا المئات منها (الصواريخ والطائرات بدون طيار) على أهداف شملت منشآت النفط السعودية وحتى العاصمة الرياض".

واعتبر أن "الصدمة الرئيسية للتفكير الأمني السعودي جاءت مع هجوم بصواريخ وطائرات بدون طيار شنته إيران في سبتمبر/أيلول 2019 على منشأتين نفطيتين رئيسيتين (في السعودية)؛ مما أدى إلى توقف نصف إنتاجها".

وأردف أن "الأنظمة الأمريكية المضادة للصواريخ لم تفشل في اعتراضها فحسب، بل لم يجد الرئيس (الأمريكي آنذاك دونالد) ترامب أيضا حاجة إلى انتقام أمريكي؛ فالهجوم، على حد قوله، "كان على السعودية، ولم يكن هجوما علينا (الأمريكيين)"".

 

الصين وروسيا

وأخيرا، بحسب أوتاواي، "يشعر حكام السعودية بخوف شديد من تغير المشهد الجيوسياسي، إذ تحول تركيز البيت الأبيض و(وزارة الدفاع الأمريكية) البنتاجون إلى مواجهة روسيا في أوروبا والصين في آسيا".

وزاد بأنه "من المرجح أن يرى بن سلمان الالتزام الأمني الأمريكي (عبر معاهدة دفاع) باعتباره الأمل الأخير الأفضل للحفاظ على المظلة الأمنية الأمريكية المتسربة في مكانها والمشاركة في احتواء خصمه اللدود إيران".

وقال إنه "ليس من الواضح ما الذي ستغطيه أي ضمانة أمنية أمريكية في مواجهة أي هجوم إيراني، لاسيما وأن طهران تعلمت منذ فترة طويلة كيفية استخدام أصدقائها وحلفائها في مختلف الدول العربية لتنفيذ أوامرها للتهرب من المسؤولية المباشرة".

و"أصبح هذا النمط واضحا بشكل خاص في اليمن، حيث تشكل الصواريخ والطائرات بدون طيار التي توفرها إيران للحوثيين تهديدا كبيرا للمملكة (أكبر دولة مصدّرة للنفط)، كما تابع أوتاواي.

وتساءل: "هل سيتطلب هجوم الحوثيين بصواريخ أو طائرات بدون طيار ردا عسكريا أمريكيا في اليمن؟ وهل سيتعين على واشنطن الرد على أي هجوم على المملكة من أي مليشيا متحالفة مع إيران في العراق؟.. هذه أسئلة تحتاج إلى إجابة كجزء من أي ضمانة أمنية أمريكية".

و"لكن حقيقة استخدام بن سلمان لهذا الطلب كإحدى أوراق المساومة لإقامة علاقات مع إسرائيل، تشير إلى الدرجة العالية من القلق السعودي بشأن أمن المملكة المستقبلي دون دعم الولايات المتحدة، كما تشير إلى خوفه من تخلي الولايات المتحدة عن الأمر"، كما ختم أوتاواي.

وبالإضافة إلى توقيع معاهدة دفاع، تفيد تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية بأن ولي العهد السعودي يريد أيضا الحصول على أسلحة أمريكية أكثر تطورا، ودعما لتشغيل دورة وقود نووي كاملة بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، بالإضافة إلى التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية.

ومن أصل 22 دولة عربية، تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية مع إسرائيل، التي تواصل احتلال أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 5 يونيو/ حزيران 1967.

 

المصدر | ديفيد أوتاواي/ مركز ويلسون للدراسات بواشنطن - ترجمة وتحرير الخليج الجديد