شراكة "النفط الجديد".. طموح سياحي سعودي وإنفاق صيني سخي

  • طباعة
  • PDF
  • مشاركة عبر الفيسبوك
  • مشاركة عبر تويتر
  • مشاركة عبر G+
  • مشاركة عبر انستقرام
  • مشاركة عبر تلغرام
  • مشاركة عبر الوتساب
  • عدد الزوار 609
  • عدد التعلیقات 0
  • -
    +

قال سلمان شيخ، وهو محلل وباحث في العلاقات الدولية، إن طموح السعودية في قطاع السياحة، الذي يوصف بـ"النفط الجديد"، يعزز العلاقات بين المملكة الخليجية والصين التي تمتلك عددا ضخما من السياح ينفقون في الخارح بسخاء، ليرسخ التعاون المتزايد بين الرياض وبكين مفهوم العالم متعدد الأقطاب، بدلا من القطب الواحد الولايات المتحدة.

شيخ أردف، في تحليل بمجلة "نيو إيسترن أوتلوك" (NEO) ترجمه "الخليج الجديد"، أن "السياحة تحتل مرتبة عالية جدا في خطة رؤية السعودية الاستراتيجية 2030 للتحول الاقتصادي بعيدا عن الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للإيرادات".

وتابع: "وفقا للخطة، يهدف السعوديون إلى جمع حوالي 46 مليار دولار سنويا من السياحة بحلول 2030. ويبدو أن هدف السعودية ومساهمة الصين في السياحة العالمية لهما تآزر مثالي في هذا الشأن".

و"قبل كوفيد (وباء كورنا)، أنفق 155 مليون سائح صيني 250 مليار دولار في جميع أنحاء العالم. ومع سعي السعودية لجذب السياح، أصبحت الصين شريكا طبيعيا"، كما أضاف شيخ.

وزاد بقوله: "الآن بعد أن رفعت الصين بالفعل سياسة "صفر كوفيد" (تدابير الوباء)، يبدو أن السياحة تتعافى، وتم بالفعل عقد لقاءات عديدة بين المسؤولين السعوديين والصينيين بشأن الترويج السياحي".

 

نظام عالمي جديد

و"يعكس التآزر بين بكين والرياض، والذي يعتمد أيضا على إمدادات النفط السعودية الطويلة الأمد للصين، في السياحة تقاربا أعمق بين رؤية السعودية 2030 ومبادرة الحزام والطريق الصيني، إذ يهدف البرنامجان إلى تحقيق تحول قتصادي هائل"، وفقا لشيخ.

وأضاف أن "هذا التقارب يغذي أيضا الجغرافيا السياسية الأوسع لنظام عالمي جديد وبديل ومتعدد الأقطاب، وكان هذا التقارب أكثر وضوحا في المنتدى الاقتصادي العالمي في الصين (يونيو/ حزيران الماضي)، المعروف باسم منتدى "دافوس الصيفي"، إذ أرسلت السعودية وفدا قويا من 24 عضوا".

وشدد على أن "هذا النمو في العلاقات الصينية السعودية يختلف، بل يتعارض بشكل مباشر، عن السياسة الأمريكية المتمثلة في "فك الارتباط" عن الصين أو السياسة الأوروبية للتنافس مع الصين".

شيخ قال إن التعاون السعودي الصيني "لا يعني أن الرياض تنفصل عن الولايات المتحدة، فمثلا كجزء من تحولها الاقتصادي، قدمت شركة طيران الرياض السعودية الجديدة، التي تم الإعلان عنها قبل حوالي شهرين، طلبيتها الأولى المكونة من 72 طائرة تجارية إلى شركة بوينج الأمريكية".

واستدرك: "على الرغم من هذا التعاون، لا تزال الرياض تتجاهل الضغط الغربي على سياستها تجاه الشرق، ويتضح هذا من قرار السعودية بالحصول من الصين على تقنية الجيل الخامس من شبكات الاتصال (5G)، بينما تريد واشنطن عدم خروج تلك التقنية من الولايات المتحدة وأوروبا للحفاظ على الهيمنة الغربية على التكنولوجيا".

ومضى شيخ قائلا إن "هذا التعاون كان متجذرا في صميم منتدى الأعمال العربي الصيني الأخير في الرياض، حيث وقَّع الجانبان 24 اتفاقية بـ100 مليار دولار، كما أبرمت الرياض وبكين اتفاقيات بـ10 مليارا دولار".

ولفت إلى أن "الصفقات تشمل استثمارات في مجالات متنوعة مثل إنتاج السيارات الكهربائية، والحديد، وتعدين النحاس، و266 مليون دولار لتطوير تطبيقات هاتف المحمول متعلقة بالسياحة".

و"تعكس هذه الزيادة الكبيرة في هذا التعاون تعكس بوضوح عدم قدرة الغرب المتزايدة على تشكيل الجغرافيا السياسية والجيو-اقتصادية العالمية بطريقته الخاصة (...)، وأنه لم يعد قادرا على الادعاء لنفسه بدور مركز حصري في السياسة والاقتصاد العالميين"، كما ختم شيخ.

 

المصدر | سلمان شيخ/ نيو إيسترن أوتلوك- ترجمة وتحرير الخليج الجديد