بعد انضمامهما.. هل يمكن لبريكس أن تحقق مصالحة طويلة الأمد بين السعودية وإيران؟

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 645
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

هل يمكن أن يكون تكتل "بريكس" سببا لتحقيق مصالحة طويلة الأمد بين السعودية وإيران، بعد أن تم ضمهما رسميا إلى التكتل مؤخرا؟.. حاول تحليل نشره موقع "مودرن دبلوماسي" البحث عن إجابات لهذا التساؤل، مستشهدا بما أورده موقع "ريسبونسبل ستيت كرافت" الأمريكي والذي اعتبر أن الانضمام إلى "بريكس" قد يكون أفضل شيء يحدث للقوتين في الشرق الأوسط أثناء توجههما نحو التطبيع.

وبعد أن أصبحت إيران عضوا كامل العضوية في منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) في عام 2022، وباتت السعودية "شريك حوار" في هذا المنتدى الأمني الأوراسي الذي تقوده الصين (مع احتمال العضوية الكاملة)، أصبحت مجموعة "بريكس" الآن ثاني منصة متعددة الأطراف تجمع بين الرياض وطهران.

ويرى التحليل أن الانضمام المتزامن إلى مجموعة "بريكس"، وفي المستقبل، انضمام السعودية إلى منظمة شنغهاي للتعاون، يمكن أن يزيد من تعزيز عملية التطبيع الثنائي الناشئة بين طهران والرياض.

وأوضح أن تفاعل البلدين على قدم المساواة داخل "بريكس" وطبيعة اتخاذ القرارات داخل التكتل على أساس التوافق، يمكن أن يشكل ساحة مناسبة للسعودية وإيران لبناء الثقة المتبادلة تدريجيا.

لكن التحليل يلمح إلى أن إيران والسعودية كان لديهما احتياجات مختلفة من الانضمام إلى "بريكس"، حيث اتسم رد فعل طهران بالابتهاج، كون انضمامها إلى "بريكس" سيشكل قوة إضافية لها في ساسياتها لمواجهة النفوذ والعقوبات الأمريكية، وهو ما لا يتحقق في حالة السعودية التي لا تحتاج إلى كسر أي أسقف دبلوماسية، بل على العكس، يتم التودد لها من قبل واشنطن لإبرام صفقة من شأنها أن تنطوي، من بين أمور أخرى، على ضمانات أمنية أمريكية للمملكة مقابل تطبيع السعودية مع إسرائيل.

وفي نهاية المطاف، لا يمكن لمنصات مثل البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون أن تحل محل مسار التطبيع الثنائي السعودي الإيراني ولكن يمكنها أن تساعد.

ويتوقع التحليل أن تشهد العلاقات السعودية الإيرانية مزيدا من المد والجزر، وإذا اتخذ البلدان منحى أكثر تصادمية مرة أخرى، فقد يؤثر ذلك سلباً على تماسك "بريكس"، حيث يستخدم كلا الجانبين أي نفوذ لديه على حساب الآخر.

وفي هذه الحالة، قد يندم الأعضاء الحاليون في مجموعة "بريكس" على قرار استيراد المنافسات الجيوسياسية من الخليج العربي إلى مجموعتهم، وهذا من شأنه أن يكون ضاراً بشكل خاص بالنظرة الذاتية لـ"بريكس" باعتبارها منتدى للتعاون بين الدول، على النقيض من المؤسسات التي يهيمن عليها الغرب، مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، و"بريتون وودز"، وحلف شمال الأطلسي، استناداً إلى الهيمنة الأمريكية.

والأهم من ذلك، أن كلاً من طهران والرياض ترى أن هناك مصلحة وطنية ثابتة في المضي قدماً في خفض التصعيد وتطبيع العلاقات. وفي المستقبل القريب، على الأقل، يبدو من المرجح أن يتم الحفاظ على هذا المسار، على الرغم من المخاطر التي تعترض الطريق.

 

المصدر | مودرن دبلوماسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد