ابن سلمان وسياسة “إرضاء الجميع”.. عدا الداخل

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 86
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

في عالم يحكمه المال والذهب الأسود وطاعون العصر -الإعلام-، يُمسي وضع “السعودية” في موقع “الوسيط في النزاعات الدولية” أمراً سهلاً بسهولة ما ارتكب هذا الكيان من جرائم مسكوت عنها، بحق شعب الجزيرة العربية والشعوب المجاورة. أسباب عديدة جعلت “السعودية” وجهة للقاء روسي أوكراني أميركي، إلّا أن أهمها هو نية الولايات الأميركية المتحدة فرض الأولى كـ”زعيمة أمر واقع” على شعوب المنطقة؛ ذلك أن مواقفها في أهم القضايا مضمون بالنسبة للأميركان، إن من ناحية الموقف المتراخي من القضية الفلسطينية، أم من ناحية الموقف المعادي لجمهورية إيران الإسلامية، إلى جانب طمعها في أن تترأس مكانة في المنطقة تسمح لها بفرض رؤيتها في المسائل الداخلية لدول المنطقة. اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترامب “السعودية” كوجهة خارجية أولى له واختيارها محطة المباحثات بين الوفدين الروسي والأميركي بشأن أوكرانيا، لا يضيع عن سياق التودد السعودي لترامب، الذي وصل حد العبودية في تنفيذ كل رغباته، أكثرها لمعاناً ووضوحا كان المبلغ الذي طُلب دفعه من ابن سلمان لأميركا، مبلغ ال٦٠٠ مليون دولار الذي ارتفع الى مليار دولار فيما بعد. المفاوضات بدأت بحضور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، الجانب الروسي ممثّلاً بوزير الخارجية سيرغي لافروف ومساعد الرئيس يوري أوشاكوف ورئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف. أما الوفد الأمريكي فقد ضمّ وزير الخارجية ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي لدونالد ترامب مايك والتز، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف. إستحواذ الرياض على الحركة السياسية في مسارين مختلفين: مسار الشأن الأوكراني من جهة، ومسار التباحث في خطة ترامب المزعومة لتهجير أهل غزة، يؤكد أن الحِراك السياسي بما يخص أهل غزة لا يزيد أهمية عن “اللاشيء” التي قدمته القمم العربية التي عُقدت في الرياض في مسار إيقاف العدوان على قطاع غزة قبل أشهر. وفي حين ستُعقد قمة عربية يوم الجمعة المقبل “للرد على خطة ترامب”، تضمّنت زيارة وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، للسعودية حديثاً مطوّلاً عن الخطة بهدف حشد تغطية إعلامية واسعة، وإظهار السعودية مجدّدا كناطق باسم مصالح شعوب المنطقة. إلا أن رومبيو الذي التقى كلّاً من محمد بن سلمان وفيصل بن فرحان، وزير الخارجية، أعاد تكرار إصرار بلاده وكيان العدو على الخطة المزعومة، قائلا لمن التقاهم أن “الخطة المطروحة الوحيدة في الوقت الحالي هي خطة ترامب”. موقع “واينت” العبري وضع الخطوات السعودية، اللّفظية من بيانات تنديد والعملية من استقبال “قمم”، في إطار محاولة حشد شعبيّة لموقفها، وقالت: “اللهجة السعودية تجاه إسرائيل أصبحت أكثر انتقاداً، وإن المملكة صارت مؤيدة للفلسطينيين بشكل لم تكنْه في السابق، في محاولة لركوب موجة العداء لإسرائيل والتي تجتاح المنطقة، وسعياً لتقديم نفسها بوصفها قائدة للجهود لاستعادة الفلسطينيين حقوقهم”. وأضاف الموقع أن الرياض “أنشأت تحالفات عالمية لتأييد قيام دولة فلسطينية، وترغب في الظهور بأنها هي من وضعت الأساس لقيام تلك الدولة”. وتابع الموقع أن “«”السعوديين في ظل إدارة ترامب سيكون أسهل عليهم التراجع عن مواقفهم المعلنة تجاه القضية الفلسطينية، إلا أنهم سيضعون شروطاً للقيام بذلك، بما فيها وقف إطلاق نار دائم وانسحاب قوات الاحتلال من القطاع وبدء إعادة إعماره، حيث ترغب الرياض في أن تكون جزءاً من الآلية الدولية المسؤولة عن إعادة البناء، كما أنها تريد عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع لتحل محل حماس”. واعتبر أن “موقف ترامب في موضوع إيران يؤثّر على الموقف السعودي من المسألة الفلسطينية”، موضحاً أن “تحسين الوضع الاستراتيجي للمملكة يتيح لها ركوب مخاطر أكبر، وأنه كلما كان موقف الرئيس الأميركي من إيران أكثر تصلباً، كان أسهل على السعوديين، وربما الإسرائيليين، إظهار مرونة أكبر إزاء الموضوع الفلسطيني”. الموقع العبري وضع خطوات ابن سلمان أيضا في إطار طمعه بأن يصبح “ملكا” لشبه الجزيرة العربية، معتبراً أن “ابن سلمان يأمل في أن يصبح ملكاً، ربما هذا العام، وذلك يتطلّب شرعية داخلية وخارجية، والقضية الفلسطينية هي مفتاح هذه الشرعية في السعودية وباقي أنحاء العالم العربي”، مضيفاً أن “الرياض تعلم أنه لن تقام دولة فلسطينية قريباً، ولكنها تريد رؤية الولايات المتحدة وإسرائيل تتخذان خطوات ملموسة حتى وإن بشكل تدريجي، وفي المقابل يمكن أن توافق على تطبيع تدريجي مع إسرائيل يعرّض النظام لمخاطر أقل”.